2-2 كتب/د.علي جارالله اليافعي ثانيا: أعتقد أن كل الجنوبيين وإلى اليوم لم يتلقوا اعتذارا من الحزب الاشتراكي ولا من رموزه البارزين على الرغم مما عاناه أبناء الجنوب من الحزب سواء أثناء فترة حكمه أو على تقديمه الجنوب للشمال دون ثمن أو على حرب (94) الارتجالية التي أقصت لا الحزب من موقعه بل الجنوب بثقافته وكونكم يا دكتور كنتم من الشرفاء الذين بدؤوا بالكلام عن تصحيح مسار الوحدة بعد تلك الحرب فأنتم تعتقدون ونحن كذلك أن كل ذلك كان تكفيرا واعترافا ولو بالعمل على إعادة الجنوب إلى دوره لا منة منكم ولا سبقا لغيركم وهذا لأنكم كنتم أنتم ضمن الذين وقعوا على الوحدة في ابريل (1990). ثالثا: حصل التسامح والتصالح بين الجنوبيين ولم يفهم بعض عناصر الحزب الاشتراكي ذلك فهماً يوافق ما فهمه الشعب من التسامح والتصالح حيث ظنت بعض تلك العناصر أن التسامح قد حصل بين أعضاء الحزب فقط وذلك على حقبة قديمة جرت فيها النزاعات بين قيادات الحزب وهذا يحزنني ويحزن كل جنوبي حر إذا كان هذا المفهوم هو ما تبادر إلى ذهن الرفاق حقيقة لأن ذلك هو الجزء الأصغر من التسامح والتصالح فقط وأنا أؤكد لك يا دكتور أن الماضي الذي وقع عليه التسامح حقيقة لم يفهمه الشعب بهذه الصورة بتاتا بل بصورة أخرى جاء فيها التسامح من جانب واحد هو الشعب في الجنوب بكل طبقاته مع الحزب حيث سامح الأول(الشعب) الحزب على تلك الفترة وقرر نسيان الماضي بذاك التسامح والتصالح وكان المفروض على كل قيادات الحزب التي انتمت للحراك أن تعي حساسية الوضع وأن تكون بحجم المسئولية وأن تعمل بروح الجماعة وبمبدأ (الجميع للفرد والفرد للجميع) وهذا ما لم نجده عند بعض العناصر المنتمية للحراك والحزب معا.. بالمختصر الصبح في الحراك والمساء في صنعاء مع الحزب الذي اعترفت أنت في البداية أنه لا ينتمي للجنوب ولا يخدم القضية الجنوبية فكيف تتناقض وتقول :" فبعد هذا كله ليس هناك ما يستدعي خوف الحراك من الحزب أو من بقاء بعض الجنوبيين فيه...إلخ؟؟!!. 5 جاء في النقطة الرابعة من (توضيح للحراك) "انه من اجل ضمان خسارة النظام في الجنوب ، فان المطلوب من جميع اطراف الحراك الوطني السلمي الجنوبي في الداخل والخارج أن تتمسك بالتسمية الشعبية التي جاء بها الشارع الجنوبي ، و هي : ( الحراك الجنوبي ) الذي اعترفت به السلطة والمعارضة والعالم ، وأن تكون تسمية هيئات الحراك مشتقة من اسم ( الحراك )...إلخ هذه رؤية الأغلبية في الحراك يا دكتور ويشاطرونك فيها تماما غير أن بعض العناصر وهي من الاشتراكي لا ترى هذه الرؤية لماذا؟ يوجه السؤال إليهم؟ وإذا ما أجبنا فإننا سوف نفترض أن التمسك بتسمية(مجلس قيادة الثورة) لا تتعدى الحالة النفسية والحنين للماضي وحسب، وجاء في نفس النقطة :" . صحيح ان هذه التسمية جاءت من قيادي سياسي جنوبي كبير و بارز و تاريخي ، و لكنها تسمية غير موفقة" صحيح لم تكن التسمية موفقة مطلقا لأنها تعطي انطباعا ناريا (حربيا) فتختلف مع المقصد من النضال السلمي جملة وتفصيلا بل نجد أن التسمية هذه تذكرنا وتذكر العالم الخارجي بمجلس قيادة الثورة المصري ومجلس قيادة الثورة العراقي ومجلس قيادة الثورة الليبي ومجلس قيادة الثورة السوداني ومجلس قيادة الثورة اليمني (ثورة سبتمبر) وهذه المجالس كلها كانت حربية فمن هنا كان الشعور من قبل الكثير بسوء التسمية ورفضها؛ لكنني أذكرك يا دكتور أنها قد غيرت باسم مجلس الحراك السلمي الجنوبي وهذه تسمية موفقة في نظري ونظر الأغلبية ولعلك لا تختلف معنا في الرأي. 