بعد فشل إجراءات الضبط والسيطرة في إعادة استقرار الريال اليمني إلى حدود 226 ريال للدولار واصل الريال تقهقره أمام العملات الأجنبية في سوق الصرف المحلي يومي الأحد والاثنين ليتجاوز حدود ال235 يوم الأحد بزيادة 4 ريالات إلا أن عدم تدخل البنك لضخ المزيد من العملات الصعبة وهو ما كان يتوقعه العاملون في سوق الصرف ساهم هو الآخر في ارتفاع مستوى الطلب على الدولار حيث افتتحت أسواق الصرف المحلية تعاملاتها بتدهور جديد لأسعار الصرف بلغ 4 ريالات مساء الأحد ليتعدى الريال 239 ريالا للدولار الواحد في سوق الصرف منتصف الاسبوع الجاري بعد توقف لعده أيام تدهور المستمرة منذ مطلع العام أمام العملة الصعبة في سوق الصرافة المحلية حيث وصل إلى أدنى مستوى له اليوم أمام الدولار الأمريكى مسجلا رقم قياسي لأول مرة في تأريخه، حيث وصل سعره في تداولات اليوم إلى 235 ريالاً للدولار الواحد مقابل 233 للشراء وذلك بفارق 9ريالات عن مستوى الصرف الأسبوع الماضي. تدهور أسعار صرف العملة الوطنية تزامن مع بداية موسم الاستهلاك العام الذي يشهد حراكا تجاريا كل عام وهو ما قد يفتح أبواب الاحتكار والمغالاة في أسواق المواد الغذائية والكمالية خصوصا في ظل غياب آليات ضبط قادرة على الحد من التلاعب بالاسعار وحماية المستهلك. حالة عدم استقرار التي تشهدها أسواق الصرف المحلية أرجعها اقتصاديون إلى فعل فاعل خصوصا وأن الاتجاه العام للدولار عالميا مستقر. وأرجع اقتصاديون التدهور المستمر للعملة الوطنية أمام الدولار إلى السياسة النقدية التي تنتهجها الحكومة اليمنية، مشيرين إلى أن المعالجات التي يقوم بها البنك المركزي اليمني لن توقف مسيرة التدهور محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام الذي أرجع أسباب الموجة الجديدة لتراجع سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية خاصة الدولار إلى زيادة مدفوعات استيراد مستلزمات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر من السلع والمنتجات المختلفة. وقال بن همام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ)" ان البنك المركزي ضخ مؤخرا 80 مليون دولار لتغطية احتياجات البنوك وشركات الصرافة لكن الطلب على الدولار ما يزال كبيرا لسداد اعتمادات مستوردات رمضان والعيد " ، موضحا أن البنك المركزي يراقب سوق الصرافة عن كثب، وأن البنك سيتدخل خلال اليومين القادمين بضخ كمية من النقد الأجنبي ،ومتى ما لزم الأمر.. متوقعا زيادة حجم عرض العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار خلال الأيام القليلة القادمة تزامنا مع زيادة تحويلات المغتربين إلى اليمن الأمر الذي سيخفف من ضغط الطلب على الدولار في سوق الصرافة المحلية. وفيما لم يستبعد بن همام وجود مضاربين يتلاعبون بأسعار الصرف.. قال " هناك مواسم معينة في السنة مثل قدوم الأعياد الدينية يزيد فيها الطلب على السلع وبالتالي زيادة فاتورة الاستيراد وهو ما ينجم عنه ضغوط على أسعار الصرف". وكان البنك المركزي قد تدخل ثمان مرات منذ بداية العام الجاري لرفد سوق الصرف المحلية بالعملات الاجنبية،كان آخرها في 17 يوليو الجاري عندما ضخ 80 مليون دولار ليرتفع إجمالي ما ضخه منذ بداية العام لتغذية سوق الصرف إلى مليار و100 مليون دولار منها 173 مليون دولار مع مدفوعات مستوردات مادة القمح. وكان البنك المركزي قد تدخل الأسبوع الماضي للمرة الثامنة منذ بداية العام لدعم سعر الصرف مقابل الدولار بضخ 80 مليون دولار في سوق الصرافة.وقد بلغ إجمالي ما ضخه البنك منذ بداية العام لتغذية سوق الصرف من العملات الأجنبية إلى 927 مليون دولار.
