احدثت التغيرات التي شهدتها وما تزال تشهدها المنطقة العربية تحديداً دول الربيع العربي نتائج وافرازات جديدة قد يستفيد منها اليمن في عملية انجاح المرحلة الانتقالية ،وقد تساعد تلك المؤشرات التي ظهرت في تلك الدول اليمن ان يخطو خطوة الى الامام في ظل ما يشهد من تغييرات سلبية بدرجة اساسية ،خاصة الوضع الامني والحرب ضد القاعدة . القرار الذي اصدره الرئيس المصري محمد مرسي قد يكون له تأثير كبيراً على اليمن وبالتحديد على شخص الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأن يواصل سلسلة من القرارات الرئاسية لسحب القوة والنفوذ من قوة متصارعة اعاقته في عملية المرحلة الانتقالية التي يترأسها حالياً، واتخاذ قرارات تطال قوى الصراع العسكري المتمثل بنجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واللواء علي محسن الاحمر الذي اعلن انشقاقه عن الرئيس السابق في مارس من العام 2011م. فهي قرارات لم تكن سهلة كما يراها الساسة ،فيما يرى غالبية اليمنيين انها قرارات سهلة بالنسبة لهم ،وتوقعاتهم تقول ان اليمن سيشهد هدوء نسبي في ظل الظروف الراهنة ويعيش نوعاً من الاستقرار . اما الرئيس اليمني عبدربه منصور لم يكن وحده من يتخذ القرار الجمهوري الذي سيقضي بإقالة القائدين العسكريين احمد علي عبدالله صالح وعلي محسن الاحمر فنهاك اطراف اقليمية ودولية ستساعده على ذلك القرار الذي وصف ب "الصعب " كون نتائجه وردة الفعل كبيرة من قبل مناصري الطرفين . الا ان قرار الرئيس المصري الاخير قد يجعل الرئيس هادي قادراً على اصدار أي قرار جمهوري بإقالة القائدين العسكريين دون مساندة المجتمع الدولي ،فان قرار الرئيس مرسي الذي قضى بإزاحة رئيس المجلس العسكري الذي شغل مؤخراً وزيراً للدفاع هو الحافز الاكبر لهادي كما يرى الكثير . محللون قالوا ان الرئيس هادي لن يتسرع بهذه الخطوة ويصدر قراراً جمهورياً بحق اللواء محسن ونجل صالح ،وكما اكدوا انه ومن الصعب اقالة اللواء الاحمر كونه بحاجة له خلال المرحلة الانتقالية ،فالرئيس المصري هو الاخر بحاجة ماسة للمشير طنطاوي الا انه استطاع ازاحته ويجعله احد مستشاريه . اوساط يمنية تتحدث وبشكل مستمر منذ ان صدر قرار الرئيس المصري محمد مرسي بإقالة المشير طنطاوي الذي يعد احد اركان النظام السابق ،هذه الاوساط من الاكاديميين والشباب قد تطرقوا الى امكانية قدرة الرئيس هادي على اصدار قرار جريء وحاسم بحق القائدين احمد علي وعلي محين الاحمر اللذان يقودان انصاف الجيش اليمني الذي ما يزال يعاني الانقسام على خلفية الاحتجاجات التي احتجاجات البلاد مطلع العام المنصرم ،والذي يعتقد انه سيحظى بترحيب كبير وواسع من غالبية اليمنيين باعتبار انهم احد العراقيل التي تقف امام الرئيس هادي وتحد من صلاحياته الممنوحة له من الشعب اليمني بعد ان اختاره في انتخابات جاءت وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة ، وذلك لقيادة اليمن خلال المر حلة الانتقالية وجعل اليمن قادراً على تجاوز مرحلته الراهنة المحفوفة بالمخاطر والتي قد تجعل البلد ينزلق الى الفوضى والعنف والحرب الاهلية . على مستوى ساحات الاحتجاجات التي تنادي بإنهاء نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح فان الشباب تبادلوا اطراف الحديث على ضرورة اصدار الرئيس هادي قراره لسحب القوة من ايدي القادة العسكريين الذين يستولون على جيش يعاني من انقسام كبير والمتمثلين بأقارب صالح وعلى رأسهم نجله الاكبر احمد علي عبدالله صالح وكذا اللواء علي محسن الأحمر الذي رافق صالح طيلة 33 عاماً واعلن انشقاقه عنه خلال الاحتجاجات التي اندلعت ضد صالح واجبرته على التنحي عن السلطة . التساؤل الذي يطرح نفسه بعد قرار الرئيس المصري محمد مرسي ما الاحتمال الاكبر الذي سيقوم به الرئيس هادي لإقالة كبار قادة الجيش اليمني المنقسم مع انهما لم يلتزما بتوجيهات الرئيس هادي التزامناً مطلقا ؟