على غير ما هو حاصل في اليمن تستقبل كل شعوب العالم العام الجديد بفرح عارم ابتهاحا بما حققوه ولما هو في طريقه للانجاز. في اليمن التي كانت يوما ما تدعى بلاد السعيدة تبدو الصورة اليوم قاتمة ان لم تكون سوداوية حالكة الظلام , حيث نستقبل العام الجديد وشعور ما ينتابنا بانه سيواصل جرنا باتجاه نفق مظلم بدأنا السير نحوه منذ عقود ثلاثة من الزمان. وقد أكون متشائم إن قلت إننا ذاهبون للهاوية والضياع المحتوم لكنها الحقيقة والمصير الذي سيكون حليفنا مالم نوقف معاول الهدم والتدمير في البلد. والمصيبة إننا لم نلمس ولو بصيص أمل حتى على المستوى البعيد لذا لا غرابة أن تكون كل مؤسسات الدولة منهارة ولا يوجد لها غير مكاتب للارتزاق والنهب وتشويه معنى الدولة وسط تسيب إداري فاضح وفساد متفشي في كل مفاصل الدولة واروقة مرافقها المختلفة. لقد بات كل شيء مهدد بالانقراض ولم يسلم حتى جيل المستقبل الذي عولنا عليه الكثير في بناء البلد فالتعليم مبتور اجوف لايكرس سوى التخلف ولا ينتج غير أجيال مشوهه لا تعرف عن الوطنية سوى انها اسم لاحد المقررات الدراسة في مراحلها الاولى. ولان ابناء المسؤلين والمتنفذين في الدولة بعيدين عن التاثر السلبي بسياسات التعليم الخاطئة والمتخبطة كونهم يتعلمون في دول الخارج والمدارس الخاصة في الداخل لذا فانهم لا يلقون بالا لما وصل اليه التعليم في اليمن من ترد لم يعد بخاف على احد. الممارسات الرسمية المسيئة للتعليم لم تقتصر على طلاب اليمن في الداخل,فما يلاقيه طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج بمنح دراسية نظرا لتفوقهم لم يسلموا من المماطلة المستمرة في تسلم مستحقاتهم المالية والتي وصلت مدة التاخير والمماطلة في بعض الدول الى قرابة سنتين امضاها الطلاب بلا رسموم دراسية الامر الذي دفع بعدد من الجامعات في هذه الدول الى تهديد الطلاب بفصلهم ومنها من شرع باجراءات الفصل كما هو الحاصل الان بالطلاب الدارسين في الهند. ورغم اعتماد المنح المالية لطلاب اليمن في الخارج التي تعد معظمها منح من دول شقيقة وصديقة الا ان الفساد والمماطلة في تسليم الحقوق وراء المعاناة المزمنة والغير مبررة لطلاب اليمن في الخارج الذين يئنون على الدوام من معاناة تاخر صرف مستحقاتهم المالية. طلابنا في الهند, الصين, رومسيا , ماليزياوالهند وعدد اخر من دول العام يعيشون اوضاع اقل ما توصف بالمأساوية بسبب مثل هذه الممارسات المسيئة, منهم من ترك جامعته وعاد الى الوطن بعد ان عجز عن توفير كسرة خبز ناهيك عن متطلبات السكن والدراسة التي صارت ضربا من الخيال , واخرون تركوا قاعات الدراسة وتحولوا الى عمالة فائضة تنتظر دورها في رصيف البطالة في المهجر, والقليلون هم من تمكنت اسرهم من مساعدتهم ماليا بعد ان ضحت بممتلكات شحيحة. اعرف شخصيا طلاب يمنيين في الهند يعانون الامرين جراء عدم وصول مستحقاتهم الدراسية وكافحوا بشكل رجولي ومستميت في البحث عن عمل من اجل توفير متطلباتهم الدراسية. هناك من طلبة الماجستير والدكتوراة من يعملون في مطاعم هندية لاكمال تعليمهم بعد مماطلة الجهات المعنية في الدولة في تسليم مستحقاتهم . كل ذلك يحدث في الوقت الذي يعبث فيه ناهبوا البلد بمقدراتها وثرواتها.