يحل علينا بعد أقل من مائة ساعة شهر كريم، شهر الرحمة والعفو والمغفرة، شهر التراحم والتلاحم، شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في الساحة اليمنية: كيف ستكون اليمن خلال هذا الشهر، هل ستصوم جماعات (من شتى الطوائف) تعودت على سفك الدماء في غير رمضان، وفي أكثر من مكان، أم أنها ستظل على نفس المنوال؟.. هل ستضع آلة الحرب والدمار جانبًا احترامًا للشهر الفضيل، أم أنها أضحت عمياء البصر والبصيرة؟، هل ستغلّب مصحلة البلاد والعباد على مصالح أفكارها العقيمة التي عفى عليها الزمن، وأضحت في مزبلة التاريخ، أم أن العكس سيظل ديدنها؟!! هل نلمس صومًا للفاسدين والمفسدين في البلاد، أم أن فسادهم سيزداد في الشهر الفضيل؟!!، هل سيكون هذا الشهر الكريم شهرًا للتقارب والتآلف والتسامح بين اليمنيين، أم أنه سيظل مثل غيره من الشهور شهر الحشد والتأليب ضد بعضنا البعض؟!! فشتّان بين من يصوم طوال نهار ليفطر بدماء بني البشر وبين من يصوم نهاره ويفطر بقنينة ماء وحبّات تمر..!! ، والبون شاسع بين من يمنع نفسه طوال اليوم عن الأكل في الوقت الذي ينهي صومه بنهب أموال الناس بالباطل، فشتان بين الإفطارين..!!