أحالت أطراف النزاع المسلح شارع هائل - وهو الضاج بالحياة ليلا ونهارا - إلى شارع قفر ميت لايقدم بضاعة سوى الموت الذي يرسله عن طيب خاطر قناصة مجهولو الهوية لكل من غامر واجتاز نصف شارعه الرئيسي الممتدمن جولة عشرين وحتى نهايته على مشارف شارع الزبيري الذي تعده القوات الحكومية الخط الحمر غير القابل للاختراق. شارع هائل- المسمى باسم رجل الأعمال المرحوم هائل سعيد انعم - كانت قامت أمانة العاصمة بتغيير اسمه إلى شارع الرياض إلا أن الناس ظلوا يتداولون الاسم السابق وظل الاسم الجديد مجرد لوحة على باصات النقل الداخلي والآن صدر فرمان ثوري من خلال رسالة للصحوة نت قالت إن اسم الشارع قد أصبح يحمل اسم الطفل أنس السعيدي الذي توفى نتيجة شظية في المواجهات التي شهدها الشارع بداية الأسبوع الماضي . هذا الشارع أيا كان اسمه تحول إلى ساحة حرب حقيقية وأصبحت المنازل في حواريه متارس للمتعاركين وأماكن آمنة كي تحمي الفرقة مدرعاتها وليدفع الساكنون الثمن الباهض بعد أن أصيبت المساكن والحوانيت بقذاف الهاون والرصاصات الطائشة. بالتأكيد لم يكن يدر بذهن هؤلاء الساكنيين- الذين غالبهم مدنيون ومن تعز لايحملون أسلحة ولم يستعدوا ببناء المتاريس - أنهم سيكونون أهدافا للقصف العشوائي الذي وصل إلى غرف نومهم ولم يتوقعوا أنهم سيسمعون بدلا عن نداءات الباعة المتجولين الباحثين عن المشترين لعلعة الرصاص والأنات الأخيرة للمتساقطين على الطرقات . كانت إحدى مدرعات الفرقة محترقة أمام محطة البترول بينما الخراب شاهد على عنف المواجهات وهمجيتها والتي مع ذلك لم تحقق نصرا حاسما لأي من الطرفين إلا إذا اعتبرت القوات الحكومية أن منع الفرقة من التقدم إلى الزبيري والاستيلاء على الوزارات هناك وبالذات النفط والمساحة الجيولوجية انتصارا واعتبرت الفرقة أن تمكنها من البقاء على مداخل هائل وحماية مدرعاتها بالمنازل المحيطة انتصارا مؤزرا. قال بعض من تضررت منازلهم كنا بدأنا نتساءل عمن سيعوض خسائرناحينما سمعنا عن سحب المسلحين وحين رأينا بأم أعيننا عكس ذلك على الواقع عدنا فقط نطالب بالسلامة وحمايتنا من احتمال تجدد المواجهات التي لاتبدو بعيدة بعد كل مايحصل من تمدد وتعزيز للتمتارس ومن المضحكات المبكيات أنه وخلال المواجهات غير السكان ومرتادو هائل خطوط سيرهم الطبيعية باتجاه الطريق الآمن الوحيد عبر المحوى وهي الحارة التي يسكنها المهمشون إذ علق أحدهم قائلا: الحمد لله الذي عيشنا ربي الى اليوم الذي اصبح البيض يمشوا من حارتنا . هولاء شكلوا منهمجماعات تقوم بتفتيش الموترات وقالوا إنهم مع الرئيس لأن بيت الأحمر خطفوا خمسة منهم . هائل مازالت مناطقه غير آمنة ليس بسبب وجود طرفي النزاع الواضعين أصابعهم على الزناد وإنما أيضا لوجود القناصة ايضا والذين اعتلوا حتى منارة جامع القبة الخضراء. شارع هائل والدائري والقاع جمعتهم النكبة ذاتها كونها تمثل خطوط العبور الممكنة إلى شارع الزبيري الذي يمثل لطرفي