غيّب الموت أمس رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة ورجل الأعمال المعروف محفوظ سالم شماخ ، عن عمر ناهز 68 عاماً، نتيجة ذبحة صدرية ألمت به في منزله بالعاصمة صنعاء. وسيشيع جثمان الفقيد ظهر اليوم الأربعاء إلى مقبرة عشة الرعدي بعد الصلاة عليه في جامع الشوكاني بصنعاء. ونعى الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية وفاة شماخ الذي انتقل إلى جوار ربه أمس بعد حياة أفنى معظمها في خدمة الوطن اجتماعياً واقتصادياً. ووصف بيان النعي الفقيد بالرجل الصلب في الدفاع عن قضايا القطاع الخاص من موقعه كرئيس للغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة .. مشيدًا بمواقفه الحازمة أمام القضايا الوطنية. واعتبر البيان الفقيد مثالاً رائعاً يحتذى به لرجال المال والأعمال من خلال إسهاماته في تبني العديد من القضايا الاجتماعية والأعمال الخيرية. وقال: أنشأ المغفور له بإذن الله مستشفى للأمراض النفسية والعصبية وعدداً من المساجد والمدارس ، بالإضافة إلى رعايته ودعمه لعدد من الجمعيات الخيرية ودور الأيتام ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ، وكذا دعم المؤسسة الخيرية لدعم مرضى السرطان. إلى ذلك وصف وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل رحيل رجل الأعمال ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة محفوظ سالم شماخ بالخسارة الفادحة لليمن.. منوهاً بإسهامات الفقيد الفعالة في تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة. وقال الوزير المتوكل في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) : كان للفقيد أدوار مشهودة في وضع اللبنات الأولى لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص بما يخدم المصلحة العامة ، وكذا مشاركته الواسعة في تعزيز علاقات اليمن الاقتصادية مع الدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، وسعيه الدؤوب لرفع مستوى هذه العلاقات والاستفادة منها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويدعم التوجه الاستثماري للبلاد.. ولفت وزير الصناعة والتجارة إلى إسهامات الفقيد شماخ في بناء الحركة التجارية والصناعية وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية .. مثمناً في ذات الأدوار النضالية للفقيد منذ فجر الثورة اليمنية المباركة.. من جانبهم اعتبر عدد من رجال الأعمال والمستثمرين رحيل الشيخ محفوظ سالم شماخ الذي غيبه الموت أمس بالعاصمة صنعاء خسارة للوسط الاقتصادي والتجاري والاستثماري ،حيث اعتبر نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس رحيل الشيخ محفوظ شماخ خسارة كبيرة على اليمن وخاصة على المستوى الاقتصادي، حيث كان له دور فاعل في الحياة الاقتصادية. وقال : كان يدافع بقوة عن آرائه ، وكان من رجال الأعمال القلائل الذين اعتبروا الوضع الاقتصادي للبلد على رأس همومهم ، فكان أحياناً يترك الانشغال بأعماله الخاصة ، ويشغل نفسه في إيجاد حلول معينة وخاصة لتلك المشاكل المتعلقة بالاستثمار. وأضاف الكبوس : كان له دور بارز في جذب المستثمرين العرب والأجانب ، ويحرص دوماً على الترويج لفرص ومزايا الاستثمار التي تتميز بها اليمن .. كما كان يعمل جاهداً من أجل تصحيح الصورة المغلوطة التي تعلق في ذهن بعض المستثمرين الأجانب ، وخصوصاً تجاه مناخات الأمن والاستقرارفي اليمن ، بالإضافة إلى جهوده من أجل تحفيز وتشجيع القطاع الخاص المحلي على الاستثمار في اليمن ، فيما يصف رجل الأعمال محمد بن يحيى الرويشان رحيل شماخ بالخسارة الكبيرة على اليمن خاصة في الجانب الاقتصادي.. وقال : كان رحمه الله رجل أعمال من الطراز الأول ، وله سمعته واحترامه ليس في اليمن فقط وإنما على المستوى الدولي كذلك ، كما كان رجلاًَ يحب الخير ويسعى جاهداً إلى تقديم المساعدة للمحتاجين . وتطرق الرويشان إلى الصفات الشخصية والإنسانية التي تميز بها الفقيد .. منوهاً بصراحته وواقعيته وقوله الصدق مهما كلف من ثمن ، حيث كان الوحيد الذي يتحدث عندما يسود الوجوم على رؤوس الكثيرين في الكثير من المواقف.. وقال : كنا نعتبره في القطاع الخاص المرجع لنا عندما تتأزم الأمور معنا في الكثير من القضايا، كما كان يمد يد العون للكثير من رجال الأعمال الصغار ، ويساعدهم ولايبخل عليهم بالنصح حتى يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم والمساهمة في تنمية الوطن. وأضاف : كان له دور كبير في إيجاد الحلول للكثير من القضايا الشائكة ، وعلى ما أذكر منها مساهمته في إيجاد الحلول عندما اختلف القطاع الخاص مع الحكومة بشأن عدد من القضايا المتعلقة بالضرائب والجمارك ، وكان رحمه الله له دور في إيجاد حلول للمشاكل بين القطاع الخاص والحكومة. ويرى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بساحل حضرموت عمر عبدالرحمن باجرش أن الشيخ شماخ من رجال الأعمال ذوي الخبرة والرؤية المستقبلية العميقة في مختلف القضايا، إضافة إلى ما يتمتع به من حس اقتصادي واستثماري عالٍ ، ما جعله في مصاف رجال الأعمال الذين لاغنى عن آخذ آرائهم السديدة والاستعانة بمشورتهم. وقال باجرش : شماخ كان مفتاحاً لحل الكثير من المشاكل التي تواجه القطاع الخاص، لهذا فوفاته ستترك في القطاع الخاص جرحاً لن يندمل ، فقد كان رحمه الله أخاً وأباً وصديقاً ورفيق درب للكثيرين ، فقد عرفته منذ صغري ، فهو من أسرة تجارية عريقة ، وكان أبوه من أعلام التجار في مدينة شبام بحضرموت ، ومثله كان ابنه الفقيد محفوظ شماخ مرجعية لنا في الكثير من الأمور والقضايا.. وتقول الحاجة “تقية” ذات العقد السابع من العمر: عندما التقيت الشيخ منذ خمس سنوات وشرحت له حالتي ، وما أنا عليه بعد أن فقدت ابني الوحيد ذي الخمسة أطفال أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، أكد لي أنه لن يتوانى عن مساعدتي ، وبعد أن تأكد من صدق قولي فوجئت في إحدى الأيام برجل يطرق الباب يقول إنه من طرف الشيخ شماخ وأخبرني أن الشيخ قد قرر لي مساعدة شهرية شريطة أن التزم بأن أجعل أحفادي يواصلون تعليمهم في المدرسة حتى يتمكنون من بناء أنفسهم بعيداً عن صدقات الآخرين.