عقال ومشايخ ريمة يروون حقيقةَ مصرع المدعو "حنتوس"    انفجارات تهز مدينة تعز والكشف عن السبب الحقيقي والضحايا    الغارديان: إسرائيل استخدمت قنبلة زِنتها 500 رطل لقصف مقهى بغزة    ريال مدريد على موعد مع أرقام قياسية جديدة في كأس العالم للأندية    دخول 150 إرهابي أجنبي إلى لبنان للتخريب بتكليف من نظام الجولاني    الترب :السلام يصنعه أبناء اليمن بعيدا عن التدخل الخارجي    - خلاف حاد بين الغرفة التجارية ووزارتي الاقتصاد والمالية في صنعاء اقرا السبب    حمد الله تاسع مغربي يحمل الشعار الأزرق    ثنائية لونا تصعد بأمريكا لمواجهة المكسيك في نهائي الكأس الذهبية    هل يكتب عبدالرزاق حمدالله فصلاً جديداً من المجد مع الهلال في كأس العالم للأندية؟    إن لم يُنصَف الأكاديمي والمعلم اليوم، فأي جنوب سنبنيه غداً؟    بندر عدن.. ومآسي الزمن    "النمر" يكشف خطأ شائعًا: خفض الكوليسترول لا يقي من الجلطات والوفيات إلا باتباع طرق مثبتة طبيًا    الحكومة تنتقد تجاهل المبعوث الأممي لجريمة الحوثيين بحق الشيخ حنتوس    "ملائكة السيدة ماريا" رواية جديدة ل"عبد الفتاح اسماعيل"    تجاوز عتبة الخوف    من يومياتي في أمريكا .. أنتم خزي وعار وتاريخ اليمن الأكثر قتامة    العبسي كشف خبايا جريمة قتل في تعز واحتجز في صنعاء رغم تعرضه لمحاولة اختطاف    تعز.. طرفا الصراع يعتقلان ناشطَين مدنيَّين    مدير أمن المهرة يرأس الاجتماع نصف السنوي لمناقشة الأداء الأمني لعام 2025    تحت التهديد وتحت جنح الظلام.. الحوثيون يفرضون إجراءات مشددة على دفن الشيخ حنتوس    البنك المركزي بصنعاء يوقف ثالث شركة صرافة خلال يومين ويعيد التعامل مع 13 شركة ومنشأة    دراسة : ممارسة الرياضة تساهم في التغلب على مرحلة ما قبل السكرى    مفتاح يناقش آليات دعم وتطوير أداء مصلحة الدفاع المدني    إعلام العدو: حماس فكّت شيفرة تحرك جيش الاحتلال وتصطادهم ك "البط"    صنعاء: مناقشة سلاسل القيمة لمنتجات "الألبان والطماطم والمانجو واللحوم"    افتتاح مركز الغسيل الكلوي في مستشفى يريم العام    محافظ لحج يوجه بتشكيل لجنة تحضيرية لمهرجان القمندان الثقافي الفني التراثي    هيئة المواصفات تصدر تعميمًا بشأن الإعفاء الجمركي لمدخلات منظومة الطاقة المتجددة    وكيل وزارة الشباب يتفقَّد سير العمل بمركز الشباب للتدريب والتنمية    الشعيب: جمعية الحاجة قدرية توزع سبعون سلة غذائية لخمس مدارس في المديرية    الغرفة التجارية بأمانة العاصمة تعلن رفضها القاطع لقرار مشترك للمالية والصناعة بشأن حظر استيراد بعض السلع    20 ساعة يوميا تحول حياة أهالي عدن إلى جحيم    التعليم في جحيم الصيف وعبء الجوع    مخيم طبي مجاني في صنعاء    إيطاليا.. العثور على مدفن إتروسكي سليم عمره 3000 عام    حملة المرور في صنعاء اليوم تبدأ لمنع بيع الأدوات التي تتسبب بعدم الرؤيا    دورتموند ينهي مغامرة مونتيري.. ويصطدم بريال مدريد    في عاصمة الخلافة والاخوان المسلمين.. صدامات بسبب رسوم مسيئة للنبي محمد    لم تعد اللحظة لحظة "إخوان اليمن"    إسرائيل تتوعد الحوثيين.. والسفير الأميركي في تل أبيب يهددهم بقاذفات B-2    ريال مدريد يهزم يوفنتوس ويتأهل لربع نهائي مونديال الأندية    أركان دفاع شبوة يتفقد الجانب الأمني لمشروع الطاقة الشمسية بعتق ويؤكد توفير الحماية    مونديال الاندية : ريال مدريد يتخطى يوفنتوس الايطالي بصعوبة ويتأهل للدور المقبل    مارك زوكربيرك (شيطان الشعر الجديد) في عصر التواصل الاجتماعي    لماذا فضل الشيخ صالح حنتوس الكرامة على السلامة؟    