يستعدّ أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر العشرة للردّ بشكل حاسم على المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تمكنوا من طردهم من منازلهم في عدة بلدات بمحافظة عمران شمال صنعاء. وأعطى عدد من مشايخ اليمن المتحالفين مع ابناء الأحمر والمجتمعين في صنعاء، الحكومة اليمنية مهلة لبسط سيطرتها على صعدة وعمران وإلا فإن المشايخ والقبائل سيتدخلون للدفاع عن أنفسهم ضد التمدد الحوثي. وقالت مصادر يمنية مطلعة إن أبناء الشيخ عبدالله الأحمر شرعوا في جمع اكبر تأييد ومقاتلين من قبائل حاشد وبكيل ومذحج الموالية لهم بأمل تجهيز قوة تناهز المئة ألف مقاتل. وكان الحوثيون سيطروا اثر مواجهات اوقعت حوالى 150 قتيلا نهاية الاسبوع الماضي على بلدات في محافظة عمران ما ادى الى اخلاء ال الاحمر زعماء تجمع حاشد القبلي الكبير منازلهم والانسحاب من المنطقة. وتوعد عدد من آل الأحمر ب"رد قاس" على ما جرى لهم من قبل الحوثيين. ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر قبلية قولها ان منزل الشيخ صادق الأحمر ومنازل إخوانه وأنسابهم واصهرهم في صنعاء والبيضاء ومأرب والجوف تشهد اجتماعات مكثفة لتدارس "كيفية الرد على الحوثيين الذين كسروا هيبة ال الأحمر وبخاصة تفجير منزلهم وهو ما يُعتبر عيبة أي عيب في العرف القبلي". ووفقا لهذه المصادر، فان الاجتماع لم يقتصر على القبائل الموالية لآل الأحمر في حاشد، بل ضمّ قبائل أخرى كقبيلة بكيل وحزب الإصلاح (اخوان اليمن) وأصهار الأحمر في الحيمة ولبيضاء وأرحب ومأرب وخولان والجوف. وأعلن شيوخ القبائل انهم سيزحفون الى صعدة "في حال لم تقم الحكومة بواجبها بحماية اليمنيين من التمدد الحوثي"، وانهم "سيوجهون رسالة الى الرئيس (هادي) في هذا الشأن من قاعة أبولو (اكبر قاعة للمعارض في صنعاء تتبع الشيخ الاحمر)، والزام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعدم التدخل". وقال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ردا على اتهامات ابناء الاحمر له بدعم الحوثيين "انا اصبحت مواطنا عاديا.. ولم يعد لي جيش او حرس جمهوري.. وعندما يصل الحوثيون الى صنعاء وبخاصة الى الحصبة، اخبروني لكي انتبه على رأسي، فانا عدو سابق للحوثيين ايضا"، كما دعا وسائل اعلامه الى عدم نشر ما تعرّض له اولاد الاحمر من "هزائم". وبينما اكتفى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمطالبة الحوثيين تسليم الدبابات التي استولوا عليها أخيرا، ذكرت المصادر ان "ما يزيد على مئة ألف مقاتل سيتم إعدادهم لدحر الحوثيين من حاشد وأرحب" وأن المشاورات في هذا الإطار ما تزال متواصلة. وعلى مدى اسابيع، دارت مواجهات بشكل متقطع بين مسلحي القبائل والحوثيين الشيعة في ارحب (35 كم شمال صنعاء). وتلقّى أبناء الشيخ عبدالله الأحمر ضربة قاسية هي الأقوى في تاريخهم الحديث، وتحديدا منذ تولى حليف والدهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الحكم عام 1978. وبعد انتصار الحوثيين عليهم، تخلّى عدد من قبائل حاشد عن ابناء الشيخ الأحمر ليعقدوا صلحا قبليا مع الحوثيين، يجعلهما متوحّدين ضد أي هجوم قبلي آخر، سواء على الحوثيين أو على قبيلة حاشد، عدا قبلية آل الأحمر. وتم التوصل الى الصلح السبت الماضي اثر وساطة قام بها وفد ارسله الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وينص الاتفاق الموقع بين عدد من قبائل حاشد (بني صريم والعصيمات السفلى) مع جماعة الحوثي، فانه يتم وقف النار والسماح لجماعة الحوثي بالتحرك بحرية في الطريق العام بين مدينة خمر ومنطقة حوث وكذلك في المناطق القبلية التي يسيطر عليها مشايخ هذه القبائل. وقال أمين عاطف، شيخ قبائل خارف في حاشد ان "قبيلة خارف انضمّت الى الصلح"، وحذّر "كل من لم يعجبه اتفاق المشايخ من اي عمل او حماقة تهدف إلى إفشال الاتفاق، لأنه ستتخذ قرارات تاريخية في حال لم يتم احترام الاتفاق". وترفض قبيلة آل الأحمر صلح قبائل حاشد مع الحوثيين. ووصف عدد من أبناء الأحمر ذلك الاتفاق ب"الخيانة"، واعتبرو ان "علي صالح وعددا من أنصاره من مشايخ حاشد هم من وقعوا الاتفاقية للانتقام من أبناء الأحمر، كونهم ساهموا في إخراجه (علي صالح) من السلطة العام 2011". وتوعّدت القبيلة بالانتقام من الحوثيين الذين دمّروا منزل شيوخها العائلي في منطقة الخمري، ما جعل معظمهم يعودون إلى العاصمة صنعاء، ويعيدون تجميع صفوفهم للرد من خلال جمع أكبر تأييد وعدد من المقاتلين من قبيلتي حاشد وبكيل المواليتين لهم. وتقول مصادر سياسية ان الحوثيين يسعون الى توسيع مناطق سيطرتهم قبل ترسيم حدود الاقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن. ويوجد التمرد الحوثي الشيعي بقوة في شمال اليمن حيث يسيطر اساسا على محافظة صعدة. وخاض الحوثيون ست حروب مع السلطات في صنعاء منذ 2004 الا انهم يشاركون حاليا في العملية السياسية الانتقالية.