خلافاً للتصريحات الرسمية بدك معاقل الحوثيين، عاودت المواجهات العنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش في محافظة صعدة، ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وبني حشيش بمحافظة صنعاء، لتتوسع الى مديرية خولان الطيال. وشهدت مناطق متعددة في بني حشيش مواجهات شرسة بين الجيش والموالين للدولة من جهة وأنصار الحوثي من جهة أخرى، ففي وادي رجام اشتدت المعارك بين قبائل موالين للدولة وأتباع الحوثي، ليلة السبت الماضي، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، منهم شخصان من الحوثيين. وفي المناطق المطلة على قرية الملكة، دارت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وأتباع الحوثي إثر تنفيذ الأخيرين هجمات خاطفة على المواقع التي يرابط فيها الجيش. وقالت مصادر محلية ل«الوحدوي» إن مواجهات الاسبوع الماضي امتدت لتشمل مناطق من مديرية الطيال، حيث أوضحت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت بين الجيش وأتباع الحوثي في كل من شوكان وبريان والحيوف، أدت الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وأفادت المصادر أن اعتداء الجيش على مزارع القات وإجراءات الحصار المفروضة على هذه المناطق تسببت في اتساع ساحة المواجهات لتشمل مناطق الحيوف وبريان وشوكان. من جهة أخرى، رفض عدد من مشائخ بني حشيش المشاركة في المواجهات تجنباً لما قد تحدثه المشاركة من ثأرات بين أبناء القبيلة. وقالت مصادر قبلية متطابقة ل«الوحدوي» تن إن محافظ صنعاء نعمان دويد طلب من مشائخ بني حشيش خلال لقائهم به توفير 004 مقاتل لمواجهة الحوثيين، وتسليم المواقع التي تتمركز فيها القبائل للدولة، إضافة الى نصب نقاط تفتيش قبلية في مختلف طرق المديرية ومداخل القرى. وفي منطقة بيت السيد مركز مديرية بني حشيش، نفذت القوات الحكومية عدداً من الاعتقالات في من تصفهم بالمشتبه بهم في مناصرة الحوثي. وأوضحت مصادر مطلعة ل«الوحدوي» تن أن عدداً من الاعتقالات سببها بلاغات من قبل أطراف متصارعة تستغل الأحداث لتصفية الحسابات والصراعات المحلية. من جانبه، طالب حميد عاصم أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة صنعاء، برفع الحصار المفروض على مديرية بني حشيش، والسماح لفرق الإغاثة بدخول المنطقة والمساهمة في التخفيف من الأضرار الإنسانية والمادية التي طالت المواطنين هناك. ودعا عاصم الى وقف الاقتتال وعودة الحياة في المنطقة الى وضعها الطبيعي، والعودة الى طاولة الحوار، ووقف الملاحقات والاعتقالات التي تطال المواطنين بمجرد انتمائهم للمنطقة. على صعيد متصل، لاتزال المعارك الطاحنة في محافظة صعدة مستمرة، مخلفة عشرات القتلى من الجانبين. وتتحدث المصادر الحكومية عن تقدم ميداني في مديرية محضة، وهو ما ينفيه الحوثيون. ووسط التعتيم الإعلامي المفروض على الحرب، يصعب التأكد من أقوال الجانبين، إلا أن تصريحات طرفي الحرب تؤكد شدة المعارك هناك، وفداحة الخسائر المادية والبشرية. في السياق ذاته، اشتدت المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، خلال اليومين الفائتين. وقالت مصادر محلية ل«الوحدوي» تن إن مواجهات عنيفة شهدتها مناطق وادي شبارق وذو ضالع وذو عيان وذو صيفان والثنثلة وسحبر والرهمة وجربة ذو طالع والحول والحرف، لم يتسنَّ معرفة حجم الخسائر هناك. من جانبه، قال الزعيم الميداني للحوثيين عبدالملك الحوثي إن اتهام السلطة إيران بدعمهم يهدف لجلب الدعم الامريكي والسعودي. وأضاف الحوثي أن موقف السعودية بات مكشوفاً، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر منهم دعم الإعمار، لا الخراب، إلا أن أخلاقهم غير ذلك. واعتبر موقف السعودية استرضاءً للأمريكان، وليس من أجل المذهب الذي يريدون توظيفه، رغم أن المشكلة سياسية في الأساس. وسبق لمصادر صحافية أن كشفت عن دعم سخي قدمته المملكة السعودية لحرب صعدة، بلغ 3 مليارات دولار، كمساعدة أولية لمواصلة الحرب ضد الحوثيين.