الأمل لايموت .. والعزيمةً لن تنكسر    اليمنية تعلن إعادة الطائرة المتضررة للخدمة بعد فحص جوي للتأكد من جاهزيتها    الجوبة وماهلية ورحبة في مأرب تحيي ذكرى الهجرة النبوية    الكثيري يشيد بجهود وزارة الاوقاف والإرشاد في تنظيم موسم الحج ويؤكد أهمية ترشيد الخطاب الدعوي الديني    العثور على معبد ضخم يكشف أسرار حضارة انقرضت قبل ألف عام    بيع أربع قطع أثرية يمنية في مزاد بلاكاس    تصورات خاطئة عن الآيس كريم    استخراج 117 مسمارا من بطن مريض في لحج (صور)    - والد زينب الماوري التي تحمل الجنسية الأمريكية ينفي صحة اتهامها لابن عمها؟    الحديدة: صرف 70 مليون ريال مساعدات للنازحين    شركة النفط والغاز تنظم فالية بذكرى الهجرة النبوية    فوضى أئمة المساجد والمعاهد الدينية تؤسس لإقتتال جنوبي - جنوبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمنيات في محافل التكريم الدولية .. دلالات النجاح وأثره مجتمعيًا (2 3)
نشر في الوحدوي يوم 14 - 05 - 2021

تمثل دراسة قضايا النساء اليمنيات بمختلف جوانبها أهمية كبيرة بغرض الوصول إلى بيانات دقيقة لواقعهن واستقراء مشاكلهن وأسبابها ودوافعها وآثارها. يمكن على ضوء ذلك إعداد السياسات والبرامج الهادفة لإيجاد الحلول الملائمة لها. ومن المفترض أن يكون هذا الأمر في إطار خطط المستويين الرسمي والقطاع الثالث المهتم بهذا الجانب، ويُضاف إليهما المنظمات الدولية والمراكز التي تولي النساء ونجاحاتهن أولوية في عملها من خلال التحفيز والدعم والمناصرة.
من ذلك المنطلق تتضح أهمية ما ستحققه قراءة الواقع من تكافؤ في الفرص، ونيل للاستحقاق في النجاح والبروز للنساء اليمنيات بشكل عام في مختلف أرجاء الوطن، لا سيما أن بعضهن قد يكُنّ أوفر حظًا وأوسع علاقات مع وسائل الإعلام أو في إطار مراكزهن القيادية في العمل السياسي والحزبي، وكذا في اكتساب الشهرة الشخصية من شهرة منظمات ذائعة الصيت من خلال العمل فيها أو التشبيك معها، وفرصة التوافق مع أجندة وأهداف معينة ضمن أولويات وبرامج بعض المنظمات.
لا يقتصر الأمر على النجاحات فحسب، بل ثمة معاناة أيضًا، وهي الأكثر أهمية في إبرازها وتدوينها ونقلها للعالم، وفتح منافذ ضوء إلى أرضياتهن المظلمة؛ إذ إن الانتهاكات تطالهن من دون رقيب، فيتألمن بصمت. يمكن من خلال هذه المنافذ، وإن كانت صغيرة، أن تتحول إليها أنظار الضحايا بدلًا من التحديق أرضًا لاستجلاب بصيص أمل، وشعور بإمكانية النجاة، وإمكانية الالتفات إلى معاناتهن يومًا ما.
إعلاء الأصوات المنسية
"إعلاء الأصوات المنسية من النساء اليمنيات" كان قصة الموسم التي حضرت بقوة في برامج معهد جورج تاون للنساء والسلام والأمن، وكان أثر هذه القصة في كل المواسم على مستوى المجتمع الذي لامست معاناة وضحايا النساء فيه.
اختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك ومعهد جورج تاون للنساء والسلام والأمن الناشطةَ والكاتبةَ اليمنية وميض شاكر لتكون "قصة الموسم" ضمن برنامج "السعي للسلام" في موسمه الثاني الذي خُصص "لإعلاء الأصوات المنسية للنساء اليمنيات"، ويترأّس معهد جورج تاون فخريًا هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وتديره تنفيذيًا ميلان فيفير سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة.
