ذكر مصدر يمني رسمي رفيع أن الوفد الحكومي إلى مشاورات السلام اليمنية في الكويت نفد صبره من المناورات السياسية التي يتلاعب بها الوفد الانقلابي بشقيه الحوثي وصالح، بعد أن فشلت كل جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ في تحقيق أي اختراق للأزمة اليمنية. وأوضح أن جلسة أمس الأول الجمعة المشتركة في مشاورات السلام اليمنية التي جمعت الوفدين الحكومي والانقلابي بعد أيام من تعثر ذلك، بدّدت كل الآمال في جدية الانقلابيين في السعي نحو تحقيق السلام في اليمن. وقال ل»القدس العربي» ان «الوفد الانقلابي جاء لكسب الوقت فقط وإضاعة الفرص الممكنة أمام جهود إحلال السلام في اليمن، حيث لم يقدم أي تنازل أو حتى توجهات جادة وصادقة للدفع بعملية السلام خطوات للأمام». وأضاف «ما زلنا في المربع الأول منذ بداية مشاورات السلام في العشرين من نيسان/إبريل الماضي بسبب تعنّت الوفد الانقلابي ومناوراته التي تعيدنا إلى نقطة الصفر مع بداية كل جلسة في مشاورات السلام، وبالتالي نفد صبر الوفد الحكومي وتوصّل إلى قناعة بأنه إذا لم تلعب الأممالمتحدة دورا قويا في الدفع بمسار المشاورات فإنه من غير المؤمل أن تحل الأزمة اليمنية عبر مشاورات الكويت». وكان رئيس الوفد الحكومي إلى مشاورات الكويت، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، غادر الكويت مباشرة بعد انتهاء جلسة الجمعة مع الوفد الانقلابي وترددت أنباء أنها كانت جلسة عاصفة وشهدت مواجهات شديدة بين الوفدين. وحملت مغادرة المخلافي للكويت بشكل مفاجئ تفسيرات عديدة، في ظل تفاوت الروايات لأسبابها وتردد أنباء عن حصول مشادات كلامية حادة واشتباكات بين رئيس الوفد الحكومي ورئيس وفد المؤتمر الشعبي (تيار المخلوع علي صالح) عارف الزوكا خلال جلسة مشاورات الجمعة، وهو ما دفع نائب رئيس الوفد الحكومي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري إلى الاستعجال في نشر نفي رسمي لذلك وقال»ان الخلاف السياسي بين وفدنا ووفد الطرف الآخر لا يعني التخلي عن أخلاقنا كيمنيين نسعى من أجل إيقاف الحرب التي فرضت علينا ومهما كانت حدة الخلاف فإنه لا يمكن أن يتجاوز آداب وقواعد الحوار السياسي». إلى ذلك كشف عضو اللجنة العسكرية الحكومية إلى مشاورات الكويت العميد عسكر زعيل أمس أنه «خلال المرحلة المنصرمة استطاع الوفد الحكومي تعرية الانقلابيين أمام العالم في الجلسات الخاصة والعامة وهذا ما كسبناه ولكن الوسيط ولد الشيخ أضعف مما نتوقع». وأرجع زعيل أسباب ذلك إلى أن «الحوثيين أعلنوها الجمعة أمام ولد الشيخ انهم لن يسلموا ولن ينسحبوا وهو قرارهم الأخير أمام عجز الأممالمتحدة في اتخاذ موقف قوي وصريح». وكشف القيادي العسكري اليمني البارز في تغريدات متتالية أمس عن يأسه من أي حوار أو نقاش مع الوفد الانقلابي في الكويت بشقيه الحوثي وصالح ودعا المقاتلين من قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالين للحكومة الشرعية إلى استمرار القتال، كخيار وحيد لحسم الوضع والخروج من الأزمة اليمنية الراهنة وقال «إلى كل الأحرار على أرض الوطن ثقوا بالله وواصلوا نضالكم وكفاحكم»، في إشارة واضحة إلى فشل المفاوضات. وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن وفد الانقلابيين عاد إلى المشاورات المباشرة في الكويت «أكثر تشددا ونسف كل مواقفه السابقة»، في إشارة إلى أن هذا الموقف الانقلابي أوصل الوفد الحكومي إلى قناعة بعدم جدوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الانقلابيين بعد سبعة أسابيع من الجدل الذي لم يفض إلى أي نتيجة. من جانبه ذكر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وبلغة مغايرة للسابق، أن جلسة مشاورات الجمعة «اتسمت بالصراحة والغوص بتفاصيل حساسة ودقيقة». وأوضح أن «الأرضيّة المشتركة واسعة ونعمل على البناء عليها. الإشكالية الحالية في التزمين والتطبيق». ورغم محاولات المبعوث الأممي نفخ الروح في هذه المشاورات وإعطاء بصيص من الأمل لنجاحها، نسف الناطق الرسمي لجماعة الحوثي ورئيس وفدها إلى مشاورات الكويت، محمد عبدالسلام كل ما ذكره ولد الشيخ. وقال القيادي الحوثي في تغريدة بصفحته الرسمية في موقع «تويتر» إنه «لا صحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود توافقات متقدمة يمكن أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام القادمة»، وهي رسالة صريحة وواضحة بأنه لا تقدم في مشاورات السلام في الكويت وأن كل ما يتردد لا يعدو أن يكون مجرد أحلام بعيدة المنال.