أكد السيد إبراهيم موسى مدير ادارة التخطيط والتنمية الدولية في قطر الخيرية أن زيارة وفد قطر الخيرية لليمن وتحديدا محافظة صعدة تهدف إلى استكمال المسوحات السابقة التي أجريت في فبراير الماضي للوقوف على الأضرار التي حدثت في الفترة الأخيرة، اضافة الى الأضرار التي حدثت بعد الحروب الستة التي دارت في محافظة صعدة واستطلاع الأوضاع بالمحافظة والوقوف على حجم الدمار الذي خلفته تلك الحروب، حيث استطاع فريق من قطر الخيرية من خلال مسوحات أجراها في فبراير الماضي أن يصل الى أطراف المنطقة ولم يستطع الوصول الى المناطق العميقة. وأضاف موسى ل الراية: استطعنا بهذه الزيارة الدخول لصعدة مباشرة والوصول الى مدينة صعدة القديمة التي كان من المستحيل الدخول اليها في أوقات سابقة واطلعنا على حجم الدمار فيها في المرافق العامة وبيوت المواطنين ورأينا كل شيء بأم العين .. حيث حجم الدمار كبير نتيجة الحروب الستة، لا سيما الحرب السادسة التي شملت كل مديريات محافظة صعدة ال 15، لكنه قال إن هناك بعض المديريات لم نستطع الوصول اليها، وتكاد تكون مدمرة بالكامل نتيجة القصف المتواصل بالطائرات والصواريخ والدبابات .. فالمنطقة تحتاج الى اعادة إعمار لعشرين ألف منشاة حكومية وخاصة، والأمر ليس بالعمل السهل. جاء ذلك خلال زيارة قام وفد قطر الخيرية إلى محافظات اليمن وتحديدا محافظة صعدة، حيث ضم الوفد السيد ابراهيم موسى مدير ادارة التخطيط والتنمية الدولية والسيد رمضان عاصي مدير قطاع أوروبا والقارات الثلاث، وحرص الوفد على زيارة سعادة السفير جاسم بن عبدالعزيز البوعينين سفيرنا في اليمن على تفاصيل الزيارة واستقراء الوضع الانساني واحتياجات اعادة الاعمار في صعدة، إضافة الى اطلاعه على اجراءات فتح مكتب قطر الخيرية في اليمن واستعدادات حملة المعونات الغذائية القطرية لأهل اليمن. من جانبه قال رمضان عاصي ان قطر الخيرية وتحديدا منذ شهر فبراير باشرت في الاعداد والاستعداد لفتح مكتب باليمن، وبالفعل تم استكمال اجراءات التسجيل ونحن الآن بصدد اللمسات الأخيرة لفتح المكتب، وبالتالي سيكون مكتب اليمن فعالا وبكادر مهني يُشرف على العمل الكبير الذي نقوم به في قطر الخيرية باليمن بكادر قطري يمني مدمج. وأضاف: لم نجد أي عراقيل بإجراءات فتح المكتب وتم الأمر ببساطة وسلاسة وبالتعاون الشديد مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ونشكرهم لتسهيل عمليه فتح المكتب وشعرنا بتشجيع كبير منهم وان شاء الله يتم الافتتاح في القريب العاجل. وأشار إلى أن الزيارة تهدف كذلك إلى التنسيق لتوزيع دفعة مساعدات من الشعب القطري لإخوانه باليمن، وهذا واجب من الشعب القطري لأمتنا الاسلامية واليمن بشكل خاص. وقال : نتمنى أن تكون مساعدتنا بشكل أكبر مستقبلا خصوصا مع وجود مكتب باليمن بوجود الكثير من الجمعيات المحلية للوصول للمناطق البعيدة في اليمن وسيكون المكتب قادر على تلمس احتياجات ميدانية مع الجمعيات والمؤسسات اليمنية. وقال عاصي ان قطر الخيرية تتطلع الى اليمن كوحدة واحدة وكل أبناء اليمن يستحقون ذلك ونشعر بمسؤوليه تجاههم، والحملة التي نقوم بها هي لتأكيد ما بدأناه في