لأخبار ومقالات التغيير نكهة أخرى متميزة افتقدتها كثير من وسائل الاعلام اليمنية التي تتأثر بشكل او بآخر بتفكير السياسية او بقيد الايديولوجيا أو في بعض الاحيان بمزاج الناشر مهما حاول ان يلصق صفة الاستقلالية ، وهذا التأثير هو جزء من كل يطال كثير من تفاصيل الحياة ، وخصوصا منظمات المجتمع المدني... يتميز موقع التغيير بمتابعة دقيقة وموضوعية للاخبار المحلية، واكثر ما يشد إلى متابعة الموقع هو حرص ادارة التحرير فيه على استقاء المعلومة من مصادر موثوقة وتعزيز الخبر بآراء المعنيين به بمختلف توجهاتهم. وبقدر الحرص الذي يبديه الناشر وزملاؤه في هيئة التحرير في تحري قداسة الخبر، فإنك تجد مساحة مطلقة للجدل وتبادل الاراء ، وللأمانة فإن الموقع ينشر مقالات اجزم بأن صحفاً اخرى كثيرة ومواقعاً اخرى أكثر، ربما تكون اقل تصفحا وادنى مهنية تتجنب نشرها ليس لعيب في تركيب المقال او رداءة الصياغة او تجاوز حدود المهنة، بل لأن الحسابات تأبى الا أن تقيد مساحة الحرية، وتفرض الرقابة التي ربما لا تمارسها السلطة ذاتها... هكذا التغيير، هكذا ناشره الزميل الرائع عرفات، خلاصة تراكمات سنوات خبرة وتجرد في حقول الصحافة محليا واقليميا ودوليا ، وأود أن أشير هنا إلى نقطة ربما يعدها كثيرون احدى اسباب جرأة الموقع في الطرح كون الزميل عرفات محسوب على وسيلة اعلام اميركية، يعمل مراسلا لها في اليمن... وبيد ان لنا موقفا افتراضيا من وسائل الاعلام الاميركية اجمالا ، على الاقل في بؤرة الانحياز الاميركي لطرف اخر ليس نحن، وله في ذلك وجهة نظره كما لاعلامنا وجهة نظره في الانحياز لقضايانا او "لأمزجة" حكامنا، غير انه ليس من المعيب بأي حال من الاحوال الاستفادة من تجارب الاخرين في تطوير واقعنا المتخلف في شتى المجالات والاعلام احدها، وأجدني هنا انقل للزميل عرفات ولعشاق "التغيير" رأيا لرجل رعوي في احدى قرى مديريتي "ماويه" لا يعرف من وسائل التكنولوجيا الحديثة شيئا سوى جهاز الراديو التي اصبح خبيرا ومحللا لميولات اذاعاتها لعشرات السنوات ، يؤكد أن اصدق وأجرأ الاخبار التي تتناول الشأن اليمني تأتي من راديو "سوا"، مع تحفظه مثلي وكثيرين على تغطية اخبار أخرى في دول اخرى... يشد على اسنانه بخبث "بعده امريكا ماحد يقدر يقول له من انت؟"، هي ربما نظرة رجل يعيش على الفطرة، لكنها في النهاية تعكس جانبا مكفهراً من واقع صحافة اليوم التي باتت معروفة للجميع لا تستطيع ان تمارس عملك بمصداقية دون مؤثرات، على ان أميركا هذه التي تحمي زميلنا كما يزعمون لن تحرك ساكنا لو تعرض زميلنا –لا قدر الله- لما يتعرض له اخرون كثر، ولا يجد منها "عرفات " الا لقاء عمله وأنا اعتبره القليل قياسا بما يقدمه من معلومات بحرفية ومهنية عاليتين تعد فخرا للاعلام اليمني ككل. التغيير يتجدد سنويا، وكما يواكب محتواه الواقع خبرا ورايا وتقريرا وتحليلا ونشاطا، يجسد الزميل عرفات معاني التغيير بالتجديد المستمر لتصميم الموقع، وتحافظ هيئة التحرير على معايير النشر الفنية في الموقع وتبقى هي هي فنيا حفاظا على الشكل المتناسق المتجدد لموقع متميز ، وسط " فقاسة " مواقع اخبارية تتزايد بشكل ير منظم، اداريا وليس رسميا، اذ اصبح الباعث لاطلاق موقع الكتروني هو مجرد قلة التكلفة، والمهنة تأتي بعد ذلك، حتى أن بعض المواقع ربما لا تملك سوى خبر التدشين، والبقية تكرار ونهب لمحتويات مواقع اخرى... التغيير جاء جاء قبل طفرة مواقع ازدادت كما دون كيف، لكنه احتفظ بمكانة خاصة ضمن مواقع محدودة تتناوب رقيا وتدنيا على مستوى اصابع يد واحدة... للتغيير من اسمه وافر الحظ والنصيب، وله في عامه الخامس كل الامنيات بدوام النجاح حاملا لقيم المهنة، وحق الانسان في الحصول على معلومة لا تخضع للمزاج. *صحفي يمني.