مع اقتراب ذكرى استقلال الجنوب تسارعت الترتيبات في الشارع الجنوبي على المستويين القيادي والشعبي لفرض واقع جديد على الأرض قد يمثل البداية الحقيقية لانفصال الجنوب عن الشمال، ففي حين تسارعت خطى توحيد الصف القيادي للحراك الجنوبي في ظل تصاعد الدعوات لسرعة عقد مؤتمر جامع لاختيار قيادة موحدة للجنوب، وفيما تتبع المكلا خطوات عدن التصعيدية فيما له علاقة برفع أعلام الجنوب بدلا عن أعلام الوحدة على مختلف الدوائر الحكومية والمدارس، وانضمام موظفي المؤسسات الحكومية إلى الاعتصام المطالب بتقرير المصير.. وصل السيد عبدالرحمن الجفري - رئيس رابطة أبناء الجنوب - إلى مدينة المكلا بحضرموت أمس الثلاثاء، برفقة عدد من القيادات من مختلف الفصائل منهم محسن بن فريد وفضل نادي والعميد علي السعدي ويحيى صالح وشلال شائع لإجراء مباحثات مع القيادي حسن باعوم. وعلى ذات الاتجاه، وفيما يكرس الجفري نفسه زعيمًا متوافقًا عليه يسعى إلى لملمة تشظي الكيانات الجنوبية، فقد كان لافتًا تحولاً في خطابه حول عملية تقرير المصير وبدلا من دعواته إلى السلمية فقد قال في كلمة ألقاها أمام فعالية جماهيرية حين وصل المكلا: إن المرحلة القادمة هي مرحلة حسم ثوري لاستعادة دولة الجنوب وطرد الاحتلال اليمني، ثم بناء دولة في الجنوب فيدرالية تضم كل شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب". ورأى الجفري ضرورة توحيد صفوفهم والبدء في التحضير لمؤتمر جنوبي جامع يجمع كل القيادات الجنوبية على طاولة التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب العربي.. كما دعا كل موظفي السلك الحكومي من أبناء الجنوب إلى ضرورة العودة السريعة لأهلهم وشعبهم وتأييد مطالبهم التحررية قبل ال 30 من نوفمبر المقبل.. إلى ذلك أكد القيادي في الحراك الجنوبي "احمد عمر بن فريد" أنه سيحدث في 30 نوفمبر بعدن حالة استثنائية قد تتوج بها مطالب الجنوبيين في ظل وجود توجه لإحداث تغيير سياسي على الأرض، مشيرًا إلى أن نظال الجنوبيين لن يستمر باعتصامات وتظاهرات فقط. كما حث الأمين العام لرابطة الجنوب العربي الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة العولقي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع بسرعة الدعوة لعقد المؤتمر الجامع.. محذرًا من ضياع القضية الجنوبية في ظل ما أسماها بالتحالفات الجديدة التي تجري في صنعاء، والذي قال: إنها قد تضع القضية الجنوبية في مأزق ما لم يسارع الجنوبيون إلى توحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم، والتسريع بعقد المؤتمر الجامع لتشكيل قيادة سياسية موحدة.. إلى ذلك وفيما تعد ساحة الاعتصام في عدن مكانًا تجتمع فيه مختلف التوجهات، وتعاني - بحسب مصادر - من اختلافات حول مسالة تقرير المصير.. أوضح الشيخ حسين بن شعيب رئيس اللجنة الإشرافية لمخيم الاعتصام عن مصاعب تواجههم داخل المعتصم.. مشيرًا إلى أن أهمها ينحصر في وجود بعض الخيام التي تجمع الأموال دون التنسيق معنا، ولا نعلم أين تصرف هذه الأموال، ومن هي الجهة التي خولت قناة "عدن لايف" بجمعها، وكذا إظهار كشوفاتهم، ولم يظهروا كشوفات اللجنة الإشرافية للمخيم. وبخصوص الحساب البنكي الذي هو باسم شخص يدعى عبدالله صالح مقبل قال: فلم أستلم منها ريالا واحدا، وأقول ذلك من أجل الأمانة والشفافية.. وكشف عن وجود لوبي يشتغل داخل الاعتصام، ويسعى بعمله عن طريق التلاعب بأمور التغذية، ووجبة الغذاء بالتحديد، ومن أن مجاميع تدخل للساحة عند توزيع الغذاء، وتسحب كميات إلى خارج المخيم بغرض الارتزاق وجعل المعتصمين بدون غذاء. وأفاد بن شعيب عن ملاحظته بالفترات الأخيرة للبعض ممن يمارس أعمالا غير وطنية وغير أخلاقية حيث يتسببون في إثارة النعرات (المناطقية) بين أبناء الجنوب بقصد أو بغير قصد، ونحن إلى هذه اللحظة اتبعنا معهم سياسة ضبط النفس، ولذلك ننصح كل الجنوبيين أن لا يتجاوبوا مع أي استفزاز أو غيره، أن يكونوا أكثر إدراكًا ووعيًَا لمثل هذه التجاوزات.. وقال: إن هناك مشكلات كثيرة، ولكنها أقل أهمية مثل وجود الخلافات والمكايدات وعدم التفاهم الموجود بين المكونات السياسية والشبابية بشكل متعمد أو غير متعمد.