كتب/حسن بن حسينون عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خلق الله تعالى الإنس ثلاثة أصناف , صنف كالبهائم قال تعالى "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها" (سورة الأعراف آية 179) وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين , وصنف في ظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله. فإلى أي صنف من هذه الأصناف ينتمي القائمون على السلطة في اليمن؟ كل الشواهد تؤكد بأن لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالصنف الثالث في ظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله. وهنا فلا بد أنهم ينتمون إما إلى الأول أو الثاني. وإذا كانوا من رجالات النوع أو الصنف الثاني , فهم بحاجة إلى عرض عينة منهم على احد المشعوذين ليكتب لهم حروزاً وتمائم ومن ثم اخذهم إلى مقبرة خزيمة ليبقوا داخلها وحيدين خلال ساعات الليل، من السادسة مساءا حتى السادسة صباحا. ومن ثم التأكد من وجودهم من عدمه, فإن وجدوا فهم من الإنس مالم فهم جن وشياطين. ذلك ما يعتقده ويطبقه منذ القدم اهالي مدينة سيئون عندما يرزق احدهم بطفل يأكل ولا يشبع , يرضع ويشرب ولا يرتوي, ويلتهم كل ما يقدم له دون أن تظهر عليه علامات الصحة والعافية , ويبقى جسمه عبارة عن هيكل عظمي, يعرضونه على الأطباء, وكل الفحوصات تؤكد خلوه من أية أمراض ويكون الملجأ الأخير عرضه على المشعوذ وأخذه إلى أية مقبرة كما أسلفنا. فإذا لم يتم العثور عليه في اليوم الثاني فقد لجأ إلى بني جلدته من الجن والشياطين والذي يطلق عليه سكان مدينة سيئون مصطلح( مبدل) أي جني في صورة آدمي. إن كل أعمال وأفعال السلطة الحالية في اليمن ومنذ أن جلس حكامها ومتنفذوها على كراسي الحكم, هي من اعمال وأفعال ومكايدات الجن والشياطين , حروب عبثية موسمية وارتكاب جميع أشكال الانتهاكات الإجرامية بحق المواطن بما في ذلك جرائم القتل والتعذيب والاختطاف والسجون والمعتقلات وإصدار الأحكام الجائرة بحق الوطنيين والشرفاء ,أغلقت أبواب اليمن على شعبها وحولته إلى سجن رهيب ورمت بمفاتيحه وسط أعماق خليج عدن والبحر الأحمر. فبإسم هذا الشعب السجين , تردد شعارات الوحدة والديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان كرسائل دعائية للتضليل وللحصول على المساعدات الدولية. لم تكتف بذلك بل دأبت إلى المزايدة في المحافل الدولية والعربية وتقديم المبادرة تلو الأخرى , أهمها كانت الدعوة لعقد قمة غزة التي عقدت في الدوحة والتي لم تحضرها ,فقد عرت وكشفت جميع مساوئ هذه السلطة التي لم يشهد لها التاريخ اليمني مثيلا وأوصلت سمعتها إلى الحضيض. لقد توقعنا بان قمة الدوحة تلك ستكون آخر مبادراتها, غير أنها فجأة بالأمس تطل علينا بمبادرة جديدة وهي المبادرة الداعية إلى إصلاح الجامعة العربية. كل تلك المبادرات في الماضي والحاضر لم تأت من فراغ فمن خلال تجارب هذه السلطة في تقديم المبادرات والمزايدات الإعلامية التي تتحكم بها وحدها فقد نالت بسببها الكثير من المكاسب الدعائية وبسببها أيضا تحصلت على مزيد من النجاحات عبر ممارسة أساليب الخداع والكذب والتضليل داخل اليمن وخارجه. استولت هذه السلطة على كل الثروات الوطنية والعبث بها على الملذات وبناء الشركات والعقارات وأرصدة عابرة للقارات في بنوك أوروبية وأمريكية ,سلطة ينخرها الفساد وشعبها يئن تحت وطأة الفقر والجوع والمرض وغلاء الأسعار, سلطة لا تقبل من يشاركها لا في الحكم ولا في الثروة, لقد أقدمت على إقصاء الجميع الواحد بعد الآخر خلال الثلاثة العقود الماضية. ورغم الثراء الفاحش للمتنفذين في المؤسسات العسكرية والقبلية الذين يتحكمون بالبلاد والعباد داخل اليمن , إلا أنهم قد أدمنوا على التسول ومد أيديهم في المؤتمرات وعند أبواب ومكاتب الحكومات والمنظمات الدولية ,لا يختلفون في شيء عن المتسولين من اليمنيين الذين يفترشون الأرض أمام باب اليمن وشوارع وأزقة جميع محافظات الجمهورية, لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها كما قال الله تعالى في سورة الأعراف.