لم يكن أمامي ما يكفي من الوقت لاستقراء كتاب الشيخ مقبل الوادعي " المصارعة " و الذي يربو عن 400 صفحة لكني حاولت ما أسعفني فيه الوقت المحدد بساعة أو أقل. • التوكل في هذا الباب يتحدث الشيخ الجليل عن فضيلة التوكل ومسترشداً بعديد آيات من الكتاب العزيز وعدد من الأحاديث الشريفة نجد الشيخ الجليل يدفع بنا صوب التوكل على الله بغرض التحرر من الارتهان الإقتصادي وإن كان بلغة عابرة غير مفصلة إلا أن الرسالة التي يهدف هذا المبحث إلى إيصالها واضحة جلية "أن نتحرر اقتصاداً" كما يتضح من خلال.. "ولو توكل المسلمون على الله عز وجل وقطعوا علاقاتهم مع أمريكا وقطعوا علاقاتهم مع روسيا ومع أعداء الإسلام لرأيت المسلمين غير المسلمين"(1) ولعل لهذه الرسالة ما يوضحها أكثر في قوله في ذات المبحث "فالذي يزرع ويجعل البذر بين الطين يعتبر متوكلاً على الله عز وجل، والذي ينتظر المادة من أمريكا لا يعتبر متوكلاً على الله عز وجل، لأنها لا تعطيه حتى يبيع دينه ويساومونه على دينه".(2) بشكل عابر أيضاً يستشهد الشيخ بالصوفية على الاتكال لا التوكل حين يشرح دلالة الحديث الشريف "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً". إلى جانب استرشاده بقوله عز وجل لمريم "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا" وما نفهمه من حديث الشيخ هنا أن التوكل غير الاتكال وإن لم يرد ذلك بذات النص، ذلك أن التوكل يسبقه عمل عدد من الخطوات الضرورية المتاحة والمطلوبة لأجل نتيجة ما، كما يحرث الفلاح ويرمي البذار ثم ينتظر المطر لأنه ليس بيده جلبه فهو يعمل ما عليه وينتظر من الله الباقي على خلاف الاتكال الذي لا يسبقه سوى الانتظار فقط.. ثمة عبارة في باب الحديث عن التوكل الوارد في هذا الكتاب تشد انتباهك بقوة حيث يقول الشيخ مقبل "منزلة المتوكلين على الله عز وجل، أنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب"(3)، ثم يكمل وهنا يتركز شد الانتباه الذي أقصد في قوله "وما منا من أحد إلاّ وله خطايا وله ذنوب وله آثام، وربما له كبائر، فما أحسنها أن تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب"(4) ما يلفت الانتباه هنا وبشكل ما أن الشيخ الجليل لا يفترض في نفسه الفضيلة كلها ويرى في الآخر الشيطان كما نجد لدى عديد من تلامذته وتلامذة بعض تابعيه بل إن الشيخ هنا يقترب من النسبي أكثر من افتراضه المطلق في تصرفات الناس بمن فيهم السلف أنفسهم كما يظهر من حديثه هنا وهذا جديد حاضر لدى الشيخ كما يبدو مغيباً لدى الجيل التالي من السلفية هنا، على الأقل. • التحري في هذا الجانب وفي حين يتحدث الشيخ الجليل عن ازدياد مساحة تيه معرفة الحقيقة في زمن زاد فيه الكذب والدعاية الخبيثة كما نجد في شرحه لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.." – الآية – يقول الشيخ "فالواجب على المسلم إذا بلغه خبر من الأخبار فيما يختص بالدعاة إلى الله وفيما يختص بالمصلحين، عليه أن يتحرى في هذا الأمر، عليه أن يتبين وأن يتحرى في هذا الأمر لا سيما ونحن في مجتمع كثر فيه الكذب وكثرت فيه الدعاية الخبيثة"(5) وهنا يتبادر إلى الذهن سؤالان.. الأول: حول حصر الشيخ الجليل لمدلول الآية في أن التحري يكون فقط بشأن الدعاة والمصلحين والله سبحانه رب الناس كل الناس كما أن تعاليم القرآن الكريم تعم جميع الناس ممن بلغتهم الرسالة المحمدية، فالقرآن للإنسانية كلها ولا ريب كما أن الآية الكريمة تتجه بالدلالة صوب قيم تعامل المؤمن مع الإنسانية، فعلى المؤمن أن يتحرى ولو لم يكن من جاء النبأ حوله مؤمناً، لأن المؤمن ملزم بتكريس قيم الإسلام أكثر من سواه أو هكذا على الأقل أفهم قيم الدين الحنيف. السؤال الثاني: يأتي من خلال ما يضيفه الشيخ الجليل على العبارة السابقة في قوله "فأعداء الإسلام من شيوعيين، وبعثيين، وناصريين، وعلمانيين، وآخرين، ربما لا تعلمونهم هم الذين يقولون: الوهابية أضر على الإسلام من الشيوعية". والسؤال هنا: هل أن الشيخ قد تلقى معلومات تحتاج التحري ولم يفعل مثلاً.. وهل أن الشيخ لا يعلم أن هؤلاء الذين وصفهم ب"أعداء الإسلام" هم أحفاد الفاتحين الناشرين للإسلام في أصقاع الأرض وهم ذاتهم من يشكلون صفوف الصلاة في المساجد وغيرهم كثير أيضاً. إن مصيبتنا حين نجد شيخاً وازناً كالشيخ الجيل مقبل الوادعي ومن بعده مشايخ من تلامذته نرجو منهم تقريب تعاليم الدين فيقدمون لنا السياسة