كلنا ندرك ما كانت عليه علاقة اليمن الشمالي واليمن الجنوبي مع الشقيقة الكويت قبل عام 1990م وقبل الوحدة، وما كانت عليه مواقف الحكومة والشعب الكويتي من تقارب وتقدير وتعاطف مع اليمنيين.. في أكثر من محفل كانت الكويت تناصر القضايا اليمنية حتى وإن اختلفت مع مواقف بعض الأشقاء والأصدقاء، وبخاصة اليمن الجنوبي، والذي كان شبه منبوذ بسبب توجهه الاشتراكي.. كانت الكويت تبذل الكثير لمشاريع تنموية اجتماعية في مختلف المجالات على طول وعرض الساحة اليمنية، وبدون منٍّ أو أذى.. بذل نابع من حب صادق وعلاقة حميمة بين الشعبين.. كانت مشاريعها في المدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها.. الكثير ما زال يتذكر كلية الطب الحديثة التي أنشأتها الكويت في جامعة صنعاء على أحدث طراز، وزودتها بأحدث التجهيزات، واستمرت تدعمها بالكوادر التعليمية ذات الكفاءات العالية حتى كانت مخرجات كلية الطب في جامعة صنعاء مخرجات ذات كفاءة وقدرات عالية، وكلمسة وفاء نأمل أن ترفع جامعة صنعاء علم دولة الكويت على كلية الطب.. ومثلها مستشفى الكويت العام بالحديدة (حالياً مستشفى الثورة)، ومستوصف الكويت في الحديدة.. وعندما نفذ المرحوم صدام حسين مغامراته وغزا الكويت، وحدث ما حدث توقع الجميع أن يكون موقف اليمن مسانداً للكويت، وواقفاً إلى جانبها بدون قيد أو شرط انطلاقاً من المحبة والوفاء والأخوة بين الشعبين.. اليمن حينها كانت البلد العربي الوحيد في مجلس الأمن، وبكل آسف، وبتقديرات سياسية لئيمة وخاطئة، مهما قدم لها من مبررات حينها وقفت اليمن موقفًا شاذًّا ومؤسفًا كان له تداعيات ما زال اليمن يعاني منها حتى اليوم.. مضت الأحداث أكثر من ثلاثين عامًا، واندملت كثير من الجراح، وهو ما نود تناوله في مقالنا هذا.. آن الأوان لليمن أن تظهر شيئًا من الآسف وكثيرًا من الوفاء، وهو ما يمليه عليها الواجب والمنطق.. والمبادرة الأولى نأمل أن تأتي من محافظة الحديدة؛ حيث نرفع لمعالي رئيس الوزراء ومعالي وزير الصحة نداء بأن يظهر لفتة وفاء بإعادة التسمية الأصلية للمستشفى ليصبح "مستشفى الكويت العام" بدلاً من "مستشفى الثورة العام".. وحبذا لو يتم ذلك في احتفال يليق بالمناسبة.. لا نريد من يزايد على لمسات الوفاء فنحن يمنيون، الوفاء من طباعهم.. بالمثل مستوصف التحرير للأمومة يعاد له اسمه القديم "مستوصف الكويت".. لا نريد لأحد أن يفسر هذا المطلب بغير الرغبة في أن يظهر اليمنيون لمسات الوفاء لمن تعاطف معهم ويترفعوا عن حساسيات المزايدات السياسية.. وهناك المزيد بإذن الله. أحمد سالم شماخ عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الحديدة