تناولت مجلة جامعة جورج تاون الأمريكية العريقة سيرة الناشطة وميض شاكر في حلقة صوتية بصيغة "بودكاست"، وذلك بمشاركة من المديرة التنفيذية لمعهد جورج تاون ميلان فيفيير. استعرضت الحلقة جوانب من حياتها أنموذجا للمرأة اليمنية التي أهّلت عددًا من القيادات الشابة واستطاعت التأثير في المجتمع والتغيير في عدد من القضايا التي تخص النساء في اليمن.
وضم "البودكاست" لهذا الموسم مقابلات مع نساء أُخَر أيضًا، مثل العراقية الحائزة على جائزة المدافعة عن حقوق الإنسان نادية مراد، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.
تصف الناشطة وميض مهمتها وواجبها قائلة: "أقوم بجمع أصوات النساء وصياغة أولوياتهن وآرائهن وحقوقهن وتطلعاتهن وأحلامهن في تقارير. أنا أدافع عن ظهورهن ومشاركتهن وتمثيلهن من خلال إسماع أصواتهن. هذه هي مهمتي الرئيسية في الحياة".

وميض شاكر مسيرة نضال وتميز
وميض محمد شاكر من مواليد عدن، وتقيم في صنعاء، وهي أم لولدين: وهب 11 سنة، أسار 6 سنوات، وزوجها الصحفي نبيل سبيع المقيم قسرًا خارج اليمن منذ تعرضه لعيارين ناريين في صنعاء مطلع عام 2016. حاصلة على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، كلية التجارة، جامعة صنعاء 2004.
في أسرة نضالية كانت تربية هذه الناشطة، فوالدها المناضل محمد شاكر ممثل منظمة البعث، وعمها "زوج عمتها" أيضاً محمد عبده نعمان قائد الحركة العمالية في عدن أيام ثورة 14 أكتوبر 1967 ضد الاحتلال البريطاني. لذلك نشطت منذ وقت مبكر في الحركة الطلابية، وتواصل نشاطها مجتمعيًا للدفاع عن قضايا النساء وتمكينهن اقتصاديًا حتى أصبحت من الأسماء المهمة التي أحدثت أثرا إيجابيًا في تطوير مسار الحركة النسوية في اليمن.
وميض ناشطة مدنية وحقوقية، وخبيرة في التخطيط الاستراتيجي. أسست عددا من التكتلات والمكونات والمشاريع النسوية والمدنية، وقادت عددا من حملات المناصرة، شاركت بفعالية في الثورة السلمية 2011، وتُعدّ داعما رئيسا لعدد من المبادرات الشبابية. أنشأت وتدير مؤسسة إطار للتنمية الاجتماعية، وهي استشارية لدى منظمات أممية ودولية عاملة في اليمن.
توثيق قصص النساء
عُرفت وميض شاكر بالعمل في مجال البحث الميداني والنشاط النسوي والحقوقي، ووثقت عددا من القصص في مختلف أرياف ومدن اليمن، وهو ما جعلها شاهدة على تأثر النساء بسبب النزاع والحرب.
لدى وميض دراسات وأبحاث وأوراق سياسات منشورة باللغتين العربية والإنجليزية، وتكتب في صحف عربية ومحلية، وقد اختيرت من بين أفضل مئة امرأة عربية مؤثرة في المجتمع العربي لعام 2016، وكانت ضمن قائمة النساء السبع الحاضرات في مفاوضات الكويت بشكل جانبي بوصفهن أول وفد يمني نسوي يحضر المفاوضات للضغط على الأطراف من أجل أجندة النساء والسلام.
وثقت شاكر أدوار النساء في ثورة 11 فبراير2011م من خلال عدد من الأبحاث والدراسات منها: "أصوات قوية" مع سيفر وورد، "ربيع أم خريف عربي" عن مشاركة النساء في المنطقة العربية، "الحلم بالدولة" مع جامعة لندن للاقتصاد، "ضاع في الفترة الانتقالية" عن مكان النساء في الخارطة السياسية الجديدة. وقد أعدت ثلاثة أدلة في بناء المنظمات والمجتمع المدني والجندر في مختلف القطاعات، وكثيرا من الدراسات بين أبحاث وأوراق سياسية تزيد عن 40 دراسة.
