يهدد استمرار خلاف رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر وتصاعده في الفترة الأخيرة بانهيار المبادرة الخليجية بما فيها عملية السير إلى الحوار الوطني وبالذات بعد أن اتخذ العداء بعدا شخصيا يحمل الكثير من المناكفات أكثر منه على قضايا وطنية ويعتمد صالح وهادي في توصيل رسائلهما الحارقة من خلال الاجتماعات التي يعقدها كل منهما مع آخرين أو عبر المكالمات الهاتفية التي يتم التقاطها وبحيث تتحول إلى تسريب لايتم تكذيبه ولكنه يوصل رسالة تهديد أكثر مما يحمل قرارا يتم تنفيذه. وقالت مصادر موثوقة ل"الوسط" إن هادي أوقف صرف مستحقات صالح البالغة (100) مليون ريال شهريا وتصرف من وزارة الدفاع منذ مايزيد عن شهرين في موازاة مطالبة الأخير بتمثيل حزبه في مؤتمر الحوار القادم، والذي يرفض ذلك الرئيس باعتباره سيفشل الحوار بسبب رفض المعارضة لقيامه بأي دور سياسي، بالإضافة إلى رفض صالح مغادرة البلاد للعلاج وبالذات بعد مساع قام بها هادي للموافقة على منحه تأشيرة كاملة الحصانة إلى إيطاليا إلا أنه عاد ورفض حتى يتم حصوله على ضمانات بعدم استهداف أسرته ومستقبل الحرس الجمهوري. وعلى نفس السياق تعقد اللجنة العامة غداً الخميس برئاسة صالح اجتماعا لمناقشة المستجدات والتحضير للمسيرة المليونية المزمع تسييرها ولا يعلم إن كان سيتم مناقشة المشاركين في الحوار القادم، وهو ماسيؤجج الخلاف وبالذات بعد أن تم الاتفاق على اختيار اللجنة العامة برئاسة الدكتور الإرياني الذي لن يكون حاضراً اجتماع الخميس بسب تواجده في أمريكا كونها من تختار ممثلي المؤتمر وليس هادي أو صالح. وأكدت مصادر "الوسط" موافقة الرئيس على إعطائه 25% من الحصة الممنوحة له والبالغة (65) شخصا لأعضاء ترشحهم اللجنة العامة، بالإضافة إلى نصيب المؤتمر البالغ 112 عضوا. إلى ذلك فجر تعيين نجل صالح الضنين قائد لواء المجد السابق الذي أطاح به صالح قبل عامين قائدا لقطاع المخاء غضبا داخل اللجنة العامة والذي التقى الرئيس بعدد من قياداتها قبل يوم امس الاثنين باعتبار أن ذلك يأتي في إطار تسليم أهم ميناء للواء علي محسن الذي تم نقل المحسوب عليه علوي الميدمة بالمعسكر من الضالع إلى تعز بدلا عن اللواء ال35 بقيادة ضبعان وتم استهدافه بمجرد وصوله المنطقة. كما علمت "الوسط" من مصادرها أن الرئيس أبلغ قائد الحرس قبل يوم أمس بنقل ماتبقى من القوات الخاصة إلى مدينة رداع، وهو ماسيمثل فصلا لكتيبة الصواريخ الذي يحاول الرئيس الحاقها بالحماية الرئاسية وهو ماعده قادة في المؤتمر توجها لفكفكة الحرس لصالح قيادة الفرقة، إلا أنه وبحسب المصادر فإن قائد الحرس لم ينفذ التوجيه حتى كتابة هذا الخبر لعدم تمكنه من التواصل مع الرئيس. وعلى صعيد آخر من التصعيد وفيما يعد المؤتمر لمسيرة مليونية لم يتم تحديد موعدا نهائيا لتسييرها ومن المرجح أن تكون بعد اسبوعين. دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية المحسوبة على الاصلاح ما أسمتهم أحرار وحرائر العاصمة صنعاء والقبائل المجاورة لها للخروج في مسيرة مليونية تنطلق في الرابعة من عصر غدٍ الخميس من جولة عصر وتجوب عدداً من شوارع العاصمة صنعاء للتعبير عن رفض شباب الثوره المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني قبل إصدار القرارات الحاسمة، وهو ما يخشى معه من توجيهها إلى منزل رئيس المؤتمر. وقال عضو تنظيمية الثورة وممثل الاصلاح حبيب العريقي إن هذه المليونية تأتي تعبيراً عن رفض الثوار المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني قبل إصدار القرارات الحاسمة المتمثلة بإقالة بقايا الرئيس المخلوع احمد علي ويحيى محمد من قيادة المؤسستين العسكرية والأمنية وتوحيد الجيش والأمن تحت قيادة وطنية موحدة,وإسقاط الحصانة عن المخلوع وتقديمه وكافة المتورطين في قتل شباب الثورة للمحاكمة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بحق الثوار, واستعادة الأموال المنهوبة وإطلاق سراح المعتقلين الثوار والكشف عن مصير المخفيين قسراً. وعلى ذات التوجه اتفق كل من أمناء عموم أحزاب الاصلاح والناصري والاشتراكي,خلال استضافتهم في برنامج "في العمق" على قناة الجزيرة مساء قبل يوم امس الاثنين,على إبعاد صالح من المشهد السياسي اليمني. وبسبب الاحتقان الحاصل في مسار التسوية السياسية وصل إلى صنعاء يوم أمس مستشار أمين عام الأممالمتحدة لشؤون اليمن جمال بن عمر في زيارة تهدف إلى متابعة قراري مجلس الامن والمبادرة الخليجية حول التسوية السياسية في اليمن. بالإضافة -وبحسب مصادر "الوسط"- ليكون حاضرا حال إصدار قرارات لها علاقة بهيكلة الجيش وإعادة تموضعه بحسب ماكان هادي قد أطلع سفراء الدول العشر المشرفة على تنفيذ المبادرة. وأوضح بن عمر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) بأنه سيقوم خلال الزيارة بمساعدة الأطراف السياسية اليمنية في التحضير لمؤتمر الحوار الوطني ومتابعة قراري مجلس الأمن. لافتا إلى ان المجلس يتابع بكثب التطورات في اليمن وحريص على إنجاح التجربة اليمنية للانتقال السلمي للسلطة، وأن مجلس الأمن نبه في قراره رقم 2051 الجهات التي تريد عرقلة التسوية السياسية بأنه مستعد لاتخاذ قرارات إضافية إذا استمرت العرقلة. وأعرب بن عمر عن أمله بأن يكون هناك تعاون بين جميع الأطراف السياسية من اجل إنجاح المهام المقبلة للمرحلة الانتقالية ومن بينها عقد مؤتمر الحوار الوطني في الوقت القريب.