تبادل شريكا أزمة 2011م الاتهامات في فشل ما يطلقون عليها (ثورة الشباب) حيث خرج أنصارهما أمس، احتفاء بالذكرى الرابعة إلى الساحات في العاصمة صنعاءوتعز وإب، وكل منهما يهتف ضد الآخر. ففي صنعاء كانت الأولى تظاهرة محدودة لأحزاب تكتل اللقاء المشترك على رأسها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين). تقدم مسيرة المشترك التي غابت عنها قيادات الإصلاح أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المحامي عبدالله نعمان والذي كان قد انسحب أمس الأول من جلسات المشاورات الجارية في فندق موفنبيك برعاية أممية والهادفة للخروج إلى حل لإعلان أنصار الله (الإعلان الدستوري) وملء فراغ السلطة التي خلفها استقالة الرئيس والحكومة. وحاولت مسيرة المشترك الوصول إلى ساحة الاعتصام بحي جامعة صنعاء التي يطلقون عليها (ساحة التغيير) والتي كانت مقرهم المشترك مع الحوثيين في 2011م ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. انطلقت المسيرة من جولة عصر إلى شارع الزبيري وصولاً إلى جولة كنتاكي، حيث حاولت الدخول إلى شارع الدائري وصولاً إلى (ساحة التغيير)، ولكنها لم تتمكن من ذلك، حيث قوبلت بسياجات من الأمن واللجان الشعبية منعا للاحتكاك مع مسيرة الحوثيين التي وصفت بالحاشدة. ووفقاً لما نشرته وسائل إعلام المشترك فإن الأمن واللجان الشعبية اعتدت على عدد من المشاركين في المسيرة أبرزهم وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة أروى عبده عثمان. وقالت إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على المسيرات، ما أدى إلى سقوط جرحى. واتهم الإصلاح في موقعه الرسمي (الصحوة نت) الحوثيين باختطاف ثلاثة من قياداته في العاصمة صنعاء ، أمس، وهم: (الدكتور فتح القدسي-أحد قيادات الإصلاح في الدائرة 14، وحسن العمدي، والناشط عبده الحذيفي). وقال الإصلاح إنه تم اختطاف القدسي والحذيفي من أمام منزليهما، فيما تم اختطاف العمدي في صنعاء القديمة، واقتيادهم إلى مكان مجهول. وأعلن المشاركون في مسيرات المشترك التي شهدتها إلى جانب العاصمة، تعز وإب، رفضهم ما أسموه (الانقلاب الحوثي) مطالبين بمغادرة المليشيات للمدن وتسليمها المؤسسات الحكومية وعدم تدخلها في إدارة الدولة، على حد تعبيرهم. مسيرة الحوثيين في العاصمة صنعاء كانت حاشدة تفوق مسيرة المشترك بأضعاف مضاعفة، بعكس الحال في تعز وإب، والتي ظهرت مسيرات المشترك أكثر حشداً. اللافت في مسيرات تعز، الأولى صباحية للمشترك والثانية مسائية لأنصار الله (الحوثيين)، المشاركة الواسعة لعناصر من الاشتراكي والبعث والناصري. وقال شهود عيان ل"اليمن اليوم"إن اشتباكات اندلعت مساء أمس بين شباب رافضين للإعلان الدستوري ومتظاهري أنصار الله في عقبة شارع جمال وامتدت الاشتباكات بالحجارة إلى الشوارع الخلفية مع سماع أصوات إطلاق النار، مؤكدين وقوع عدد من الإصابات الطفيفة بين الطرفين خصوصا وأن إطلاق النار كان في الهواء لتفريق الاشتباكات. من جهتهم رفع المشاركون في مسيرات الحوثيين شعارات تتهم أحزاب المشترك وعلى وجه الخصوص الإصلاح بالانقلاب على (ثورة فبراير) ما دفع بجماعة أنصار الله إلى تفجير (ثورة 21 سبتمبر) لتصحيح الانحراف واستعادة (ثورة فبراير). وتعليقاً على المسيرات المضادة لشركاء ساحات 2011م أشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء والمفكر اليساري الدكتور حمود العودي، إن الطرفين –المشترك والحوثيين- يلعبان في الموقع الخطأ، وفي الوقت الخطأ الذي يعيش فيه البلد على شفا الضياع الكامل -لا سمح الله- وقال العودي في اتصال أجرته "اليمن اليوم" إن الفشل الذريع لحكومة الوفاق التي كانت إحدى مخارج 2011م هو من أوصل البلد إلى هذه الوضعية الكارثية. وأضاف: مرحلة حكومة الوفاق الوطني أو بالأصح حكومة التقاسم للغنائم هي المرحلة الأكثر فشلاً بدءاً من الرئاسة حتى الحكومة.. وحتى التعاطي من قبل الأطراف السياسية الفاعلة في الحكومة تجاه الحوثيين الذين لم يكونوا طرفاً في السلطة إلا أنهم استغلوا أخطاء حكومة الوفاق إلى حد كبير، وكانت (الجرعة) هي القشة التي قصمت ظهر البعير لصالح الحوثيين. وتابع: لكن للأسف إن الحوثيين ما إن وصلوا إلى الحكم حتى ذهبوا إلى ما كان قد ذهب إليه أسلافهم في تجيير الدولة لصالح الجماعة، الأمر الذي أفقدهم الكثير من الاحترام الذي اكتسبوه في 21 سبتمبر عندما أسقطوا قوى نافذة لم يكن أحد يتوقع إسقاطها مثل آل الأحمر. واختتم العودي تصريحه بدعوة كافة الأطراف إلى القبول بالآخر في الساحات والشوارع ووسائل الإعلام وموائد الحوار لما يخدم العمل السياسي. من جهته رفض القيادي المستقيل حديثاً من حزب الإصلاح الشيخ عبدالسلام البحري أن يطلق على أحداث 2011م اسم (الثورة)، مشيراً إلى أنه كان الأوجب لأنصار تكتل المشترك الخروج اليوم إلى الساحات لتقديم الاعتذار للوطن أولاً وللرئيس السابق علي عبدالله صالح ثانياً، كونهم –أنصار المشترك- الأداة الرئيسة المستخدمة من قبل الفاعلين السياسيين في الوصول بالبلد إلى حافة الضياع. البحري، عضو مجلس الشورى في حزب الإصلاح قدم استقالته في الأشهر الأولى من أزمة 2011م بعد أن قتل نجله في ظروف غامضة داخل شقة يملكها حميد الأحمر، قال إن على أنصار المشترك إلى جانب تقديم الاعتذار المشار إليه، الخروج في مسيرات لاقتلاع قياداتها التي ثبت عجزها وفشلها وكارثيتها على الوطن.