اعتبر عدد من رجال الاعمال والمستثمرين رحيل الشيخ محفوظ سالم شماخ الذي غيبة الموت أمس بالعاصمة صنعاء خسارة للوسط الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي سيفقد بغيابه احد القامات الاقتصادية المتميزة. ووصفوه في أحاديث بالمرجع الاقتصادي بما يحمله من رؤى عميقة ومعرفة ببواطن الأمور في كثير من القضايا في الجانب الاقتصادي . أما في أعماله التجارية فقد كان كما عرفه الكثير صاحب حس اقتصادي وطني يحمل هماً في زمن الكل منكف على همومه الخاصة، فقد احترف التجارة منذ نعومة أظفاره في مدنية شبام بمحافظة حضروموت التي ولد فيها سنة 1940م حتى وفاته بعد 68 عاماً بعد أن أصبح واحدا من اكبر رجال الأعمال في اليمن. واعتبر نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس رحيل الشيخ محفوظ شماخ خسارة كبيرة على اليمن وخاصة على المستوى الإقتصادي، حيث كان له دور فاعل في الحياة الإقتصادية. وقال" كان يدافع بقوة عن أرائة وكان من رجال الأعمال القلائل الذين اعتبروا الوضع الإقتصادي للبلد على رأس همومهم فكان أحياناً يترك الانشغال بأعماله الخاصة ويشغل نفسه في إيجاد حلول معينة وخاصة لتلك المشاكل المتعلقة بالاستثمار". وأضاف الكبوس" كان له دور بارز في جذب المستثمرين العرب والأجانب ويحرص دوما على الترويج لفرص ومزايا الاستثمار التي تتميز بها اليمن . كما كان يعمل جاهداً من أجل تصحيح الصورة المغلوطة التي تعلق في ذهن بعض المستثمرين الأجانب وخصوصا تجاه مناخات الأمن والاستقرار في اليمن، بالإضافة الى جهوده من اجل تحفيز وتشجيع القطاع الخاص المحلي على الاستثمار في اليمن"، منوها برؤيته الاقتصادية الثاقبة وإيمانه العميق ان تحريك عجلة التنمية مرهون بالتحرك الجدي للقطاع الخاص الذي يعد الشريك الأساسي في تطوير وتنمية الاقتصاد في أي بلد ولا يقل دورة عن الدور الذي تقوم به أي حكومة. ويصف رجل الأعمال محمد بن يحيى الرويشان رحيل شماخ بالخسارة الكبيرة على اليمن خاصة في الجانب الاقتصادي. وقال" كان رحمه الله رجل أعمال من الطراز الأول وله سمعته واحترامه ليس في اليمن فقط وانما على المستوى الدولي كذلك، كما كان رجل يحب الخير ويسعى جاهدا إلى تقديم المساعدة للمحتاجين". وتطرق الرويشان الى الصفات الشخصية والانسانية التي تميز بها الفقيد، منوها بصراحته وواقعيته وقوله الصدق مهما كلف من ثمن، حيث كان الوحيد الذي يتحدث عندما يسود الوجوم على رؤوس الكثيرين في الكثير من المواقف. وقال" كنا نعتبره في القطاع الخاص المرجع لنا عندما تتأزم الأمور معنا في الكثير من القضايا كما كان يمد يد العون للكثير من رجال الأعمال الصغار ويساعدهم ولا يبخل عليهم بالنصح حتى يتمكنوا من الوقوف على أقدامهم والمساهمة في تنمية الوطن". وأضاف" كان له دور كبير في إيجاد الحلول للكثير من القضايا الشائكة وعلى ما أذكر منها مساهمته في إيجاد الحلول عندما اختلف القطاع الخاص مع الحكومة بشأن عدد من القضايا المتعلقة بالضرائب والجمارك، وكان رحمه الله له دور في إيجاد حلول للمشاكل بين القطاع الخاص والحكومة". ويرى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بساحل حضرموت عمر عبد الرحمن باجرش أن الشيخ شماخ من رجال الأعمال ذوي الخبرة والرؤية المستقبلية العميقة في مختلف القضايا، اضافة الى ما يتمتع به من حس اقتصادي واستثماري عالي، ما جعله في مصاف رجال الأعمال الذين لا غنى عن آخذ أرائهم السديدة