6 جاء في النقطة الأولى (توضيح للحراك) "التوضيح حول الموقف من وثيقة الإنقاذ الوطني.. ان الموقف المطلوب موضوعيا و منطقيا للحراك الوطني السلمي الجنوبي من وثيقة الانقاذ الوطني ، هو : ان لا يكون معها و لا يكون ضدها" وعللت ذلك أنه" اذا ما كان معها ستكون وثيقته وهي ليست حلا لقضيته ، و الاكثر من ذلك ان فشلها و هو معها يسقط شرعية قضيته" وهذا التعليل وما جاء بعده من كلام الدكتور كان كلاما وتعليلا ممتازا في موضوعه ورؤيته التي أراها أنا وغيري ونشاركه فيها من حيث المبدأ غير أن الدكتور لم يخاطب فيها كل الحراكيين بل بعضهم وهم الذين يتبنون نفس الرؤية أو يتوجهون إليها وهذا لا ينطبق على جل قيادات الحراك التي لا تتبنى مثل تلك الوثيقة ولا ترضاها ولا تلقي لها بالا بالأصل فصار توجيه الدعوة لقيادات الحراك بعدم رفض أو قبول (وثيقة الإنقاذ الوطني) تحصيل حاصل وصار لزاما أن توجه لبعض العناصر الاشتراكية التي تتبنى مثل تلك الوثيقة وتراها كما يراها الحزب الاشتراكي والمشترك. 7 جاء في النقطة السادسة من (المطلوب من القيادات الميدانية للحراك)" أن تدرك أطراف الحراك بان شرعية مطلبها هي من شرعية الثورة في الجنوب، وأن الخروج عن ذلك يسقط شرعية مطلبها، وأن حجتها الشرعية تجاه صنعاء هي في حرب 1994م ونتائجها التي حولت مشروع الوحدة إلى أسوأ من الاحتلال ، وخير دليل وشاهد على ذلك هو منع الجنوبيين من الوصاية على وطنهم". هذا افتراض مسموع غير أنه أخذ مساحة تشبه الإشاعة وخاصة بين المنتمين للحراك حتى صدّق الكثير أن الحجة الشرعية والوحيدة على صنعاء هي في حرب (1994) لا غير وتناسى الكثير أن الوحدة بالأساس لم يصوت عليها الشعب في الجنوب والشمال على حد سواء بل فرضت من الحزبين الاشتراكي على الجنوب والمؤتمر على الشمال فترتب على ذلك حرب (94) التي أثبتت أن الوحدة لم تبن على أساس وطلب من الشعبين فظهر ما هو أسوأ من الاحتلال فيما بعد الحرب كما أشار الدكتور؟. 8 في الختام دائما ما يتساءل الكثير من الجنوبيين لماذا يصر بعض الجنوبيين المنتمين للحزب الاشتراكي على التمسك بالحزب أو بالاشتراكية أصلا؟ وهل يعتبر هذا تخوفا منهم من التغيير أم تمسكا بالاشتراكية ومبادئها؟ ولماذا لا يعون أن الاشتراكية لم تعد مقبولة داخليا وإقليميا وعالميا؟ ولماذا يتمسكون بخيار الاشتراكية الذي لم يعد يخدم القضية الجنوبية؟ ولماذا يصرون على أن يكون هناك حزب اشتراكي للجنوبيين كما هو للشماليين؟ هل لأنهم لم يستفيدوا من الماضي؟ أم هو الحنين لعهد هم بالأصل يعترفون أنه كان مفروضا عليهم وأنهم لا يفتخرون به؟ بل ويتساءل الكثير من الجنوبيين وغيرهم هل الحراك الجنوبي يضم كل أطياف الشعب الجنوبي حقيقة أم ما زال ناقصا وغير مقبول على المستوى الداخلي والخارجي؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة شافية نقول فيها لعل الوقت كفيل بالإجابة عنها. (تنبيه).. أنا لا أعتدي على العناصر المخلصة والوطنية بالحزب الاشتراكي ولا أنكر شعورها الوطني تجاه القضية الجنوبية بل ولا أتهجم على الحزب بصورة شخصية أبدا لأنني والكثير من قيادات الحزب تربطنا علاقة صداقة ووئام وانسجام ولهذا أرجو منهم أن يتحملوا نقدي وكلامي فيهم، لأن المصارحة جزء من العلاج والنجاح وأرجو أن يدوم بيننا التواصل وأن لا تتأثر روابط اللحمة بالنقد والتناصح والاستفسار.