قصة اختيار بطلة الموسم
استعراض دلالات نجاح وتميز ناشطة بحجم وميض شاكر يستدعي ترك مساحات واسعة لنص حديثها الذي بدأته بقصة اختيارها بطلة الموسم. تقول: "بداية قبل الحديث عن اختيار قصة الموسم، نتطرق إلى معهد جورج تاون الذي أسسته جامعة جورن تاون أسسته وترأسُه فخريًا هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وتديره تنفيذيًا ميلان فيفير سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة. تتمثل مهمته في تسليط الضوء على إسهامات النساء في دعم السلام والاستقرار، والمطالبة بمزيد من التمكين في المشاركة السياسية، وبشكل محدد في التمكين الاقتصادي للنساء وإبراز دورهن في الإسهامات الاقتصادية والحد من تأثيرات تغييرات المناخ والحد من تأثيرات التشدد والتطرف".
وأضافت: "يحرص المعهد على إبراز دور النساء في تحقيق الاستقرار والأمن والسلام والتنمية والتطور في الحريات والحقوق، ولديه برامج متعددة منها ما يتعلق بالجوانب الإعلامية، مجلة، بودكاست، أبحاث، مواقع التواصل الاجتماعي، مؤتمرات، منتديات، وغيرها. ومن أجل أن يكون صوت المعهد مسموعًا في هذه المهمة، يستضيف أبطالا يطلق عليهم تسمية "بطل قصة الموسم" أو "بطلة قصة الموسم" ممن لديهم إسهام في بناء السلام والاستقرار والتمكين الاقتصادي، ولديهم تجربة أيضًا في تعريف المجتمعات بدور النساء وإعلاء أصواتهن".
وتتابع: "تم التواصل مع صحفية في اليمن، وبدورها قامت بترشيحي، رغم عدم معرفتي لها، وعزز ذلك تأكيد الأمم المتحدة للمرأة على هذا الترشيح وتزكيته. نالت قصة اليمن المروية كثيرا من الاستحسان، وحقّقت صدى كبيرًا. لا أتحدث عن صدى النجاح في اليمن وحسب، ولكنه بلغ الخارج أيضاً، وتناقلت القصة شبكات عالمية كثيرة، وحققت أهدافها في نقل واقع اليمن وتحمّل النساء لتبعات الحرب".
بالنسبة لتأثير هذا الاختيار على تعزيز الطموح لدى الناشطة وميض شاكر تقول: "لم آخذ الموضوع على أنه جائزة، ولكن تعاملت معه بوصفه مقابلة صحفية، وبالأخير أنا أمضي في الطريق نفسه وبخطتي نفسها منذ عشرين سنة بدأت فيها هذا النشاط أو هذا العمل المتعلق بدعم انخراط ومشاركة النساء في الحياة العامة اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا واجتماعيا وغير ذلك، وتمكين النساء في المجتمعات المحلية، ولم يحصل تغيير يذكر بعد اختياري، إلا أن هذه التجربة دفعتني للتركيز على جانب آخر شغلتني عنه سابقًا أمور أخرى، وهو جانب الكتابة الصحفية أو الابداعية وأهميتها وتأثيرها في خدمة قضايا النساء ومناصرتهن، وهو ما يمكن أن يضيف قيمة إضافية للنشاط والحراك النسوي بشكل عام. بدأت أركز على الجمهور، وكيفية فهمه، والتعبير بطريقة تلامسه وتؤثر عليه".
صاحبات المصلحة وأولوية البروز
فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها تشير إلى أنها تتمثل في تحدي الوصول إلى حركة نسائية يمنية قوية لا تتكوّن من الصف الأول أو الثاني من الناشطات فحسب، بل تشمل صاحبات المصالح أنفسهن، مثل العاملات والمزارعات وربات البيوت وكل من لديها قضية مثل العاطلات عن العمل وغير المتعلمات والمتزوجات في سنّ مبكر واللاتي يعانين من العنف، ومن لم يحصلن على الخدمات، أو من يعملن على الوصول إلى مراكز قيادية.
وأكدت على أهمية الانتقال الفعلي والجاد فيما يتعلق بتمثيل النساء إلى صاحبات المصالح أنفسهن لتحقيق الندّيّة، وليكنّ أكثر تعبيرًا عن مصالحهن، وأكثر تأثيرًا في الوصول إلى حقوقهن.
المرأة ومعركة الأسرة
فيما يتعلق بالتحديات الشخصية، تشير إلى أنها كانت محظوظة من خلال دعم وتحفيز وتشجيع أسرتها وقبيلتها، وكذلك أسرة وعائلة زوجها. وقالت: "أهم شيء بالنسبة للمرأة اليمنية أو العربية أو العالمية بشكل عام هو معركة الأسرة، فكلما كانت داعمة، أمكنَ أن يسهم ذلك في قطع أغلب الطريق وصولًا إلى الأهداف المنشودة".
