لا تبدو الجريمة مدانة بثقل حجمها من قبل الرأي العام ولا حتى الحكومة اليمنية إلا بعد أن تحركت مجاميع سياسية ومدنية للضغط على الدولة بملاحقة من كانوا وراء الجريمة. فخلال يوم الأحد الماضي التقى الرئيس هادي مجاميع من مشايخ وقبائل من محافظتي إب وتعز لتفعيل قضية الاعتداء على الدكتور غادة الهبوب خلال الأسبوع الماضي، ووجه هادي اللجنة الأمنية العليا والنائب العام ووزير الداخلية بسرعة القبض على المعتدين على الدكتورة الهبوب، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع. وأشار الحاضرون إلى أن هذه الحادثة التي أدانتها وزارة الصحة والمجتمع كله يجب أن تأخذ حقها في الضبط والانصاف وردع المستهترين والمنتهكين للأعراف والأعراض والخارجين عن النظام والقانون ليكونوا عبرة لغيرهم من المعتدين الهمجيين. وفي اللقاء قدم الدكتور صالح شعبان رسالة للرئيس هادي من مشايخ وأعيان محافظتي اب وتعز للمطالبة بضبط مرتكبي الجريمة، وجرى بعد ذلك الحديث حول أبعاد وطبيعة الاعتداء، وشددوا على أن الدولة بجميع قوانينها وأنظمتها يجب أن تحمي مواطنيها من الاعتداءات والتجاوزات وإحقاق الحق والإنصاف الكامل. من جانبه اعتبر المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب أن الاعتداء على مدير برنامج التحصين بوزارة الصحة الدكتورة غادة الهبوب اعتداء غير أخلاقي وينافي القيم النبيلة للشعب اليمني، ووصف المركز الاعتداء على الهبوب بأنه إجرامي وغير إنساني حتى وإن كان مربوطا بأية حقوق مادية أو معنوية وأنه غير مبرر على الإطلاق واصفا ذلك الاعتداء بالهمجي والوحشي والمدان. وفيما تشهد اليمن انفلاتا أمنيا أرجع المركز العربي إلى أن الاعتداء كان أحد أسباب ذلك التدهور إذ دعاء المركز السياسيين والذين قال إنهم سبب ما وصلت اليمن إليه من الانفلات الأمني والأخلاقي إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والوطنية والنظر بعين الاعتبار وإعادة الكرامة إلى المواطن اليمني الذي تنتهك حقوقه وكرامته بشكل شبه يومي دون اكتراث من أحد". وحمل المركز " المسؤولية كاملة حكومة الوفاق الوطني التي تفرغت لتقوية مناصب وزرائها ومسؤوليها في الوظائف الحكومة غير مبالية بما يحدث في اليمن وللمواطنين". ودعا المركز الرئيس عبده ربه منصور هادي إلى تحمل مسؤولياته كرئيس مسؤول عن حياة المواطنين أو أن يعلن فشله في حمايتهم فاستمرار اعتماده على المجتمع الدولي واإمال شعبه يتجرع الويلات بهذه الصورة يعد استخفافا واضحا منه، وقال المركز إنه رصد اجتماعات قبلية في محافظة إب وهو ما يعني أن هناك ردود فعل عنيفة ستحدث بعيدة عن قوة النظام والقانون وهذا ما يجب أن يدركه الرئيس وحكومته والسياسيين، وأن التحدي الذي أطلقه المعتدي لهو تحد واضح لقوة الدولة ونفوذها وهيبتها وهو ما يؤكد صحة ما يؤكده المركز من أن اليمن تعيش حالة فراغ سياسي غير مسؤولة. ملتقى الجوف يدين الجريمة على الرغم أن مرتكب الجريمة من محافظة الجوف إلا أن ملتقى أبناء الجوف أدان ما حدث للدكتورة الهبوب واعتبره مخلافا للقانون والقيم، وقال بيان صادر عنه إن تلك الجريمة تخالف كل القيم المتعارف عليها في الشعب اليمني والقبيلة تحديداً بل وتجاوزت تعاليم دنينا الإسلامي الحنيف وقيمه ومعتقداته. وحمل الملتقى أجهزة الدولة ممثلة بوزارة الداخلية والنائب العام المسؤولية الكاملة لضبط الجناة وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل ويكونوا عبرة لغيرهم. إلى ذلك أدانت منظمة صحفيات بلا قيود الاعتداء على الدكتورة غادة الهبوب وأعلنت تضامنها الكامل مع الدكتورة الهبوب. وطالبت منظمة صحفيات بلاقيود كلا من رئيس الجمهورية ووزير الداخلية والنائب العام للقيام بواجبهما بحماية المواطنين ووضع حد لهذه الممارسات الغير إنسانية، مطالبة بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة. المناطق الوسطى تستنكر في يوم السبت الماضي صدر عن التكتل المدني لأبناء المناطق الوسطى بيان أدان حادثة الاعتداء الهمجي، وقال رئيس التكتل المدني لأبناء المناطق نجيب العجي في تصريح له "على حكومة الوفاق أن تتحمل مسئوليتها وسرعة إلقاء القبض على العصابة التي ارتكبت جريمتها وسط أمانة العاصمة وتم الاعتداء عليها بالضرب وسلب سيارتها وممتلكاتها الشخصية ولاذوا بالفرار". وأضاف العجي: "إننا في التكتل المدني ندين ونشجب هذا الحادث الخارج عن عادات وتقاليد اليمنيين"، و حمل العجي الأجهزة الدولة ممثلة بوزارة الداخلية والنائب العام المسؤولية الكاملة لضبط الجناة وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل ويكونوا عبرة لغيرهم ولمن تسول لهم أنفسهم المساس بحرمة النساء اولاً وتهديد السلم الاجتماعي ثانياً، وطالب العجي كل شرفاء الوطن الانتصار للدكتورة غادة الهبوب قبل خروج الأمور عن السيطرة.