أحببت في هذه الخاطرة القصيرة أن أطرح تساؤلات لا بد من النظر إليها بعين الإنصاف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ملخصها كالتالي: أولا: لماذا الولاياتالمتحدةالأمريكية تشن غاراتها بطائراتها دون طيار ضد أفراد تنظيم القاعدة في اليمن، في الوقت الذي تغض الطرف فيه عن جماعة الحوثي بل وتصدر توجيهاتها لحكومة باسندوة للتصالح مع الحوثي والدخول معه في حوار مع العلم أنها جماعة مسلحة متمردة حسب القانون الأمريكي. الجواب هو أن أمريكا تريد إعادة سيناريو العراق في اليمن من خلال جماعة الحوثي وكما هو معروف للجميع أن أمريكا هي من سهلت ودعمت الشيعة في العراق إلى الوصول لمقاليد الحكم وذلك من خلال دخولهم على أظهر الدبابات الأمريكية، وكما قال المثل (ما أشبه الليلة بالبارحة)، فها هي أمريكا نفسها تشن غاراتها في اليمن ضد التيارات الجهادية الذين يعتبرون القوة الحقيقية ضد الحوثي ومعتقداته. وذلك لحربهم إياه من منطلق عقائدي وكان قصد أمريكا إضعاف هذه الجماعات حتى يتم على إثر تلك الغارات توسع الحوثي وسيطرته على الوضع. وكما هو معروف للجميع أن الشيعة في العراق كانوا كما قيل يهتفون (الموت لأمريكا)، لتأتي حرب 2003م لتبين زيف هذا الادعاء والآن ها هو السيناريو نفسه تريد أمريكا إعادته في اليمن والذي كان آخره ما حصل في مديرية سنحان محافظة صنعاء حيث قام الطيران الأمريكي بقصف المنطقة حيث مكان تواجد الشيخ عدنان القاضي وبرفقته أحد الدعاة في المنطقة الشيخ علي خيرة الحاشدي والذين كانا يعملان ويدعوان ليل نهار ضد التمدد الحوثي الرافضي في المنطقة وقد وفقوا في تحجيم ذلك التمدد بالحجة والبرهان لتأتي الغارة الأمريكية تأخذهم في عداد الشهداء إن شاء الله. بعد عودة العشرات من أبناء سنحان بقيادة الشيخ مقصع من صعدة معقل الحوثي وذلك بهدف تسهيل سيطرة الحوثي على المنطقة المحاذية للعاصمة في تحالف واضح بين أمريكا والحوثيين. ثانيا: هناك تساؤل آخر لماذا حزب الإصلاح المحسوب على الإخوان المسلمين والذي أصبح شريكاً فعلياً في السلطة لم يحرك ساكناً تجاه الغارات الأمريكية في اليمن التي بلغت 50 غارة في الآونة الأخيرة مع العلم أنه في العام 2002م أقام الدنيا وأقعدها بسبب غارة أمريكية واحدة في مأرب.. لماذا نسمع لهم لهجة وفتاوى عندما يكونون في المعارضة ولهجة وفتاوى أخرى عندما يكونوا في السلطة كما قال الشاعر: يدور مع الزجاج حيث دار ويلبس للسياسة ألف لبس ثالثا: لماذا لا يعي الأمريكيون أن استخدام القوة العسكرية بما في ذلك الغارات الجوية ضد اليمنيين سيضاعف من حقد الشعب اليمني وسيضاعف المقاومة ضدها وهو ما حصل لها أي الولاياتالمتحدة في أفغانستان والفيتنام، وأعتقد أن ضرباتها الأخيرة في اليمن قد سببت لها كراهية عند عامة الشعب اليمني، خصوصا وأن أغلب القتلى في تلك الغارات هم من أبناء القبائل المعروفة بالمطالبة بدماء أبنائها ولو بعد حين. وهذه عادة معروفة في اليمن وهذا يساعد على تنامي الثأر بين هذه القبائل والولاياتالمتحدة. أخيرا: أقول لأمريكا راجعوا حساباتكم وأقول لحكومة الوفاق الوطني لو كانت العمالة تفيد للأجنبي لأفادت من قبلكم.. هذا والله ولي التوفيق.