رغم الفرح العارم الذي شوهد صباحا مرتسما على وجوه سكان صنعاء وهم يتناقلون أخبار انكسار شوكة ميليشيات الحوثي في مدينتهم التواقة إلى عهد جديد، فإن مخاوفهم من احتمال تعقد المشهد الأمني دفعتهم بكثافة إلى المحلات التجارية ومحطات الوقود والغاز المنزلي لتأمين ما يستطيعونه من احتياجاتهم. كان الصمت علامة الفرح، ونغماته أصوات الرصاص التي آذنت بقرب انفصال الشراكة بين ميليشيات إيران وأنصار «المؤتمر». في الأماكن القريبة من المواجهات خلت الشوارع من المارة، مع نزوح نسبي للسكان إلى أماكن آمنة، كما شوهد بعض الأهالي في الحارات البعيدة شمالا وهم يمنعون مسلحين حوثيين من إقامة نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية القريبة من منازلهم. وكان لافتا إقبال أنصار الحوثيين الكثيف على مغاسل السيارات لإزالة الطلاء الأخضر الذي اعتادت الجماعة على استخدامه شعارا دالا على هويتهم المذهبية في المركبات والشوارع والأرصفة والجدران وأعمدة الإنارة، وذلك خشية أن يتم استهدافهم من خصومهم بناء على اللون المستعمل. ونزحت الأسر إلى القرى بما فيها محافظاتالحديدة وإب وذمار، خصوصاً بعد إعلان المدارس توقف الدراسة فيها ليومين مقبلين بسبب الأحداث الجارية في صنعاء. واصبحت العاصمة صنعاء شبه مظلمة، وشهدت نسبة من نزوح الاسر الى القرى بما فيها محافظتي الحديدة وإب وذمار، خاصة بعد اعلان المدارس توقف الدراسة فيها لليومين قادمين بسبب الاحداث الجارية في صنعاء بين الانقلابيين، ميليشيات الحوثي وصالح. ولم يقتصر ذلك عن نزوح الاهالي، فقد اصبحت جميع الاسواق في صنعاء مغلقة منذ الانتفاضة الشعبية التي بدأت الاربعاء الماضي، وهي الانتفاضة التي يقودها انصار صالح ضد حليفهم ميليشيات الحوثي الانقلابية، منذ اربعة ايام، بينما اغلقت المحلات التجارية ابوابها، منذ بعد صلاة العشاء بعدما كانت تغلق ابوابها قبل ذلك الوقت بحوالي الخمس ساعات، واصبحت شوارع المدينة شبه خالية لا تجد فيها سوى القليل من البشر والكثير من الكلاب الضالة. ويراقب سكان صنعاء بحذر شديد لما ستؤول اليه الاوضاع خلال الايام القليلة القادمة، ان لم تكن خلال الساعات القليلة القادمة. احد صاحب المحالات التجارية (صاحب محل عطور) في سوق باب اليمن، السوق الشهير والمكتظ بالسكان، يتحدث في هذا الوقت الساعة الثامنة والنصف مساءا بتوقيت صنعاء، السبت، "بالقول ليس لدي المتسع من الوقت لاتحدث معك، انا اغلق ابواب محلي الان في وقت مبكر، بعدما كنت اغلقه بحوالي الساعة الثانية عشر ليلا، والان المحلات كلها اغلقت تخوفا من احتدام المواجهات بعد ساعات من الان، خاصة لقرب المنطقة من مجمع الدفاع، مجمع العرضي". مؤكدا ان "المواطنين يتمنون ان تنتهي هذه المشكلة بدحر ميليشيات الحوثي، التي قال عنها بانها احرمتهم من وضائفهم ومن الكهرباء والمياه وكل وسائل الحياة الكريمة". .....