كتب/ مصطفى بادي يقول الحق تبارك اسمه :(لَا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) (النساء:148) من باب التأصيل الشرعي أحببت ذكر هذه الآية الكريمة وإليكم القصة يا سادة يا كرام: إنني كنت قد استأذنت الأخ/ رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه بطباعة كتابي الذي أسميته " أفغانستان احتلال الذاكرة " وقد تشرفت بلقائه مرتين الأولى سنة 1999م واللقاء الثاني كان في 2002م وقد أصدر توجيهاته الكريمة إلى الجهة المختصة بطباعة الكتاب وتم بحمد الله وفضله طباعة (1500 نسخة) ووزع على عدد محدود من المكتبات، تم كل هذا قبل أربع سنوات وقرأه الكثير من المهتمين بالقضية الأفغانية وكان آخر من أشاد بكتابي الدكتورة صاحبة القلم الجاد والمسئول رؤوفة حسن أقولها شهادةً وتقديراً واحتراماً لدكتورة جادة وتحترم كلمتها في بلاد قل فيها نظراؤها (في بلاد الحكمة) فقد أشادت بكتابي في الصحيفة الرسمية الأولى صحيفة الثورة ودعت كل من له تجربة تهم الرأي العام إلى كتابة مذكراته ، كل هذا الإطراء كتب في صحيفة رسمية للدولة اليمنية التي يريد البعض تغييبها . والغراب لم يسمع بكل هذا بل إن صاحب هذا الكتاب قد أجريت معه مقابلة تلفزيونية عبر القناة الأمريكية " الحرة " فالحرة هي حرة على الأقل عنوانها واضح وأجندتها معلنة . ناهيك عن مقالاتي في بعض الصحف الأهلية وعلى رأسها الصحيفة الغراء صحيفة الوسط ورئيس تحريرها الأخ/ جمال عامر الذي نحترمه لجديته في العمل الصحفي أرجو أن لا تبعده مغريات الحياة عن أمانة وشرف الكلمة. أقول يا سادة يا كرام إن كل هذه الأعمال والكتابات والمقابلات لم تستطع أن توقظ الغراب حامي حمى الوطن، فبعد أربع سنوات من صدور الكتاب يكتشف الغراب اليقظ الحساس الذي لم يسمع شيئاً أن ( إرهابياً ) يوزع كتابه بنفسه منذ سنوات عدة فقد اكتشف الغراب صيداً ثميناً أراد التقرب به إلى من يظن أنهم لم يكونوا على علم بهذا الأمر ونشوة النصر التي دخل بها وأنا معه إلى وكره قائلاً للجند لقد ألقيت القبض على إرهابي كبير كان يوزع كتابه في شوارع صنعاء ويهدد الأمن القومي بكتابه ، كان يتحدث حينها وأنا في كامل ذهولي أمام الجنود وهو نافخ ريشه كطاووس مغرور وكان يزمجر داخل أروقة وكره والجند من حوله وعلامة الإحراج والذهول بادية على وجوههم، أقول هذا بصدق وأمانة . إن الغراب كان يريد التقرب بي إلى أولي نعمته زلفى ولم تشفع لي عنده كل المقدمات التي ذكرتها لكم آنفاً ولكن كما قيل " عنزة ولو طارت " قلت له يا سيدي الغراب يا حامي حمى الوطن يا من أطلقت الطلقة الأولى في عمران سنة 1994م ولم تسكت مدافعك ولم تلن لك قناة إلا بعد دخولك منزل السيد علي سالم البيض بالمكلا.. يا أيها الغراب المزمجر الهزبر أين كنت يوم الفتنة الكبرى ؟ أين كنت يوم كانت تتطاير الرؤوس والأشلاء في معارك الشرف والذود عن الوحدة ؟ ولكن صدق الله القائل [فَإِذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا] {الأحزاب:19} } . عجباً أمر هذه البلاد يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ، إنني حنق فعلاً من هؤلاء الرويبضة، لقد شعرت أنه من واجبي الأخلاقي والشرعي أن اعتذر للشهداء والجرحى ولكل الآلام التي صاحبت تلك الفتنة والتي أردنا من خلالها تثبيت دولة الحق والقانون وأريد أن اعتذر أيضاً لكل امرأة يمنية شريفة كانت تصنع الخبز والكعك للمجاهدين من أبناء القوات المسلحة الشرفاء وهم في النسق الأول يدافعون عن حياض ووحدة هذه الأمة، كن يكتبن على الكعك جملاً راقية: صادقة الله معكم ، قلوبنا معكم . لماذا يريد البعض سرقة أحلامنا وطموحاتنا ولمن يعمل هؤلاء ؟ إن غراباً مثل هذا يريد أن يصل بمبتغاه على حساب كرامة الشرفاء وسمعتهم من أبناء هذا البلد الكريم وإلا فماذا تسمي ما قمت به يا غراب وقد أقمت عليك كل حجة وأدنتك بكل سؤال وجهته لي لدرجة أني أشفقت على الضابط المحقق وقد قال لي بعد الانتهاء من التحقيق : اطمئن لن تصاب بمكروه، فقط هو يريد هذا ....قلت له : يأيها الغراب إن هذا الكتاب الذي بين يديك قد أمر بطباعته الأخ رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه- وقد كلف الأخ / نصر طه مصطفى بالعمل على إخراجه ، هل تريديني يا غراب أن أنشر كلاماً أكبر من هذا ، لن تجده مني ولكنك أصريت واستكبرت استكباراً علَّهم يذكرونك عند أربابك المتفرقين ؟!! أنا حزين جداً على ما آل إليه أمر هذه البلاد ، يا قومنا هناك خلل في ميزان القيم والأخلاق فإن لم يتداركه العقلاء من أبناء هذا الوطن فالكارثة نازلة ، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين . قلت : يا غراب إن إثارتك لمثل هذا الأمر -بعد مضي أربع سنوات وهو بين أيدي الناس الآن- يعتبر إهانة لجهاز الأمن في اليمن ، أقول هذا بصدق إني اعتذر لكل رجل أمن شريف في هذه البلاد وإن مثل هذا الغراب لم ولن يكون مثلاً لرجل الأمن اليمني الذي نعلم عنه بساطته وسلامة قلبه ورجولته . أخيراً أريد أن أهمس في أذن من بقي له ذرة من غيره على هذا الوطن أن ينصح الغراب بأن يتوجه من فوره -وبالخطوة السريعة- إلى ميدان السبعين ويقف هناك أمام النصب التذكاري للجندي المجهول ثم يعتذر لهم ، أولئك الشهداء الذين ضحوا في سبيل وطن آمن ومستقر ، ومن أجل مواطن حر وكريم وعزيز لا كما يريد الغراب ، ثم بعد ذلك عليه أن يتوجه إلى موقف السيارات المتوجهة إلى بلدته أو قريته علماً أن بلاده جميلة وخضراء يمكنه هناك أن يقدم لوطنه ولأمته ما عجز عن تقديمه لها في المدينة إذا قام باستصلاح أرضه وزراعتها، فذلك خير له مما يقوم به وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين والله من وراء القصد ، اللهم فاشهد اللهم إني بلغت...