وهم في الأولى أعلم وأوفق وليس هذا القول جزافاً، بل إن الأمة الإسلامية خسرت كثير رجال ولا تزال من وراء كلمة عابرة لشيخ وازن ثقيل في حين أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عصم دمه وهو ما يعلمه الشيخ بكل تأكيد، لكن حماس اللحظة قد يتسبب في كثير والأسوة الحسنة خير من التمترس والأحكام المتعجلة أو العابرة بشكل غير محسوب العواقب.. الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن هناك من يتآمرون على الرسالة والدين، لكنه كان يتغاضى لأنه يخشى أن يقال: إن محمداً يقتل أصحابه، فكان يحرص على تأليف القلوب ونشر التسامح أكثر من الإقصاء والأحكام التي تقطع الطريق على من في قلبه استعداد للهدى، كان الرسول يزرع لدى الناس هذا الاستعداد فكيف يتحول الأمر إلى نزعه؟ هؤلاء الموصوفون ب"أعداء الإسلام" هم مسلمون يؤدون شعائر وهم شعب وليسوا أفراداً فإن اخرجناهم من الدين فلمن يظل هذا الدين على أرضٍ استبعد شعبها؟ ثم لماذا يكون المسلم وهابياً فقط لماذا لايكون الشيوعي والناصري والقومي والعلماني مسلماً أيضاً. ما يفوت مشائخنا الأجلاء أن الشيوعية والناصرية والبعثية والعلمانية نظريات إدارة وليست ديناً ولا ملة، ويكفي أن نعلم أنَّ الشيوعية الكبرى التي تمثلت حال الهجمة العامة على الإتحاد السوفيتي "حينها" كانت تضم سبعين مليون مسلم، منهم من ننادي بحمايتهم اليوم كالشيشانيين وغيرهم ولم يجبرهم أحد على تغيير دينهم، فيما الولاياتالمتحدة التي كانت حينها نصير الإسلام لم تكن تحوي أكثر من أربعة ملايين من المسلمين صاروا في لحظة إرهابيين وحجزت أموالهم ورصدت كل تحركاتهم. فلندع السياسة لأهلها أو لنتحرَّ الخبر إلتزاماً بإشارة الشيخ الجليل لكن مع الناس كافة. أعلم أن الشيخ لا يقصد زرع الضغينة، فهو فوق هكذا توقع، لكن اليقين أن كثيرين ممن بعده فهموا الأمر كذلك أو سُخِّروا ببساطة لخدمة السياسة دون علم كافٍ بأنهم مسخرون في المكان الخطأ. هوامش: 1- ص11 السطر الأخير + ص12 السطر الأول. 2- ص13 السطور (8-10). 3- ص15 السطور (21-23). 4- ص21 السطور (5-8). من كتاب المصارعة للوادعي أنصح آل البيت أن يتركوا أعمالهم في الضرائب والجمارك والبنوك الربوية فهم بهذا أهانوا أنفسهم؟ مسألة الرشوة التي في المحاكم (يبرم) العامة ثم يصير لصاً في وزارة العدل والمحكمة والكتاب لصوص والحاكم نفسه لص! ثم يطالبونا بحبهم! لا عداوة معهم إذا عادوا عن عقيدتهم الرافضة! ص135. عجَّل الله بزوال قبة الهادي المقبور في صعدة. ص138 أصبحن لا يغنوا بالأغاني القديمة، أصبحن يأتين بمسجلات. وبعض أغاني النسوة فيها إثم. إلا إذا كانت بما هو حق في مدح الزوج والزوجة بحيث لا تفتن الرجال. ص141 المرأة كالبقرة؟ فهي كالسلعة أصبحت بسبب غلاء المهور. ص147 على المرأة أن لا تقول لزوجها أن يشتري تلفزيون ولا يشتري فديوهات! ص144 أنصح المرأة بترك الدراسة! فإذا كانت تحب الخير يمكنها الذهاب إلى الصالحات وتتزوج ما بين 12 سنة و15 سنة. ص150 أعداء الإسلام زينو لنا الإختلاط! ص150-151 النساء والفتيات المذيعات ربما يفتن الشيبة الذي يمشي على عصى. ص151 على الصحفيين أن يعلموا ما يقولونه وينقلوا الحقيقة كما هي فإن لم يفعلوا لا بد أن نجيب على افتراءاتهم. ص154+155 العورة: الأصل هو عموم التحريم لغير ذوات الأرواح! ص156 عن الوحدة اليمنية! كوننا سنخرج بسلاحنا أو كوننا نكون رؤوس فتنة فلا لا نكون رؤوس فتنة! والواجب علينا أن نقول كلمة الحق فسألت وعرفنا أن في عدن 4% فقط من الشعب العدني شيوعيون ولا نستبيح دمه ولا ماله وعرضه. ص163 الموقف من الإخوان التكفير بين الخوارج يكرهونني لأنني أفضحهم! والإخوان يسخرون مني والتبليغ أيضاً ولا أبالي والصوفية مبتدعة. ص165 لا يؤمن بالدستور من أوله لآخره. اقرأ في الملف : - مقدمة الملف. - ذكريات سلفي سابق .. حين يكون انتماؤك قيداً يكبل عقلك .. مستقبل السلفية تحرر الانغلاق وجمود الاعتدال. - النائب محمد الحزمي: الوادعيون ضد الحوار والتكفير ليس من حق أحد . - بعض أقوال محمد الإمام في كتابه " الحزب الاشتراكي في ربع قرن ". - الشيخ محمد الإمام: الإسلام ليس وسيلة للمحاباة . - مع الشيخ الوادعي في بضع سطور. - مستقبل السلفيين في اليمن .. العمل السياسي أنموذجاً. - الشيخ محمد المهدي: إعادة الناس للماضي شرف لنا .. والسلفيون أكثر من يشتغل بالفكر. - باذيب الذي لن يبلى .