شخصية اعتبارية لها شانها بين محبيه ولها جمهورها بين طلابه له طريقته الخاصة في الحديث الذي يجذب القلم لرشق الحكمة بعد جريان فمه والمستمع لرشق حاسته للتعلم من بحره الغزير. ذلك هو سفير مفوضية الشعوب العربية بدر جنيد النور الذي تحدث عن اقع اليمن ومشكلاته والحلول العملية للخروج مما هو عليه، وقضايا اخرى عديدة تجدونها في الحوار التالي: هل غابت الحكمة ام ان العقلاء اندثروا ؟ الوطن يمتلك مخزون من الايمان والحكمة الوطن يمتلك مخزون من الوعي والدراية والورع الوطن تربته نقية كما السحابة التي تظله ولكن يحتاج لان يرتوي بعقول اصحاب الحكمة . هل لك ان تصف لي مما تعاني اليمن ..من وجهة نظرك؟ نحن في اليمن لا نعاني من شيء نعاني من تسلط الضغينة والحقد ونفتقد الی بعض من الالفة والسلام والا فالطاولة مطروحة امام الكل من احزاب وتكتلات سياسية ومجتمعية . اذا ما هي رسالتك التي توجهها للشعب اليمني؟ اقول له ان الوقت يمتلكنا ولا نمتلكه لذا وجب علينا الوقوف في صف واحد حتی يبقی جزء من الوطن في سلام . لماذا نبغض بعضنا البعض وقد ربتنا هذه التربة الطاهرة وترعرعنا فيها فالتربة تحتاج الی ماء لا الی دم لاننا سنولد العنف والقتل . لذا وجب علينا ان لانضع بعد طائفي ومناطقي فيما بيننا والمصلحة تكون بيننا مصلحة عامة لا خاصة ذاتية . ما هو داء الوطن وما هو دوائه ؟ لعل أهم ما يصيب مجتمعنا الآن هو افتقاد لغة الحوار البنّاء بين أفراده، بل التمسك بالمصالح الذاتية ومن ثم لم تقدم الی الحوار اي تنازلات ويحاول اصحاب القرار إقناعك بوجهة نظرهم مهما كان خطئها، والزمن الذي نعيش فيه لايحتاج الادعاء ببواطن الأشياء كي نتمسك بما يضرنا. لا يعقل أن نظل نستنزف وقتنا في تبادل الاتهامات وتوجيه التهم لبعضنا البعض. فبلدنا يمر بأزمة اقتصادية كارثية نريد الخروج منها بأقصى سرعة ممكنة، فلا يعقل أن نظل ننظر إلى نصف الكوب الفارغ ونريد ان نملؤه بنصف كوب فارغ ونتباكى على عدم امتلاء الكوب فكذا السياسة ليست حلا الا اذا قدمت تنازلات واستقمت مع جميع توجهات الوان المجتمع فالسياسة الواقعية تفتقد الی اركان السياسية الحقيقة التي تبني للمجتمعات نموا وازدهارا ... فبلدنا يعاني من قسوة الظروف المحيطة به السياسية والاقتصادية . واقول للمشككين في كل شيء: أين هي الحلول البديلة والمقبولة التي تطربوننا صباح مساء والتي يمكن التعويل عليها والعمل بها وتنفيذها بدلا من لغة التشكيك وتبادل الاتهامات التي لا تجدي، ودغدغة شعور البسطاء من الناس بحلول نظرية لن تجلب نموا ولا رفاهية؟!! . ما هي نصيحتك التي توجهها لكافة القوی المتصارعة ؟ ان القرآن وضح لنا ان الفطرة الانسانية واحدة ولكن تختلف في الميول والرغبة والاختلاف فيما بينها حقيقي وواقع ، ودعانا إلى التعامل مع هذه الحقيقة من خلال الحوار ، ورسم لنا منهج دستوري لو اخذنا به وتلمسنا جزء من هذا المنهج لعشنا في امن وامان ولما وصلنا لما نعاني منه اليوم. ونصيحتي التسليم لواقع الحوار مهما غلی ثمنه . انت كسفير مفوضية الشعوب العربية ؟ ما لدور الذي تقوم به السفارة ؟ ان ما تقدمه السفارة هو رسالة حب وسلام ودعوة للحوار وتبادل الثقافات وسط جو يسود فيه التسامح والاخاء والاحترام المتبادل وتقريب بين وجهات النظر المختلفة ونسج الثقافات في قالب واحد تحت مظلة واحدة بمختلف الطوائف والجنسيات فالتقريب سيوجد بيئة تسودها الألفة والمحبة مما ينعكس بالإيجاب علی حاضر هذه الامة فمنطلقنا الرئيسي هو الدعوة الی الحوار بين مختلف شعوب العالم لكي نظهر الصورة الحقيقية لجوهر ديننا الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة التي تنطلق من مبادئ المساواة بين البشر والحرص على الحياة وإعمار الأرض وتحقيق الخير والسلام للبشرية.