قضى اليمنيون الثلث الأول من شهر رمضان في ظلام دامس جراء انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة ومعظم المحافظات منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل إلا أن انقطاع التيار الكهربائي 22 ساعة يوميا دفع المواطن اليمني إجباريا إلى استخدام وسائل إضاءة تقليدية كالفوانيس التي تعمل بالكيروسين (الغاز) التي شهدت إقبالا كبيرا في الأسواق المحلية بالعاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية باعتبارها إحدى وسائل الإضاءة البديل الأقل تكلفة إلا أن ارتفاع الطلب عليها أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 200% حيث قفزت أسعارها بالأسواق من 500 ريال إلى 1500 للنوع الصغير كما ارتفعت أسعار النوارات من 700 ريال إلى ألفي ريال (الوسط الاقتصادي) خلال تواجدها في سوق الملح بصنعاء القديمة علمت من عدد من باعة الفوانيس أن كميات كبيرة تم بيعها بعد أن كانت بضاعة راكدة كما تم استيراد شحنات أخرى من الفوانيس بأنواعها لمواكبة الطلب عليها في السوق وأكد أحد الباعة أن الفوانيس التقليدية تراجع الطلب عليها خلال السنوات الماضية بنسبة 80% واقتصر الطلب عليها من سكان الريف فقط معتبرا لجوء سكان العاصمة والمدن الأخرى لشراء الفوانيس ظاهرة مقلقة في ظل انقطاع التيار الكهربائي. وفي سياق متصل علمت الوسط الاقتصادي من مواطنين أن مادة الكيروسين ارتفعت إلى قرابة ال5 آلاف ريال حيث أصبح اللتر الواحد يتم شراؤه ب300 ريال ما يقارب الدولار و90 سنتاً وفي ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي تنامى الطلب على عدة أنواع من وسائل الإضاءة البديلة كالأتاريك واللمبات التي تعمل بالبطاريات والتي انتشرت في الأسواق بصورة كبيرة، كما شهدت أسعارها ارتفاعات مضطردة تجاوزت ال200% وسط إقبال شديد على تلك المنتجات الصينية والتي قيل إنها من وسائل الإضاءة الأقل خطرا خلافا للشمع الذي ارتفع سعره بنسبة 150% من معدلات الحرائق التي أودت بحياة عدد من الأفراد وتزامن الطلب على وسائل الإضاءة البديلة للكهرباء بعد ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 120% عن سعره السابق من جانب وارتفاع تكاليف توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي إلى 3500 ريال في الليلة الواحدة وهو ما يتجاوز حدود إنفاق معظم الأسر اليمنية في الحضر والريف في ظل ارتفاع الفجوة بين الأغنياء والميسورين والفقراء والمعدمين والتراجع الحاد في مستويات دخل الأسرة اليمنية مقابل ارتفاع تكاليف الإعاشة. وتشير إحصائيات التوزيع العددي للمساكن في محافظات الجمهورية حسب مصدر الإنارة للعام 2009م إلى أن مليوناً و399 ألفاً و535 مسكناً من إجمالي 3 ملايين و239 ألفاً و402 مسكن في الجمهورية يعتمدون على شبكة الكهرباء العامة كوسيلة للطاقة بينما 108 آلاف و317 مسكناً يعتمدون على شبكات كهربائية خاصة فيما يعتمد 72 ألفاً و546 مسكناً على شبكات تعاونية و73 ألفاً و228 مسكناً يعتمد على مولدات كهربائية خاصة ومليون و260 ألفاً و130 مسكناً تعتمد على الكيروسين كمصدر للإضاءة، منها 97% في الريف و3% فقط في الحضر كما يعتمد 263 ألفاً و47 مسكناً الغاز كمصدر للإضاءة، وبالنظر إلى مصادر الإنارة في العاصمة حسب الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء عام 2009م فإن المساكن التي تعتمد الكيروسين كمصدر للإضاءة لم تتجاوز 541 مسكناً والتي تعتمد على شبكات خاصة 2435 مسكناً والتي تعتمد على الغاز 931 مسكناً والتي تعتمد على الشبكة العامة 302 ألف و213 مسكناً من إجمالي 309 آلاف و159 مسكناً في الأمانة أما العام الجاري فالعكس تماما ومعدلات الإنفاق على الإضاءة في تضاعف خصوصا في شهر رمضان الذي يزيد فيه الطلب على الكهرباء بمعدلات مضاعفة.