يفتح شباب فبرايريون في محافظة إب التي تخضع لسيطرة اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي منذ منتصف أكتوبر من العام الماضي نافذة واسعة للأمل، الذي يقولون انه متمترس في أعماقهم ، ويصفونه ب " عَصّب الحياة"، في مواجهة تحديات الوطن الراهنة ، وخلق حضارة بمستوى تلك التحديات. ويعول شباب انتفاضة 11 فبراير،التي اسقطت الرئيس السابق صالح من الحكم ، على الإجماع الوطني واحتجاجات الشارع السلمية كأدوات حل للمأزق الذي وضعت جماعة الحوثي المسلحة نفسها والبلد فيه، والعبور بالبلد الى مرفئ آمن. وتشهد إب للأسبوع الخامس تظاهرات شبه يومية في اطار حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية التي تشهدها عديد محافظات يمنية ضد الانقلاب والإعلان الحوثي المقوض لشرعية الدولة ، وإحلال مسلحي الحوثي كبديل عنها. وتواجه احتجاجات إب عنفاً مميتاً اتضح مؤخراً بشكل جلي في مقتل شاب وجرح محتجين اخرين من قبل مسلحين حوثيين يرتدون عادة زيا أمنيا وعسكريا. وفيما امتدح شباب إب الثائر الحوار ك " قيمة حضارية وسلوك إنساني ناضج"، أبدوا قنوطا واضحا في ان يساهم حوار " موفنبيك" برعاية المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر في إيجاد الحل المنشود، معتبرين ما يحدث حاليا من حوار ليس سوى شرعنة لما تقوم به " المليشيا"، ومنحها غطاء سياسي لإتمام مشروعها " الجهوي والضيق " القائم على الاستقواء بالسلاح. واكدوا على ان اي حوار لا يقوم على الندية والتكافؤ بين أطرافه هو حوار "غير مجدي " ، ولن يكون سوى حوار "لتقاسم خيرات البلد ، وتحقيق مصالح خاصة". ويقود جمال بن عمر حوارا بين أطراف سياسية وجماعة الحوثي في ظل تعقيدات جسيمة مفروضة على الطاولة وسط انسحاب مبرر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ذو المنطلق القومي والتوجه الليبرالي ورابع اكبر الأحزاب السياسية في اليمن ، وحضور صامت احيانا لممثل حزب التجمع اليمني للإصلاح ابرز وأقوى خصوم الحوثيين وثاني اكبر حزب يمني، و مقاطعة لحزب الرشاد السلفي. واعتبر الشباب الفبرايريون ما أعلنه مؤخراً جمال بن عمر عن وصول أطراف سياسية الى حل توافقي مع جماعة الحوثي ، يعنيه هو وتلك الأطراف " المحدودة"، ولا علاقة للشارع اليمني بها، طالما انها لا تلبي مطالبه العادلة والمشروعة. وقال حمدان الإدريسي احد قيادات المكونات الثورية في انتفاضة فبراير في حديث ل"الوحدوي نت" : " نحن كشباب ثورة من بداية المبادرة الخليجية ونحن نرفض اللقاءات المغلقة، و نعول دائماً على الشارع كضامن حقيقي للحل". واضاف :"عندما لا يعلم المتحاورون الى أين ستذهب البلاد بحوارهم ،فهم هنا لا يعبرون الا عن أنفسهم وليس عن وطن". وعن ما اذا كانت الاحتجاجات بطابعها السلمي قادرة على مواجهة عبث جماعة مسلحة تنتهج العنف المميت قال الإدريسي : " ما من سبيل سوى النضال سلميا، لن ننتظر مجيء جيفارا ، او هطول يسوع، التكلفة ستكون كبيرة لإخراج البلد من هذا التشظي والانهيار ، ومالم يحدث تدخل الهي على الجميع ان يتحمل". عزلة وهزيمة من جانبه اعتبر زكريا النجار أحد شباب انتفاضة 11 فبراير الفاعلين ان الحوار كان ممكن ان ينتج حلولا لمشاكل البلد ، " لكن الحوثيين بحوارهم المتمترس خلف القوة التي يتحركون بها في الواقع افقدوا اليمنيين اخر فرصة كان ممكن يلتقون حولها " بحسب تعبيره. و عزز النجار في حديث ل" الوحدوي نت" من قيمة الاحتجاجات السلمية وقدرتها على إيقاف العبث والعنف الحوثي ، مؤكدا ان القمع الذي تواجه به سيوحد الناس وسيزيدها اشتعالا ، وسيصيب الحوثيين بالعزلة". اما الشاب الثائر والناشط السياسي طلال عقيل فوصف من جهته ما يحدث من حوار في موفنبيك ب " الحوار المذل" ، معربا عن رفضه له. وأوضح عقيل في حديث ل" الوحدوي نت" ان الاحتجاجات التي أسقطت عروش طغاة كثيرين كفيلة بإعادة الحوثيين الى الصواب ، داعيا الشباب الى نبذ الاختلاف والمناكفات ، والاستفادة مما مضى ، والانتباه لهواة التسلق وركوب الموجة ،والسير بخطى صحيحة على نهج أهداف ثورة فبراير. وأشار الى ان مغازلة عبدالملك الحوثي في خطاباته لأبناء تعز وحراكي الجنوب بالتوازي مع ابناء قبائل مارب المسلحة يعطي مؤشر ما باتت تمثله الاحتجاجات من "قوة مؤثرة في نفسية الحوثي المهزومة ".