تعرضت قناة اليمن اليوم الفضائية للاقتحام من قبل قوات الحرس الرئاسي عصر امس الأربعاء على خلفية تغطيتها الاحتجاجات التي عمت العاصمة صنعاء يوم امس بسبب ازمة المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي وسعت الى اغلاقها ، وفي اول رد قيادة وموظفو قناة اليمن اليوم الفضائية استنكرت بشدة ما قامت به قوات اللواء الاول حماية رئاسية عصر امس الاربعاء من اعتداءات سافرة على موظفي القناة ومصادرة كافة الاجهزة والمعدات والتجهيزات من مقر القناة الرئيسي واستوديو بث الاخبار ، ونهب أجهزة ومقتنيات الموظفين والعاملين في القناة بعد اشهار الاسلحة في وجوههم وإجبارهم على مغادرة مقر عملهم تحت تهديد مختلف أنواع الاسلحة التي لا تستخدم إلا لمداهمة الاوكار الارهابية .ونددت قيادة وموظفو القناة بالتصرفات والأعمال غير المسؤولة لجنود اللواء بحق القناة والعاملين فيها ، رغم حرص القناة على تناول الاحداث بمهنية وحياد بحسب مجرياتها على الواقع في وقت تبث قنوات أخرى الاكاذيب وتمتهن قلب الحقائق وتسعى جاهدة لتأجيج الشارع ، مؤكدين أن انتهاج مثل هذه الاساليب لم يعد مجدياً لاخفاء الحقائق وانتهاك الحريات الاعلامية ، بل وتعد مخالفة صريحة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي أكدت على حرية الاعلام والرأي والرأي الآخر ، كما تتنافى مع مضامين التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية.وأكدت قيادة القناة وموظفوها أن ما تعرضوا له تهديدٌ صريحٌ لاجواء الوفاق الوطني ويهدد بنسفه وحملت قيادة وموظفو القناة في بيانهم رئيس الجمهورية كامل المسؤولية عن كل ما حدث لموظفي القناة من انتهاكات وترهيب وتنهب وتهديد ووعيد ، داعين نقابة الصحافيين والاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمات حقوق الانسان الى اتخاذ موقف حازم ازاء ما حدث للقناة وموظفيها.كما تؤكد قيادة وموظفو القناة تمسكهم بحقهم القانوني بمقاضاة كل من شارك في ترويع العاملين في القناة ونهب معداتها ، مطالبين بفتح تحقيق عاجل حول ما حدث للقناة من انتهاكات ، معتبرين ما حدث امتداداً لمسلسل تكميم الأفواه ومحاولةً لإخفاء ما يحدث في الشارع من سخطٍ واحتجاجات شعبية واسعة بعد عجز الحكومة عن توفير متطلبات الحياة المعيشية الضرورية.الى ذلك عقدت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني الديمقراطي اجتماعاً استثنائياً مساء اليوم برئاسة / علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام ، خصص الاجتماع لمناقشة المستجدات السياسية على الساحة الوطنية .واستعرض الاجتماع الاوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر بها البلد والتي تتزامن مع اختلالات أمنية تعيشها مختلف مناطق الجمهورية مما يزيد الاوضاع سوءً وينعكس سلباً على حياة الناس ويزيد من معاناتهم اليومية مطالباً رئيس الجمهورية والحكومة توفير المشتقات النفطية والتيار الكهربائي التي يُمثل انعدامها اليوم أخطر ممارسة على عاتق الوطن والمواطنين ، فقد سبب انعدامها خسائر فادحة للمزارعين وأصحاب المصانع وأضر بحياة الناس بحيث أصبح استمرار هذه الاوضاع المأساوية فوق طاقة الشعب وقدرتهم على التحمل .كما وقف الاجتماع امام التطورات التي شهدتها العاصمة صنعاء ، واقتحام مقر قناة اليمن اليوم من قبل قوات الحرس الرئاسي حيث عبر المؤتمر العبي العام وأحزاب التحالف عن إدانتهم واستنكارهم الشديدين لعملية اقتحام ومداهمة قناة اليمن اليوم ومصادرة أجهزتها وممتلكاتها وإيقاف بثها .وأكد المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أن هذا العمل لا يتفق مع قيم الديمقراطية وحرية الاعلام والممارسة السياسية التعددية في أي بلد ديمقراطي ، معتبرين أن اقتحام قناة اليمن اليوم يمثل مخالفة صريحة وواضحة وانتهاكاً سافراً لنصوص الدستور والقانون وتعدياً على حرية الرأي والتعبير ومبادئ العمل الديمقراطي التعددي وتجاوزاً لمضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تضمنت التأكيد على إفساح المزيد من الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير . وطالب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بسرعة إعادة أجهزة وممتلكات ومعدات قناة اليمن اليوم وكافة ما تم نهبة من قِبل الحرس الرئاسي وتقديم اعتذارٍ رسمي على عملية الاقتحام . وأكد الاجتماع احتفاظ القناة بحقها القانوني في مقاضاة من قاموا باقتحامها ونهب معداتها وممتلكاتها . وعلنت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في حالة انعقاد دائم ؛ حيث من المقرر أن يصدر في نهاية الاجتماع بياناً يوضح موقف المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي من مختلف القضايا الوطنية . وفي سياق متصل نشرت صحيفة " الثورة " الرسمية خبرا تحت عنوان " لهذا تم إغلاق قناة "اليمن اليوم" .. والحليم بالإشارة يفهم " حيث قالت انه " عندما تتحول أية وسيلة إعلامية إلى أداة تحريض على التخريب والعنف وإشعال فتيل الفتنة وتهدد السلم الاجتماعي.. فهي بذلك تصبح خطراً على أمن واستقرار الوطن والمجتمع ومصالح البلاد والعباد". أوضحت الصحيفة الرسمية بأن " "قناة اليمن اليوم" عرف عنها بأنها تتبع المؤتمر الشعبي العام إلا أن معظم قيادات المؤتمر لا علم لهم بمن يديرها وبأي سياسة إعلامية تدار". كما قالت بان " القناة المذكورة لم تحصل على تصريح رسمي من وزارة الإعلام إلا أن القائمين على قناة "اليمن اليوم" لم يعيروا هذا الجانب أي اعتبار وكأنهم لا يزالون يتحكمون بكل شيء وكان الوطن حظيرة في أملاكهم وممتلكاتهم, موضحة بأنه تخم اغلاقها أمس " بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأصبحت وسيلة هدم تناهض إرادة الشعب اليمني في التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على المساواة والعدالة والديمقراطية والحكم الرشيد". واستطرد الصحيفة بالقول " وهنا لابد من الإشارة إلى أن الشعب اليمني لم يعد يأبه لأحلام أولئك الذين يحاولون أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء عليه بعد أن جربهم وخبرهم دهراً غير يسير". مختتمة قولها " الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء كل القنوات والوسائل الإعلامية التي تنحرف في رسالتها أو تنحرف عن مسارها الوطني والرسالة الإعلامية التي تصب في تكريس أمن الوطن واستقراره أو تثير الفتن وتحرض على التخريب والعنف والفساد وتعتمد على الزيف والأكاذيب لخدمة مصالح مشبوهة أياً كانت".