صالح الحميدي.. اسم لا يسمعه المرء إلا ويستحضر ابتسامته ونبرات ضحكاته النابعة من قلب لا يحمل الحقد ولا يستوعب الضغينة.. صالح الآن يرقد في إحدى مستشفيات القاهرة في وضع حرج جدا صحيا وماديا الأمر الذي جعله يقول في رسالة بعثها لأخيه إن عزرائيل ينتظره في زوايا الغرفة وأروقة وسلالم المستشفى.. نعم لقد قال ذلك تحت ضغط العسر والمرض الذي ينهش بقايا كبده.. ولكن حين يقول صالح ذلك فماذا نقول نحن زملاء المهنة وأصدقاؤه وكل محبيه؟ بلا شك سندعو له بالشفاء وسنبذل جهدنا لإخراجه من محنته غير أن الوقت يداهمنا لأننا تأخرنا كثيرا عنه وهو الذي لا يتأخر عنا أبداً، ربما لأنه أهل للفوز بالمكرمات أكثر منا.. تأخرنا إذا يتطلب اللجوء إلى رجال المواقف الإنسانية النبيلة - رجال كثيرا ما رسموا الابتسامات على شفاه كثير من أبناء هذا الوطن.. لذلك نتمنى على رجال المال وفي بلادنا - وهم كثر- أن ينبري احدهم لرسم الابتسامة على شفاه خلدون صالح الحميدي وإخوته عبر موقف نبيل يتمثل بالتكفل بتكاليف زراعة أو معالجة كبد الزميل صالح الحميدي حبيب الصحفيين وعاشق الوطن من أقصاه إلى أقصاه.