انتقد الناشط السياسي علي البخيتي , القيادي السابق في جماعة الحوثي , الحملة التي تشنها جماهير انصار الله على المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ . وقال البخيتي في منشور مطول له على صفحته الشخصية " فيس بوك " ورصدها " التغيير " , بأن الحملة التي تشن على المبعوث الأممي بسبب بعض الفقرات التي وردت في احاطة المبعوث الدولي الى مجلس الأمن الأخيرة، والتي قال في احداها: (ولقد أشرفت المملكة العربية السعودية مشكورة على هذا التوقيع –اتفاقات وقف اطلاق النار الميدانية- كوسيط مراقب بطلب من الطرفين)، إضافة الى الفقرة: (وقد أثنى الطرفان على دور المملكة العربية السعودية وهذا يشكل تقدما ملحوظا). وقال البخيتي " هناك تغرير على جماهير أنصار الله وعلى أبناء الشعب اليمني في ما يتعلق بالحملة على ولد الشيخ، والغرض من ذلك التستر على أمر آخر لم يلتفت له الكثير من البسطاء، الذين انجروا وراء الحملة دون إدراك لأبعادها ولا للهدف منها " . " التغيير " ينشر نص منشور البخيتي : كيف تم التغرير على جماهير أنصار الله "الحوثيين" في ما يتعلق بما ورد في تقرير ولد الشيخ من فقرات مادحة وتثني على الدور السعودي؟ شُنت الحملة بسبب بعض الفقرات التي وردت في احاطة المبعوث الدولي الى مجلس الأمن الأخيرة، والتي قال في احداها: (ولقد أشرفت المملكة العربية السعودية مشكورة على هذا التوقيع –اتفاقات وقف اطلاق النار الميدانية- كوسيط مراقب بطلب من الطرفين)، إضافة الى الفقرة: (وقد أثنى الطرفان على دور المملكة العربية السعودية وهذا يشكل تقدما ملحوظا). ثار الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام لورود تلك الفقرات في الإحاطة لأنها ثبتت ما قام به في مدية ظهران الجنوب السعودية، وأوعز الى المطبخ الإعلامي بالهجوم على ولد الشيخ، ولحق بعض أعضاء المجلس السياسي للحوثيين بالحملة، وصولاً الى رئيس سلطة الأمر الواقع محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية، في سباق محموم لإبراز عضلاتهم على مبعوث أممي لا يملك من الأمر شيء، عدى السعي الى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وبذل مساعي حميدة للوصول الى تسوية سياسية، ولا يمكنه بل وليس من حقه التحول الى خصم وإدانة هذا الطرف أو ذاك مباشرة وعلى لسانه، لأنه حينها سيتحول الى خصم وسيفقد مصداقيته ولن يكون مقبولاً لتأدية هذا الدور. *** هناك تغرير على جماهير أنصار الله وعلى أبناء الشعب اليمني في ما يتعلق بالحملة على ولد الشيخ، والغرض من ذلك التستر على أمر آخر لم يلتفت له الكثير من البسطاء، الذين انجروا وراء الحملة دون إدراك لأبعادها ولا للهدف منها، واذا ما حاكمنا تقرير ولد الشيخ وبالأخص الفقرتين أعلاه في تقريره الأخير وبشكل موضوعي، واللتان كانتا السبب الرئيس في اطلاق تلك الحملة، نجد أن تلك الفقرتين تم نقلهما وبشكل شبه حرفي من الاتفاقات الموقعة بين الأطراف اليمنية في مدينة ظهران الجنوب في السعودية -والتي مثل الحوثيين فيها المتحدث باسمهم محمد عبدالسلام، ومثل الأطراف اليمنية الأخرى العميد عسكر زعيل ومثل المملكة اللواء القحطاني، بحسب المعلومات التي وردت الي- ولم يأت بها ولد الشيخ من تلقاء نفسه. وحتى يكون القارئ الكريم على اطلاع سأنقل له حرفياً بعض تلك الفقرات التي وردت في الاتفاقات الموقعة، والتي نشرت صورة منها، ولم ينفها الحوثيين، بل اعترفوا بها، وأرسلوا مندوبين عنهم كممثلين لهم في تلك اللجان، التي انبثقت عن تلك الاتفاقات. في الفقرة السادسة من تلك الاتفاقات التي مثل الحوثيين في التفاوض حولها محمد عبدالسلام شخصياً ورد التالي: (يرحب الطرفان بإشراف الأممالمتحدة عبر لجنة التهدئة والتنسيق DCC والمملكة العربية السعودية على سير عمل هذه اللجان والعمل على إنجاح أعمالها)، وفي ختام تلك الاتفاقات الموقعة وردت الفقرة التالية: (وفي ختام اللقاء ثمن الطرفان ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود كبيرة لحل الأزمة اليمنية والتوفيق بين جميع الأطراف، وصولاً على حلول شاملة وكاملة تصب في مصلحة الشعب اليمني وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216) وباقي القرارات ذات الصلة)، إضافة الى العبارة التالية التي تدل على مكان وتاريخ التوقيع: (حرر بظهران الجنوب بتاريخ 3 رجب 1437ه الموافق 10 ابريل 2016م)، إضافة الى تعميد ممثل السعودية للاتفاقات كوسيط ومشرف على التنفيذ حيث كتب في مكان توقيعه ما نصه: (مُصدق/ ممثل المملكة العربية السعودية). من خلال النصوص أعلاه والمنقولة حرفياً من تلك الاتفاقات، إضافة الى المنقول من احاطة ولد الشيخ الى مجلس الأمن يتضح لنا براءة ولد الشيخ مما نسبه اليه الحوثيون، من أنه حول السعودية الى وسيط وشكرها في تقريره ولم يدن غارتها وجرائمها، حيث أنه نقل تلك الفقرات من نصوص تلك الاتفاقات ولم يأتي بها من خياله الخاص، وأن محمد عبدالسلام هو من وافق على ذكرها في تلك الاتفاقات الموقعة في مدينة ظهران الجنوب السعودية، ومن الظلم تحميل ولد الشيخ مسؤولية ايرادها في احاطته ونقده بسببها.