وصل تردي أوضاع الخدمات الصحية في محافظة عدن إلى درجة المأساة هكذا يؤكد مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في ضوء التقارير الميدانية التي قام بها فريق رصد الانتهاكات الذي قام بمسح ميداني أطلع خلالها على أوضاع مختلف المرافق الصحية والعلاجية في محافظة عدن. وأوضح تقرير الراصدين أن الوضع المأساوي لمرافق الصحة في محافظة عدن لا يتجسد فقط في الخدمات العلاجية والدوائية، ولكنها تشمل سوء الأوضاع الإدارية وغياب الإشراف والمحاسبة، الذي تبرز صوره في عدم التزام العديد من الأطباء والاختصاصيين في أداء رسالاتهم الإنسانية وواجباتهم النبيلة والمرتبطة بوظائفهم، حيث بيَّنت تقارير الراصدين إلى أنَّ العديد من المرافق الصحية تفتقر إلى الأطباء، لاسيما الاختصاصيين، بالإضافة إلى عدم توافر الأجهزة الطبية الضرورية وسوء أوضاع النظافة وتردي نوعية الغذاء – مستشفى الأمراض النفسية – نموذجًا بائسًا لذلك. وخلص التقرير مطالبة الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص سرعة معالجة هذا التردي بما يضمن احترام حقوق المرضى من المواطنين الذين يتعرضون للموت بسبب غياب الخدمات الطبية والعلاجية. ويستعد مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في تنظيم حلقة نقاش مهمة للوقوف أمام هذا التقرير وسيوجه الدعوة للحضور والمشاركة لكل المسؤولين والمعنيين في المرافق الصحية والسلطة المحلية في محافظة عدن. الجدير بالذكر أن جهود ونشاط مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في مجال العمل والرصد الميداني للمرافق ومواقع الخدمات المرتبطة بحياة الناس الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. يأتي في إطار مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ورصد الانتهاكات وتقديم المساعدة القانونية الذي ينفذها المركز بالتعاون مع مؤسسة المستقبل (F . F . F).. حيث كان المركز قد أقام حلقة نقاش الشهر قبل الماضي (يوليو) تم فيه الوقوف أمام تقرير فريق الرصد الميداني حول أوضاع التربية والتعليم في محافظة عدن الذي بين أيضًا ضعف المخرجات التعليمية بسبب تردي واقع التربية والتعليم . وخلص إلى دعوة الحكومة وقيادات المجتمع الوقوف أمام تردي الوضع التعليمي القائم والعمل على سرعة وضع المعالجات السريعة لانتشال هذا التردي كونه ينعكس على مسار التنمية البشرية وعلى تطور المجتمع وتقدمه.