وحول ملاحظتها لتفاعل المجتمع مع نجاحات النساء اليمنيات، تقول: "هذه هي ملاحظة مهمة لاحظناها في المجتمع اليمني، ووسائل الإعلام، والفاعلين أو الأشخاص العاديين في مواقع التواصل الاجتماعي، يتفاعلون بشكل كبير وملحوظ، مع كل النجاحات على المستوى المحلّي وغير المحلّي".
وتضيف: "يمكن ذلك أن يمثل سمة للمجتمع اليمني، الذي يرغب بتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، وهي مستمدة من ثقافة المجتمع نفسها حيث يجتمع اليمنيون في المواسم والمناسبات والأعراس، فما زالت هناك وحدة مجتمعية، وما زال هناك حميمية كذلك، وانتماء وميل نحو السلام والتعايش، وميل نحو التعبير عن إنجازات يتم تبنيها من المجتمع، حتى إن كانت تخصّ أناسا آخرين باعتبار أنها استثمار في المجتمع نفسه، فيها نوع من الفخر والاعتزاز، وهو تعبير جميل لصالح اليمنيين الذين قد يساء فهمهم ويُنعتون بأنهم مجتمع عنيف أو محافظ أو تقليدي أو منغلق، فيما هو في الحقيقة مجتمع بسيط ومحب واجتماعي ويعبر عن نفسه ببساطة".
وتطرقت في سياق حديثها إلى ردود الأفعال عند الإعلان عن قصة الموسم قائلة: "كانت ردود الأفعال كبيرة في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولدي ثقة بوجود التأثير والتقدير لدور النساء، وسينمو ذلك بشكل أكبر خصوصًا عند متخذي القرار، كما نؤمن أن تعاملهم مع النساء سيتغير أيضًا، وسيتم الاهتمام بهن وإشراكهن في جميع المجالات".
المجتمع وقصة الموسم
وأضافت: "فيما يتعلق بردود الأفعال في المجتمع أيضًا أعتقد أن الأكثر تأثرًا هن النساء غير المنخرطات في النشاط المدني أو السياسي، وهن الأكثر احتياجا لوجود مثل هذه القصص التي تعمل على مساعدتهن في الثقة بأنفسهن، والشعور بالقوة، وأنهن لسن وحدهن، وأن طموحاتهن ليست محطّ إهمال أو اقصاء أو عدم احترام، بل إن مثل هذه الجهود تحظى بمباركة واحترام المجتمع وتقديره".
واختتمت حديثها مؤكدة: "إبراز هذه النجاحات مهمة في المجتمع، وإبراز دور النساء بوصفهنّ مُسهمات في عملية السلام والأمن، وهو ما أكد عليه القرار 1325، إلى جانب جعل أي دور من إسهامات النساء حدثا صحفيا بعكس المنظور التقليدي للصحافة التي تسعى وراء الأحداث، وإبراز النجاحات والتحفيز في كل وقت، سواء أكان حرباً أم سلماً؛ لأن معركة المساواة بين الجنسين طويلة وتاريخية وستستمر كثيرًا، ولا يقتصر إبراز النجاح على الناشطات فحسب، بل يجب تسليط الضوء على النساء المميزات في كل مجتمع محلي، فهناك نساء بارزات في جميع فئات المجتمع ومناطقه، جديرات بالإبراز والاهتمام والتفاعل".
نماذج مسلحة بالإرادة رغم العوائق
من الصعب قراءة مستوى تميز وإبداع النساء من دون العودة إلى قراءة طبيعة المجتمع والتحديات التي واجهتها في مسيرتهن النضالية.
ومن المؤكد أن صناعة الفرص في الظروف الصعبة، وسحب بساط المعارضة وتحويلها إلى عوامل تأييد، لا يمكن إجادته ما لم تكن المرأة تتمتع بقدرات هائلة وإرادة صلبة وطموح لا حدود له.. وهذه الصفات مجتمعة توفرت في هذه الفتاة القادمة من الريف، التي صنعت بجهودها اسمًا بارزًا، ورصيدًا استثنائيًا.
