شهدت محافظة عدن - يوم أمس - أكبر فعالية عرفتها المحافظة في ذكرى فك الارتباط، حيث أكدت مصادر محلية في محافظة عدن أن ساحة العروض بمدينة خور مكسر استقبلت - يوم أمس - قرابة المليون مشارك قدموا من كل محافظات الجنوب استجابة لدعوة قوى الحراك الجنوبي، حيث اكتظت الساحة بالحشود التي قدمت إلى عدن منذ ثلاثة أيام للمشاركة في الذكرى 19 لإعلان فك الارتباط الذي أعلنه نائب الرئيس اليمني الاسبق "علي سالم البيض" في 21 مايو 1994م؛ ردًا على الحرب التي شنها الشمال على الجنوب. ورفع في الحشد الجماهيري الكبير صور شهداء الحراك الجنوبي وأعلام دولة الجنوب وصور شهداء الثورة السلمية الجنوبية وشعارات تطالب باستقلال الجنوب عن الشمال. ومن على ظهر ساحة عروض مركزية في المدينة ألقت قيادات جنوبية ونشطاء كلمات أكدت في مجملها على حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال. وردد المشاركون الذين احتشدوا في الساحة منذ ليل الاثنين هتافات مؤيدة لدعوات استقلال الجنوب، ومجددة التأكيد على مضي الجنوب وشعبه نحو الحرية والاستقلال، وجاء نجاح المليونية السادسة عقب مشاورات في أوساط الحراك الجنوبي لوحدة الصف الجنوبي.. وفيما شهدت محافظة عدن تشديدات أمنية مطلع الأسبوع الجاري لتأمين فريق من مؤتمر الحوار الوطني الذي زار المحافظة أكد شهود عيان ل"الوسط" عدم تسجيل أي احتكاكات بين الأمن وأنصار الحراك الجنوبي خلال اليومين الماضيين. وفي سياق متصل هاجم الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض في خطاب له بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإعلان فك الارتباط، هاجم مؤتمر الحوار الوطني الذي وصفه بالمؤتمر المشبوه الذي يهدف الى دفن قضية شعب الجنوب وحلها ضمن حلول ترقيعية في إطار ما يسمى بالجمهورية اليمنية، مؤكدًا بأن شعب الجنوب قد حسم خياره النهائي الذي لا عودة عنه في استعادة الدولة والهوية الجنوبية المستقلة شاء من شاء وأبى من أبى. ودعا البيض نظام صنعاء الى التفاوض الندي بين البلدين، وقال: لا حل إلا بالتسليم بسيادة الجنوب على كامل أراضيه، وطالب دول مجلس التعاون الخليجي بإعادة النظر في مواقفها تجاه القضية الجنوبية، ودعاها إلى الضغط على صنعاء للقبول بالتفاوض كدولتين وإكمال إجراءات فك الارتباط سلمياً؛ احترامًا لإرادة شعب الجنوب المُعبر عنها بالمليونيات كاستفتاء شعبي، وطالب البيض بالاعتذار لشعب الجنوب من خلال إعلان مجلس الأمن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه الحراك الجنوبي، وأن يعبر مجلس الأمن عن أسفه ويحترم إرادة شعب الجنوب المعبر عنها يومياً في ساحات النضال السلمي. كما دعا البيض مكونات الحراك السلمي تفعيل العصيان المدني وتعميمه في كافة المحافظات لتأكيد السيطرة التامة على الأرض، ووعد الجنوبيين بأن يبقى إلى جانبهم ويبقى تحت طوع إرادتهم حتى تحقيق التحرير، الذي قال: إنه قريب. من جانبه قال الرئيس علي ناصر محمد: إعلان الانفصال عودة إلى الوراء ودوماً أية عودة إلى الوراء لا تحسب في خانة الانتصار بل الانكسار، ولذلك يلجأ بعضهم إلى (الهروب إلى الأمام)، كما يقولون، كخيار أفضل من الهروب إلى الوراء". ووصف ناصر - في تصريح لصحيفة "صدى عدن" - إعلان الانفصال والهروب من الوحدة بالقرار المتسرع منسجماً من حيث الشكل مع الهروب إلى الوحدة نفسها، وقال: إن قرار الانفصال أسهم بتغيير معادلة القوة في الحرب لمصلحة الطرف الآخر في صنعاء، وبالتالي كان الخاسر الأكبر هو الشعب الجنوبي الذي دفع ثمن هذه الأخطاء التي أوقعته تحت نير معاناة الضم والإلحاق والإقصاء. وفي سياق متصل تنصل حليفا حرب صيف عام 94م عن مسئوليتهما الأخلاقية عن الحرب التي شنها الشمال على الجنوب، حيث اتهم المؤتمر الشعبي العام - في رؤيته حول القضية الجنوبية - شريكه الإصلاح (الشريك الرئيسي في الحكم بعد عام 1990م) بخلق الفتنة بين شريكي الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام، وكان شغله الشاغل إذكاء الخلاف والصراع بين شريكي الوحدة بأي ثمن لأهداف أنانية ضيقة بعيداً عن المصلحة العامة للوطن. لتحقيق حلمه في الوصول الى السلطة بشتى الطرق وأغلبها غير سلمية سواء بالتعبئة ضد الحزب الاشتراكي اليمني أو تكفير بعض قياداته, وكان هدفه الرئيسي القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني، وقد نجح في ذلك، ومن أبرز السلوكيات المتطرفة تلك الفتاوى الظالمة وعمليات النهب والسلب الواسعة للمؤسسات العامة في الجنوب والمعسكرات والمنشآت العامة والأراضي وحتى بعض بيوت قيادات الحزب الاشتراكي الخاصة. وفي سياق متصل حمل رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح بحضرموت - صلاح باتيس - الرئيسان صالح والبيض مسؤوليتهما تجاه الوحدة وطالب بمحاكمتهما، وقال باتيس - في ندوة بمنتدى الدكتور غالب القرشي - بأنه ليس من المنطق أن نُحمل شعب الجنوب أو شعب الشمال تداعيات هذه الحرب. وأكد على أن معاناة الجنوب لم تبدأ عقب الحرب مباشرة، وإنما بعد أن صبغ الحكم في البلاد بلون واحد عقب انتخابات 1997م، وبدأت الإقصاءات من المؤسسات العسكرية والمدنية والقطاعات النفطية على وجه الخصوص.