وليس حال الصحة في اليمن افضل من التعليم ان لم يكن الامر اشد وظاة ووبال. وفي الجانب الأمني حدث ولا حرج فالحروب لا تنتهي والبحث جارمن وقت لاخر عن صعدة جديدة وساحات للثأر والاقتتال وسفك الدم اليمني بدعم وتشجيع رسمي. موارد البلد بدلا من ان تصرف في اوجه التتنمية والرخاء تحولت الى جيوب النهابة في صفقات فساد فاضحة, ليس اولها التفريط بميناء عدن والمنطقة الحرة ولا بيع حقول النفط كما ليس اخرها الفضيحة النووية للكهرباء. ولان الصحافة الشريفة كان لها دور كبير في فضح فساد السلطة ومنفذيها فان حملة شواء ومسعورة تقاد ضد رجحال الاعلام من قبل من بزعجهم احاديث الفساد, وشددت الرقابة الامنية على السلطة الرابعة في اليمن فصار الصحفيين والمثقفين والكتاب تحت اجهزة الرقابة المستمرة. وبالعودة الى ما تشهد المحافظات الجنوبية فان ما تنقله وسائل الاعلام عما يفتعل بحق ابناء الجنوب فهو امرلا تقبله شرائع السماء وسنن الكون ولا ضمير الإنسانية من ظلم وإلحاق وإذلال ونهب وضرب وسجن وهم من علمونا الحب والتسامح والتعاون والتكامل والإخاء الصادق وكانوا وحدويين النفوس قبل النصوص ومنهم تعلمنا معاني تجسيد الوحدة الاجتماعية الذي تمثل النسيج الاجتماعي اليمني وكم كانوا المثال الصادق في التضحية والفداء من اجل الوحدة وكل من كان هارب من جحيم صنعاء قبل الوحدة اليمنية عام 1990م يصل جنة عدن يعيش بحب وسلام مع أهلة ففتحوا المجال لنا وأعطونا الوظائف والمناصب الحساسة وهم النواة الحقيقية الذين عجلوا بيوم الوحدة المباركة وكانوا هم شعلة الوحدة ونجومها وعند إعلان الحرب المفتعلة الظالمة في صيف 94 كانوا هم حطب الحرب ووقفوا بقوة مع الوحدة رغم وجودها في حالة غيبوبة تحت فوة المدفع فناضلوا بشجاعة نادرة وقتل الأخ أخيه ليحافظ على المكسب القومي في الوحدة ولم يعرفوا أنهم أمام نظام منزوع الإنسانية ولا يعرف القيم والمثل فصدر الفتوى السياسية ودحر شركاء الوحدة , وإصدر أحكام عنصرية مقيتة ضدهم ومطاردتهم وتحول على المحافظات الجنوبية ليطرد أهلها الطيبين من وظائفهم كرماً لمواقفهم وتسريح الموظفين المدنيين والعسكريين ومصادرة الأراضي و إذلال المواطنين لماذا كل هذا؟ ومن المستفيد؟ وعندما ضاق بهم الحال نظموا أنفسهم وقاموا بمسيرات سلمية وحضارية نادرة بعد صبر طال 17 عام لتستقبلهم القوات العسكرية بالرصاص والقتل إضافة إلى السجون والمطاردة والتهديد والوعيد وألان آتى الدور على باقي محافظات الجمهورية ليقف شعبنا موقف وفاء مع أهلنا. أننا نطالب كل الضمائر الحية للتظاهر والمسيرات لنصرة أهلنا والحفاظ على الوحدة التي أصبحت في خطر والدور يأتي على كل مؤسسات المجتمع المدني ..اتحادات الكتاب والصحفيين والصيادلة والأطباء لمؤازرة فعاليات المحافظات الجنوبية في اقامة فعاليات مشابهة في الشمال ليسقط النظام المنهارالى غير جعة. ولذالك مطلوب دور جميع الأحزاب السياسية وبذات المشترك الذي نعلق علية أمال التغيير السلمي خاصة وان المشترك يمتلك القدرة على تحمل مسؤلياتة والإمساك بزمام المبادرة لما يتمتع بة من شعبية جارفة وله قيادات تاريخية ومجربة ولها تاريخ مشهود بالعفة ونظافة اليد علاوة على ذلك يجب على المشترك أن يكون الداعي والراعي للمسيرات لكي يثبت للشعب انه عند مستوى الأمانة وان أعضاء المشترك وقياداته في الصفوف الأمامية للمسيرات في كل مديرية وان المشترك مستعد يدخل السجون في سبيل الحرية والوحدة وصولا لغد أفضل ويجب الابتعاد عن الحوار مع المؤتمر السفسطائية الذي يلجأ إليها وقت الغليان ليبرد حماس الجماهير . يجب أن لا تتوقف المسيرات وإذا فية حوار يكون في أثناء المسيرات دون توقفها حتى يرضخ لمطالب الشعب .. كل الشعب.