انطلق اليوم الاثنين في صنعاء الحوار الوطني اليمني الذي يهدف إلى وضع دستور جديد للبلاد وحل الأزمات الكبرى مثل قضية الجنوب الذي يشهد حركة مطالبة بالانفصال والتمرد الشيعي في الشمال الذي يقوده الحوثيون. وينعقد الحوار برئاسة الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي وبرعاية الأممالمتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر في ظل مقاطعة من غالبية مكونات الحراك الجنوبي المطالب بالعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى عام 1990. ولم تخلو الجلسة الأولى التي عقدت بالقصر الجمهوري بصنعاء من المهاترات والمناوشات فقد اثار علي البخيتي عضو لجنة الحوار الوطني الذي يمثل الحوثيين , مناوشة كادت أن تؤدي الى فوضى حيث طلب البخيتي من رئيس المؤتمر الاذن له ليبدي "نقطة نظام " حول ما ورد في كلمة الدكتور أحمد بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني حول ترحيبه بسفراء الدول الراعية لمؤتمر الحوار الوطني . وقال البخيتي انتظرت الى أن أكمل الدكتور أحمد بن مبارك كلمته, ثم طلبت من رئيس المؤتمر الذي هو في نفس الوقت رئيس الجمهورية الاذن لي لأبدي نقطة نظام حول ما ورد في كلمة بن مبارك, تجاهل الرئيس طلبي, فوقفت وبدأت استعرض نقطة نظامي التي تتلخص في " اعتبار الدكتور احمد بن مبارك ان سفراء الدول الأجنبية رعاة للحوار الوطني يتناقض مع النظام الداخلي " ضوابط الحوار " المنصوص عليها في القرار الجمهوري رقم " 10" لسنة 2013م, والتي تنص على أن للسفراء الحق في الحضور كمراقبين, وطلبت من الدكتور أحمد سحب تلك الكلمة وهي تحديداً " الراعين ", فكونهم رعاة للمبادرة الخليجية لا يعطيهم الحق ان يكونوا رعاة لمؤتمر الحوار الوطني, خصوصاً وأن تلك الجملة تحديداً حصل حولها جدل كبير أثناء اجتماعات اللجنة الفنية, وفي النهاية تم الاتفاق على كلمة " مراقبين " مع ان ممثلينا سجلوا تحفظهم حتى على تلك الصيغة. وأضاف البخيتي " أثناء تسجيل نقطة نظامي جاء اثنين مدنيين من الحماية الخاصة برئيس الجمهورية وحاول أحدهم الامساك بي واخراجي من بين أعضاء المؤتمر, عندها قمت بدفعه بشدة وقلت له أنا عضو لجنة حوار ولست جندياً عند هادي, بعد أن دفعته دخلت بيننا الدكتورة هدى البان وزيرة حقوق الإنسان وتصاعد صياح المشاركين في الحوار وحالوا بيني وبين الحماية الرئاسية واعلنوا تضامنهم معي قائلين أن من حقي أن أوضح نقطة النظام, وأنه لا دخل للأمن في الموضوع, عندها تعالت الأصوات وسادت الفوضى وتراجع أفراد الحماية الرئاسية تحت ضغط زملائي في الحوار, واصلت بعدها كلامي قائلاً, ان هؤلاء السفراء هم مجرد مراقبين, يجب أن يعودوا الى الصفوف الخلفية, ولن نقبل أن يكونوا رعاة للحوار خصوصاً السفير الأمريكي التي تتلطخ يداه بدماء اليمنيين في أبين وغيرها من المحافظات, أثناء ذلك حضر الاستاذ عبدالقادر هلال أمين العاصمة وقام بتهدئتي الى أن وصل الدكتور أحمد بن مبارك أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الى جواري وقال لي ما هي المشكلة, فأعدت له ما قلت فقال أنه لا يتذكر أي خروج في كلمته عن ضوابط الحوار قائلاً إن أي سوء فهم سأعالجه معك بعد الجلسة, فقلت له ليست لدي مشكلة أو غرض في أفشال الافتتاح, لكن تصرف رجال الأمن اضافة الى تجاهل الرئيس لنقطة نظامي هو ما وتر الأمر, فقال ان تدخل الأمن في الموضوع خطأ وانه وجههم بأن لا يتدخلوا مجدداً مهما صدر من عضو الحوار, وطلب مني الهدوء, فقلت له لو تركوا لي المجال لدقيقة واحدة لما حصل ما حصل, المهم أنه أقنعني بلطفه وأخلاقه العالية أن أنهي احتجاجي, فوافقت " . ولم تتوقف المناوشات عن هذا فبعد ذلك بقليل رفع أحد المشاركين في المؤتمر علم " جمهورية اليمن الديمقراطية " , الا ان قوات الحماية الرئاسية قاموا بعمل طوق حوله ومنعوا أي اعتراض على تصرفه . وفي ذات السياق تأخر أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن الحضور ووصل بعد أن القى أحد مساعديه كلمته نيابة عنه مبدياً أسفه لتأخر الزياني, وبعد ان اكمل كلمته بقليل وصل الزياني, وسمح له بأن يلقي كلمه أخرى. ورغم كل ذلك فقد مضت الجلسة الأولى ودشن الحوار الوطني الذي يأمل اليمنيون ان يكون هو الطريق الوحيد لحل كل مشاكلهم ورسم مستقبل اليمن الجديد .