والاستعانة بمشورتهم. وقال باجرش" شماخ كان مفتاح لحل الكثير من المشاكل التي تواجه القطاع الخاص، لهذا فوافاته ستترك في القطاع الخاص جرحا لن يندمل، فقد كان رحمه الله أخ وأب وصديق ورفيق درب للكثيرين، فقد عرفته منذ صغري فهو من اسرة تجارية عريقة وكان ابوه من اعلام التجار في مدينة شبام بحضرموت ومثله كان ابنه الفقيد محفوظ شماخ مرجعية لنا في الكثير من الأمور والقضايا". وأضاف " كانت له إسهامات خيرية كبيرة فقد كان رئيس الجمعية الخيرية الحضرمية ناهيك عن اعماله الخيرية في مختلف أرجاء اليمن فقد نشأ رحمه الله في أسرة متدينة, وتميز طوال حياته بالسجيا الإنسانية الفاضلة والنبيلة وبالثقافة الواسعة " رئيس مجلس إدارة بنك اليمن والخليج محمد حسن الزبيري يتذكر صداقته للفقيد منذ الثمانييات. ويقول" عرفته رجل أعمال واع ومؤثر في كل من حوله, كما كان اشبه بمخزن كبير من الخبرة في مجال هموم وقضايا القطاع الخاص" . وأضاف الزبيري:كان رحمه الله ذو تجربة ناضجة في النشاط النقابي ورجل المواقف الوطنية ووحدوي حتى العظم من قبل إعادة تحقيق الوحدة بعقود وبعدها، فلم يكن يؤمن إلا باليمن الواحد, فقد رافقته في اللجان التي كنا نشكلها في إتحاد الغرف التجارية الصناعية من الرجال المبرزين فكان الشيخ شماخ على رأسهم والوحيد الذي يستمر في العطاء بعد أن يحبط البعض ويتكاسل البعض الآخر كما أن أرائه ومقترحاته كانت الأكثر إقناعاً للجميع". ويصف الزبيري الفقيد الراحل ب" الجندي صلب المراس ضد الفساد باعتباره آفة معيقة للإستثمار. ويقول :" كان حلمه الكبير ان تكون اليمن كدبي في التطور والنمو"، منوها بإسهامات الفقيد وأدواره في جذب الاستثمارات العالمية نحو اليمن ومساعدة المستثمرين المحليين والعرب والأجانب على انجاح مشروعاتهم الاستثمارية في اليمن". و يتابع الزبيري قائلا :" رحيل الفقيد يمثل خسارة كبيرة للوطن والتنمية والقطاع الخاص, كما خسرته كرفيق وأخ لا يمكن تعويضه" . وأثنى جميع المتحدثون على السجايا الإنسانية للفقيد وحبه لفعل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين واسهامة في تمويل المشاريع الخيرية. ويشيرون إلى أن بوابة منزله كانت تكتظ بالكثيرين من طالبي الاحسان من الأسر الفقيرة والمحتاجة وهو ما يعكس بجلاء سجاياه الحميدة في الايثار وعمل الخير. وتقول الحاجة "تقيه" ذات العقد السابع من العمر:" عندما التقيت الشيخ منذ خمس سنوات وشرحت له حالتي وما أنا عليه بعد أن فقدت أبني الوحيد ذو الخمسة اطفال اكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، أكد لي أنه لن يتوان عن مساعدتي, وبعد أن تأكد من صدق قولي فوجئت في إحدى الأيام برجل يطرق الباب يقول انه من طرف الشيخ شماخ وأخبرني ان الشيخ قد قرر لي مساعدة شهرية شريطة أن التزم بان اجعل أحفادي يواصلون تعليمهم في المدرسة حتى يتمكنون من بناء انفسهم بعيداً عن صدقات الأخرين". وفي الجانب الإنساني والخيري, أيضا أسهم الفقيد الراحل محفوظ شماخ،في تمويل عدد من المشاريع الخيرية ومن ابرزها مستشفى للامراض النفسية والعصبية ودعم المؤسسة الخيرية لدعم مرضى السرطان، كما كان من مؤسسي جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية بصنعاء ومؤسس جمعية حضرموت الاجتماعية الخيرية بالإضافة الى اسهامه في بناء عدد من المساجد والمدارس ورعايته ودعمه لعدد من الجمعيات الخيرية ودور الايتام ومدارس تحفيظ القران الكريم.