الصراع أهمية قصوى باعتبار السيطرة عليه من قبل قوات الفرقة بمثابة إولى خطوات النصر باعتباره سيقسم العاصمة إلى نصفين ممايرخي قبضة النظام من السيطرة على المؤسسات الحيوية في قسمها الشمالي ومنها القصر الجمهوري ورئاسة الحكومة والإذاعة والتلفزيون ومجلس النواب والبنك المركزي والمطاركون السيطرة ستقطع خطوط الإمداد وبالتأكيد ستضعف الروح المعنوية لدى الجنود المرابطين في الزراعة والمدافعين عن المؤسسات المذكورة . كما أن الاستيلاء على الزبيري سيمهد الطريق إلى الانقضاض على بقية العاصمة وبالذات بعد أن تكون المعارضة قد اوجدت أرضا ومؤسسات لإقامة المجلس الوطني الذي بالتأكيد لن يكون مجرد مجلس لقوى الثورة بل مجلس للحكم ولنجاح ذلك سيتم اعتماد ذات التكتيك التي اتبعته الفرقة بالسيطرة على جولة كنتاكي والتقدم صوب المستشفى الجمهوري الذي شهد محيطه اعنف المواجهات حيث كانت تستعين بشباب الثورة للتقدم ثم يقوم جنود الفرقة بإقامة المتاريس وتعزيزها بالآليات لتصبح مواقع متقدمة بفعل الواقع محاولات قضم المزيد من المواقع والتمدد على أكبر قدر من المساحات الإستراتيجية تمكن قائد الفرقة اللواء على محسن على تحقيق قدر منها حين تمدد على طول مذبح ابتداء من الجسر وحتى شملان بمافي ذلك الستين من المشفى الألماني وحتى ماقبل منزل نائب الرئيس وبما فيها المداخل المؤدية إلى شارع هائل واحيائه السكنية ولم يعد للقوات الحكومية سوى الشارع الخلفي الموازي للزبيري الجمعة الماضية تنبه الحرس الجمهوري لسيطرة فعلية تريد أن تقوم بها قوات الفرقة على تبة الشيخ صادق الأحمر الواقعة في خط الثلاثين المتفرع من شارع الستين حيث قامت بشق طرقات إلى أعلى التبة والبدء بإرسال تعزيزات عسكرية وإنشاء قاعدة صواريخ فما كان من الحرس المرابط في مواقع صباحة وجبال عصر إلا أن ضربت الجبل بما لايقل عن عشرة صواريخ ودمرت الآليات الموجودة على قمته بما فيها معدة شق الطرق وفيما ردت الفرقة لأول مرة بإطلاق صاروخين على موقع الحرس في صباحة كما تظهر الصورة دون أن نتمكن من معرفة الخسائر الناجمة عن الضرب استمر الحرس بإطلاق الصواريخ منذ الرابعة وحتى الثامنة مساء وقال مراقب عسكري انه فيما لو تمكنت الفرقة من نصب قواعد صواريخ ومدافع 130 والهوتزر في حالة ماكان معها فإنها قادرة على الوصول إلى دار الرئاسة وحتى مقر قيادة الحرس في السواد ببساطة وضرب كل الجبال المحيطة بالعاصمة التي تسيطر عليها القوات الحكومية الهدف الثاني الذي سيطرت عليه القوات الحكومية هو تبة محمد علي محسن في الخمسين والذي تعتبر مطلة على دار الرئاسة وكان اتهم حميد الأحمر بالسيطرة عليها والضرب منها وحين سيطر عليها الحرس يكون موقع استراتيجي يمكن أن يمثل إزعاجا حقيقيا قد تم اسقاطه وتحول إلى تهديد للشيخين حميد وحمير الأحمر وعلي محسن كونه يطل على منازلهم مباشرة ولذا فإن امتلاك كل طرف لمكامن قوة ستكون بمثابة انفجار حقيقي لن تكون خسائره قليلة.