وضع فيها الرئيس الحمدي حجر الأساس لإنشاء مطار دولي، لكنها اليوم بحاجة لإنشاء صندوق قمامة فلا تجد إليه سبيلا! تلك هي مدينة قعطبة إحدى المدن الرئيسية بمحافظة الضالع وأكثرها حيوية؛ لقربها من مجمع المحافظة الحكومي ومكاتبها الإدارية وأكبر أسواق القات الشهيرة على مستوى الجمهورية، ومنها يمر الخط الرئيسي (عدن- صنعاء) وهي المركز الرئيسي لمديرية ذات مساحة واسعة. الأحداث والاضطرابات الأمنية التي شهدتها مدينة الضالع وضواحيها خلال السنوات الماضية دفعت الكثير من الأسر وأصحاب البسطات والمحلات التجارية إلى الانتقال منها إلى قعطبة المدينة التي تذوب فيها اللغة المناطقية والعنصرية، ويتميز سكانها ومواطنيها بقبول الآخر والتعايش بسلام كصفة ملازمة لها على الدوام، يتعايش فيها بأمن وسلام كل الوافدين إليها لطلب الرزق من مختلف المناطق اليمنية دون تمييز بين شمالي وجنوبي، كما يحدث- للأسف الشديد- في بعض مناطق محافظتي الضالع ولحج، لكنها تظل أصوات فردية لا تعبر عن غالبية سكان هذه المناطق الوحدوية وشهامة وكرم مواطنيها وتاريخهم النضالي وهي المناطق التي انجبت عظماء الرجال وقادة الكتائب الثورية وقدمت قوافل من الشهداء في مختلف مراحل الكفاح الوطني. وعندما اشتعلت ثورة فبراير 2011م الشبابية الشعبية السلمية في مختلف محافظات الجمهورية كانت قعطبة هي مهد الثورة ومعقلها الرئيسي على مستوى المحافظة، حيث كان يتوافد إليها شباب الثورة من مختلف مناطق الضالع مثل: (الشعيب- الأزارق- جحاف- سناح- الحصين) للمشاركة في تنظيم المسيرات والفعاليات الثورية؛ لأن الوضع الأمني لم يكن يسمح بتنظيم اعتصامات ومسيرات ثورة فبراير الشبابية السلمية بمدينة الضالع عاصمة المحافظة؛ تفادياً لحدوث صدامات مع العناصر التخريبية التي تطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية والتي اعدت ومنعت أكثر من فعالية حزبية وجماهيرية خصوصاً الفعاليات التي كان يتبناها اللقاء المشترك. وفي قعطبة نصبت خيمة الحوار الوطني؛ لتنفيذ الانشطة والبرامج التوعوية وحلقات النقاش المجتمعية وورش العمل والدورات التدريبية لتوعية شباب الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات الشبابية بالمحافظة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتنمية مهاراتهم السياسية والفكرية وصقل مواهبهم القيادية. كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تنشيط الحركة التجارية والسكانية وانعشت الحياة السياسية والحزبية في قعطبة، مدينة كهذه كان ينبغي ان تحظى باهتمام السلطات المعنية وهو ما لم يحدث. هذه المدينة التي أراد لها الزعيم الحمدي أن تكون ضمن قائمة المدن العالمية ولكنها اغتيلت باغتيال مشروع حركة يونيو التصحيحية وأصبحت في المناطق المهمشة من قبل السلطات الرسمية، تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية والبنى التحتية، فشوارعها ترابية وأكوام القمامة تكاد أن تعيق حركة السير فيها وتنذر بكارثة بيئية ومشروع مياه عطلته المحسوبية والفوضى الإدارية والعطش يحاصر المدينة، ومشفى حكومي لا يقدم أدنى الاحتياجات الطبية، فيلجأ المرضى للعيادات والمشافي الأهلية الم تكن هي الأخرى عبارة عن مذابح بشرية. إن كل هذه القضايا وغيرها سنتناولها وبالأرقام في سلسلة تحقيقات شاملة في الأيام القادمة.