أعلن مصدر عسكري يمني لوكالة فرانس برس ان ستة جنود قتلوا الاحد في كمين نصبه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في جنوب البلاد. وذكر المصدر ان الكمين استهدف مركبة للجيش في ضواحي بلدة المحفد في محافظة ابين الجنوبية التي تعد من ابرز معاقل التنظيم والتي سبق ان شنت فيها القوات المسلحة حملتين لطرد التنظيم المتطرف. وقال المصدر نفسه ان "المسلحين اعترضوا المركبة أثناء مرورها في الشارع العام واطلقوا عليها النيران من أسلحة رشاشة مما أدى الى مقتل جميع من كانوا على متن المركبة وعددهم ستة". وأشار المصدر الى ان المسلحين قاموا بأخذ أسلحة الجنود بعد تصفيتهم. الى ذلك ذكرت مصادر طبية وقبلية ومحلية ان الحصيلة الاولية لضحايا المواجهات التي شهدتها محافظة عمران بين الحوثيين والجيش المدعوم بمسلحين قبليين تشير الى مقتل اكثر من 100 شخص بينهم 15 جنديا وسط استمرار الاشتباكات وبشكل عنيف في مختلف الجبهات. وأكد مسؤول محلي ومصادر قبلية ل"الرياض" مقتل 15 جنديا واصابة اربعين اخرين في الهجوم المفاجئ الذي شنه الحوثيون في وقت متأخر من مساء الجمعة على موقع سودة عدان، أتبعه مواجهات عنيفة في الاحياء الشمالية الغربية لمدينة عمران، وفي المحيط الجنوبي والشرقي للمدينة، سقط خلالها اكثر 70 قتيلا من الحوثيين. كما اكد سكان محليون ل"الرياض" مقتل اكثر من ستة مدنيين بينهم ثلاثة اطفال جراء سقوط قذائف على بعض المنازل في مدينة عمران. وحاول الحوثيون السيطرة على موقع سودة، الذي يشرف على مبنى المجمع الحكومي بالمحافظة، بغرض الاستيلاء عليه وعلى المجمع، لكن قوات الجيش تصدت لهم. كما شهدت مواقع شمال غربي المدينة، بخط الأربعين وشبيلو بالقرب من مصنع اسمنت عمران مواجهات شرسة بعد هجوم الحوثيين عليها. وتدخل الطيران العسكري نهار السبت وقصف بعض مواقع وتجمعات الحوثيين واوقف تقدمهم نحو مواقع للجيش وباتجاه مدينة عمران التي انتشر بكثافة في طرقاتها قوات من الجيش ومسلحون قبليون. وقال الحوثيون انهم يحققون تقدما كبيراً وانهم سيطروا على بعض المواقع. هذا فيما اكد سكان محليون شهدت بعض الاحياء والشوارع مثل الدائري الشمالي وشارع البشيري شهدت حرب عصابات مساء السبت بعد سيطرة الحوثيين على مباني كلية التربية التابعة لجامعة عمران بشارع حجة غرب مدينة عمران. وتجدد المواجهات المسلحة وبشدة في سودة عدان وبمختلف الأسلحة الثقيلة بينها المدفعية والدبابات وكذا الأسلحة الرشاشة، بعد ان عاود الحوثيون هجومهم مساء السبت على موقع سودة عدان العسكري جنوب مدينة عمران. ووصف سكان محليون الوضع الإنساني في المدينة بالسيئ للغاية، وان المدينة شهدت السبت نزوحا لمئات الاسر مع وصول الاشتباكات الى بعض احياء المدينة وسقوط قذائف عشوائية على بعض المنازل وسقوط ضحايا. فيما ادت حدة الاشتباكات والمواجهات الى قطع الطرقات وخاصة طريق صنعاء-عمران. وكان مسؤولون حكوميون قالوا ان الاشتباكات التي تشهدها عمران منذ ابريل الماضي قد ادت الى نزوح اكثر من 20 الف شخص. الى ذلك دعا سعيد شمسان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح جماعة الحوثي الى ما أسماه "وقف صراعها العبثي مع الدولة وتجنيب اليمنيين الحروب وسفك الدماء تحت مبررات مكشوفة وواهية ولم تعد مقبولة لدى أحد من ابناء الشعب اليمني". كما دعا شمسان جماعة الحوثي الى "التخلي عن نهج العنف والتحول الى حزب سياسي والى الانخراط مع بقية اليمنيين في عملية بناء الدولة والالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وفي مقدمتها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة بدلا من وضع العراقيل واقحام الجيش والمواطنين في حروب عبثية هدفها التهرب من استحقاقات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المجمع عليها محليا واقليميا ودوليا". وأكد شمسان بأن استمرار جماعة الحوثي في استباحة دماء الأبرياء من ابناء الجيش والأمن والمواطنين في اكثر من منطقة يمنية واستهداف مؤسسات الدولة وتدمير البنية التحتية للحياة العامة لايضع الجماعة في مواجهة مع الدولة والشعب فحسب بل مع المجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب تصرفات جماعات العنف والارهاب الرامية الى تقويض العملية السياسية وضرب مشروع الدولة التي ينشدها كل اليمنيين". وجدد شمسان موقف الإصلاح المساند للدولة والجيش في اعادة فرض الامن وتثبيت الاستقرار في كافة ربوع الوطن، داعيا الشعب اليمني الى مساندة ودعم جهود الدولة والجيش في مكافحة الارهاب ومواجهة كافة الخارجين عن القانون ومن يعتدون على مصالح الشعب والوطن ويسعون لزعزعة أمنه واستقراره. وكان رئيس دائرة العلاقات السياسية في مجلس انصار الله السياسي (الحوثيين) حسين العزي قال إن المجلس السياسي بعث رسائل رسمية لمخاطبة أمناء عموم الاحزاب السياسية باليمن بخصوص ما اسماها "الاعتداءات من قبل مليشيا حزب الاصلاح على قرى موالية لأنصار الله في منطقة الصفراء ومجزر بمحافظة الجوف بشكل مفاجئ وغير مبرر أو متوقع.." وأضاف أن الرسائل لفتت انتباه "الاحزاب السياسية في اليمن الى خطورة الاعتداءات التي ينفذها حزب الاصلاح في محافظات ومناطق بعيدة عن مناطق الصراع المعروفة "عمران - أرحب" وأن هذا يشكل خطورة كبيرة على العملية السياسية في اليمن وهو هروب مفضوح من قبل حزب الاصلاح من الاستحقاقات السياسية لعملية التغيير والبناء المأمولة".