تواصلت المعارك في أكثر من جبهة في اليمن أمس، خصوصاً في محافظتي تعزولحج. وتركزت المواجهات بين قوات الجيش الوطني من جبهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، حول مدينة تعز وريفها، جراء الهزائم الأخيرة التي تكبدتها الميليشيات في الساحل الغربي للبلاد عموماً وفي منطقتي المخا وموزع خصوصاً. وقالت مصادر عسكرية ميدانية ل«الشرق الأوسط» إن وحدات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من استعادة تبة الخزان التابعة لبلدة الكدحة الواقعة غرب تعز، بعدما كانت الميليشيات قد فرضت سيطرتها على التبة في معارك سابقة. وأضافت المصادر أن قوات الشرعية أحبطت أيضاً هجوماً عنيفاً ومباغتاً شنته الميليشيات عليها في المعافر بريف تعز. وأوضحت المصادر أن الميليشيات دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المعافر، غير أن قوات الجيش شنت هجومها المعاكس واستعادت مواقع جديدة وأحبطت تقدم الميليشيات في منطقة الهاملي، بمديرية موزع. كذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني من إحباط هجوم كبير للميليشيات وتفكيك شبكة ألغام وبراميل متفجرة كانت قد زرعتها في أطراف حي الزنوج شمال تعز. وقال: «القطاع الخامس للواء 22 ميكا» في بيان له، نشره على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قوات الشرعية فككت مساء الاثنين شبكة عبوات نشرتها الميليشيات الانقلابية في الخطوط الأمامية لمواقع الجيش الوطني، قرب الصومعة والوادي الأخضر مستهدفة تلك المناطق المحصنة. وأشار البيان إلى أنه تم زرع العبوات «من قبل متخصصين» خلال معركة عنيفة وقعت بين الجانبين في الزنوج واستخدمت فيها الميليشيات جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من دبابات ومدافع فولكان ومضادات للطيران، وقذائف «الهاون» و«الآر بي جي» و«بي عشرة»، تحت تغطية نارية كثيفة تحسباً منها لاستكمال زرع العبوات ونسف المنطقة بكاملها. غير أن عناصر أفراد اللواء تمكنت من إحباط تلك العملية، وقتلت ستة أفراد من الميليشيات وأصابت آخرين بينما أصيب 5 من أفراد القطاع إصابات طفيفة. وحذر العقيد نبيل الأديمي، قائد القطاع الخامس بمنطقة الزنوج، من مخاطر الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح في أطراف الزنوج والوعش، مؤكدا جاهزية قوات الجيش لأي عمليات ميدانية، وثبات أفراد القطاع في هذه العملية وجميع المعارك القتالية منذ عامين كاملين. وبدوره، قال ركن التوجيه المعنوي للواء 22 ميكا، بسام المخلافي، إن «هذه المعركة كانت من أخطر المعارك من حيث التغطية النارية الكثيفة التي استخدمها العدو (الميليشيات الانقلابية) والتي كان ينوي من خلالها تفجير كثير من المنازل ليسهل عليه السيطرة النارية على المنطقة»، داعيا في الوقت ذاته إلى «رفع الجاهزية القتالية واليقظة العالية في القطاع وفي جبهات القتال كافة». في غضون ذلك، تجددت المعارك العنيفة مصحوبة بالقصف المتبادل بين المقاومة الشعبية والميليشيات في الأطراف الشمالية لمحافظة لحج الواقعة جنوباليمن، سقط على أثرها قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات إضافة إلى أسر عدد منهم، وسط تحليق مستمر من طيران التحالف على المنطقة. وسقط في المواجهات 7 قتلى من الميليشيات الانقلابية إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى، حيث تم نقل جرحى ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بحسب شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إلى مستشفيات في مناطق قرب مدينة الراهدة، بالأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة تعز. وقال علي منتصر، الناطق الرسمي باسم مقاومة القبيطة التابعة لمحافظة لحج ل«الشرق الأوسط» إن «عدداً من مناطق المديرية شهدت مواجهات عنيفة إثر محاولة الميليشيات التسلل نحو ثوجان مركز المديرية، حيث تمكنت عناصر المقاومة الشعبية من إجبار الميليشيات على التراجع والانسحاب بعد سقوط قتلى وجرحى منهم، وتراجعت إلى منطقة نجد الوزف، في وقت لا تزال عناصر المقاومة الشعبية تفرض حصارا على الميليشيات التي لجأت للتمترس في أحد المنازل بالمنطقة». وأضاف أن «المقاومة الشعبية تمكنت من أسر قرابة 7 من عناصر الميليشيات في مركز المديرية، بالإضافة لحملة مداهمة واسعة لتطهير ما سماها الخلايا النائمة في مناطق القبيطة التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية، في الوقت الذي لا تزال فيها عناصر المقاومة الشعبية على أهبة الاستعداد وبانتظار ساعة الصفر لاستعادة مناطق ومواقع توجد فيها الميليشيات وموالون لها، حيث أصبحت تلك الميليشيات الانقلابية عاجزة عن تحقيق أي تقدم أو توسع في المديرية». ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل الميليشيات الدفع بتعزيزاتها العسكرية إلى جبهات القتال الشرقية في مدينة تعز وكذلك إلى المناطق التي لا تزال تسيطر عليها في القبيطة بما فيها مناطق نجد قفيل ومدرسة الفلاح قرب عنفات، وذلك عبر الشريجة والراهدة. وتحكم المقاومة الشعبية في القبيطة سيطرتها على مناطق اليأس وثوجان ونجد الحمام ومناطق متفرقة في المديرية، فيما توجد الميليشيات في مناطق الحلاجيم والفلاح والكعبين وجبل جالس والهجر. وتكبدت الميليشيات طيلة فترة الحرب التي تقارب العامين، في عزل ومناطق القبيطة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، غير أنها عمدت إلى زرع آلاف الألغام في مناطق كرش والشريجة وغير ذلك من قرى المديرية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.