وداد البدوي رصيد إنجاز استثنائي
من النماذج الرائدة الإعلامية وداد البدوي، وهي ناشطة تمتاز بعطاء حافل يتجاوز عمرها، لتجد ذاتها بين صفوف الناشطات البارزات محليًا وإقليميًا برصيدٍ كبيرٍ من الإنجاز والتميز. جمعت البدوي في مسيرتها المهنية بين احتراف الإعلام وإتقان الإدارة المؤسسية في المجتمع المدني، وفاعليتها المدنية، وأنشطتها الحقوقية والنسوية، وحسها الإبداعي ثقافيًا وفنيًا.
وداد البدوي من مواليد مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز. أتمت تعليمها الثانوي في ريف تعز، ثم انتقلت إلى مدينة صنعاء لدراسة الإعلام، وانطلقت في أنشطتها المختلفة في الجانب الثقافي والنسوي والحقوقي.
الإعلامية البدوي صحافية، وفاعلة ثقافية، وناشطة حقوقية، عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام. أسست وتدير مركز الإعلام الثقافي CMC، وهي منسقة شبكة الصحفيات اليمنيات، وكاتبة في عدد من المنصات اليمنية والعربية، وقد حظيت بتقدير كبير في الوسطين الصحفي والحقوقي.
كُرّمت الإعلامية والناشطة وداد البدوي بجائزة أطوار بهجت في العاصمة العراقية بغداد، في أواخر مارس 2021، ضمن عشر إعلاميات عربيات في حفل "يوم الإعلامية"، الذي نظمه منتدى الإعلاميات العراقيات بحضور عربي كبير، وقدّمتها للتكريم الإعلامية اللبنانية المعروفة زينة فياض.
تقول وداد: "تشرّفت بهذا التكريم الذي حظيت به ضمن عشر إعلاميات عربيات بارزات، وهو يحمل اسم إعلامية رائدة: أطوار بهجت، وقد مثّل هذا التكريم دافعا كبيرا لي للاستمرار في الميدان الإعلامي الشاقّ وفي الانتصار لحقوق المواطن البسيط، والإسهام في توعية المجتمع، خصوصًا ما يتعلق بقضايا النساء والشباب".
احتفاء مجتمعي غير مسبوق
تضيف: "اندهشتُ كثيرًا بمستوى الاحتفاء المجتمعي الكبير سواء في وسائل الإعلام أم في مواقع التواصل الاجتماعي أم من خلال التواصل الشخصي، وبعدد الحفلات التي أقامها أصدقاء وصديقات أعجز عن شكرهم، ومن مختلف التيارات السياسية والمكوّنات المجتمعية. هذا لم أكن أتوقعه يومًا. كنتُ دائما أفخر بأي امرأة تنال تكريما أو تتفوّق على واقعنا، لكن لم أكن أعلم بأني سأكون يومًا ما ضمن هذه القائمة، وعليّ وعليهنّ الآن مسؤولية أكبر".
وتتابع: "منحني كثير من الناس الثقة، وهم سبب نحاجي إن كان ثمة هناك نجاح. نحن فقط نحتاج الفرصة والثقة. الحياة مليئة بالصعوبات، لكنا لن نستسلم وسنتعلم كيف نكون أقوى. الطريق لم تكن سهلة. إنها وعرة، خصوصا لفتاة قادمة من الريف كل اعتمادها على الجهود التي ستبذلها لتجد لها مكان وتصنع لها اسما".
وتردف قائلة: "عملتُ في صحيفة الجمهورية، وكانت من أهم محطات حياتي، من ثم انخرطت في النشاط الحقوقي والمدني بشكل واسع، وهي جميعها تتطلب جهودًا كبيرة، وكانت ثمرتها أكبر على المستوى الشخصي والعملي، وعلى صعيد بناء علاقات والتشبيك محليًا وعربيًا، إلى جانب اكتساب الخبرة للعمل والإنجاز".
تتحدث البدوي عن الصدى الكبير للجائزة التي نالتها وأنها كانت أكبر مما تتوقع مشيرة إلى أن اليمنيين يبحثون عن سبب للفرح، ويحتفون بأي خبر سار، فتقول: "عدد كبير من الفتيات تواصلن معي للتهنئة لم أعرفهن من قبل، لكني سعدت بهن وشعرت بأني أعبر عنهن بطريقة أو أخرى".
وتؤكد البدوي: "لدينا نساء رائعات في اليمن، نساء يعملن بتفانٍ وصمت من أجل البلد، ولم يُقدّرن كما ينبغي لكل مبدعة، وقد تعلمتُ كثيرا منهن ومن تجاربهن التي أفخر بها".

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع غرفة أخبار الجندر الذي ينفذه مركز الإعلام الثقافي ( (CMC


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.