فبراير الماضي، كون صعدة جزء من اليمن وبالتالي بعد الوقوف على الاحتياجات لصعدة وجدنا انها بحاجة للمساعدة، وجانب الاعمار هو جانب واحد من الاحتياجات الكثيرة التي تحتاج إليها صعدة، لقد وجدنا أن رؤية الاعمار لا بد أن تؤخذ أيضا من الناحية الاقتصادية، والهدف انشاء مشاريع مدرة للدخل وايجاد فرص عمل واعادة الحياة لمصيرها الطبيعي، وايضا عنصر اعادة الاعمار ضمن قائمة الأولويات. وقال السيد ابراهيم: من ضمن المشاهدات التي لاحظناها امكانيات صعدة بالزراعة، إن ما سمعناه من الأهالي أن صعدة هي سلة فواكه اليمن، فقد زارنا أحد المزارعين في المنطقة واطلعنا على حجم الأضرار التي لحقت بالمزرعة، وفي الشجر نفسه، فقد لحقت به اضرار كبيره كالشظايا والبارود والرصاص وغيرها، هنا الاهالي يبذلون جهدا كبيرا لإعادة إحياء هذه المزرعة وغيرها كون أهل صعدة أغلبهم يعملون في حرفة الزراعة وهي مصدر دخلهم الأساسي، الأرض هنا خصبه وتصلح للزراعة وأهل المنطقة أهل فلاحة ويحتاجون للدعم، وإعاده ترميم. وعن المصاعب قال: واجهتنا بعض من المصاعب اعتبارا من الطريق الى صعدة، فقد كان غير معبد والطريق من أوله حتى آخره طريق واحدة والسيارات تكون متواجهة، الذاهب والعائد يستخدم طريقا عرضه 6 امتار، اضافة الى بعض المنعطفات الخطرة والتي لا توجد بها اي حواجز أمان، جزء من الطريق بما يقارب 35 كيلو مترا مدمر تماما وبعض الجسور تحتاج الى إعادة بناء بالكامل. وأضاف عاصي: في بداية الأحداث الأخيرة باليمن دائما قطر الخيرية يكون لها دور في الوقوف مع اليمن وشعبه والتخفيف من معاناته الاسهام في أمور تنموية، الاحداث الاخيرة اثرت كثيرا على المجتمع اليمني، وقطر الخيرية كانت سباقة بأن يكون لها مساهمات اغاثيه، وبالفعل كانت هناك حملات مختلفة وعديده للإغاثة أكبرها كان من خلال حملة تم التنسيق لها في فبراير، ومن خلالها تم إطلاق حملة كبيرة تدعي (أهل قطر لإغاثة أهل اليمن) وتم تجميع كميات كبيرة من المعونات الغذائية وبالتالي ما يحدث الآن هو استكمال للحملة السابقة، حيث تم وصول كميات كبيرة من الاغذية اللازمة وهي عبارة 1825 طنا عبر سفينة بالبحر و37 قاطرة قادمة برا لليمن، هذه الحملة الإغاثية مكونة من 18500 سلة غذائية ستستهدف 18500 أسرة من مختلف المحافظات اليمنية، ضمن توفر الشفافية والعدل بتوزيع المعونات. وتستهدف المساعدات الفئات الأكثر حاجة بغض النظر عن مكان تواجدهم أو مواقعهم، وسيتم الرجوع الى بعض الاحصائيات الرسمية من حيث توزيع عدد السكان بالمحافظات إضافة إلى عنصر الفقر وشدته .. والعنصر الآخر في الاختيار سيكون بحكم الأحداث الأخيرة باليمن، حيث سيتم مراعاة المجتمعات التي تضررت بالنزوح كونها خسرت كل ما تملك من سكن ومال وغذاء بسبب النزوح هذا ولا بد أن ينظر اليها بالأفضلية. وأشار إلى أن قطر الخيرية لها عدة جوانب خيرية وليس فقط الجانب الإغاثي، فالجانب الإغاثي نعمل فيه عند الحاجة، والتركيز في عمل قطر الخيرية يكون عمل المشاريع التنموية التي فيها استدامة وتمكين، بالتالي نحن الآن نوزع الغذاء ولكن بالمستقبل سنمول مشاريع تنموية تساعد الشعب اليمني وترفع من مستواه المعيشي.