في محاولة لإعطاء الخلاف مع الحوثيين حول تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة بُعدًا جهويًّا فشل نجل الرئيس هادي بجرّ الحراك الجنوبي الموالي لنظام صنعاء بالوقوف لمواجهة الحوثيين، كما رفض الحراك الجنوبي - أيضًا - تبنِّي قضية الدكتور أحمد بن مبارك، والتزم الصمت إزاء المواجهات التي انتهت بإسقاط أكبر ألوية الحماية الرئاسية بصنعاء، وسقوط دار الرئاسة، ومحاصرة القصر الجمهوري، إضافة إلى المواجهات التي حصلت أمام منزل هادي.. كما أن الشارع الجنوبي لم يلتفت إلى ما حدث ويحدث في صنعاء، بل استمر في نضاله السلمي بتنفيذ العصيان المدني في عدد من المحافظات الجنوبية رغم المناشدات والدعوات والنداءات الصادرة باسم الجنوبيين في صنعاء، وهو ما دفع الرئاسة اليمنية إلى الاستعانة بالسلطات المحلية في محافظاتعدنوشبوة للقيام بدور مضاد لاختطاف بن مبارك، والتصعيد الحوثي ضد الرئيس هادي. وفي حين تبنّت السلطة المحلية في محافظة شبوة عملية إيقاف عمل الشركات النفطية في "قطاعات العقلة وجنات" للضغط على جماعة الحوثي، بالإضافة إلى صدور توجيهات رسمية لشركات نفطية حكومية في حضرموت بإيقاف أعمالها، إلا أن تلك المحاولات التي تكبّد البلد عشرات الملايين من الدولارات بصورة يومية لم تُلفت نظر الحوثيين، التي اعتبرها مراقبون لا تستهدف جماعة أنصار الله (الحوثيين) بقدر ما تستهدف المصلحة الوطنية العليا. وعقب فشل آلية إيقاف الشركات النفطية المحلية والأجنبية من العمل لوّحت قيادات موالية للرئيس هادي في محافظة عدن بذلك، وقال تلفزيون عدن - الذي تعتمد عليه وزارة الإعلام اليمنية لنشر الأخبار، بعد أن أعلنت خروج وكالة الأنباء الرسمية والفضائية الرسمية عن سيطرتها - إن اللجنة الأمنية في إقليم عدن، ستُغلق المجال الملاحي الجوي والبحري لأي نشاط، والبري للمجموعات المسلحة منذ الساعة السابعة صباحاً من اليوم الأربعاء. ونقل التلفزيون عن اللجنة أنها تُحمّل جماعة الحوثيين مسؤولية ما يتعرض له الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك ورئيس الحكومة خالد بحاح. ووصفت اللجنة الأمنية لإقليم عدن، التي يرأسها الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، المقرب من هادي، ويديرها شقيق هادي أمنيًّا ناصر منصور هادي، رئيس فرع جهاز الأمن السياسي بمحافظات (عدن، أبين، لحج) بأن ما يحدث يُعد انقلابًا على الشرعية الدستورية الممثلة بالرئيس اليمني والعملية السياسية.. وقالت إنها ترفض تلك المساعي التي تمس بتلك الشرعية.. وإنها في حالة انعقاد دائم بالتزامن مع التطورات المتسارعة في صنعاء. إلى ذلك اعتبر الحراك الجنوبي ما يدور في صنعاء شأنًا يخص صنعاء وأقطاب مراكز النفوذ فيها، وأن الجنوب ليس طرفًا فيها. وأصدرت مكونات الحراك الجنوبي، التي تداعت إلى محافظة عدن في لقاء طارئ - مساء أمس الثلاثاء - بيانًا مشتركًا حول تدهور الأوضاع في صنعاء، وأكدت بأن ما يجري في صنعاء ليس سوى انعكاس لتفاعلات تتصاعد منذ فترة ضمن إطار الصراع على مراكز القوة والقرار من أجل السيطرة على اليمن والجنوب، وذلك مسنود بتدخلات إقليمية ذات مطامع معروفة للجميع. وأكدت أن مكونات قوى الثورة الجنوبية التحررية المؤمنة بالتحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على حدودها الدولية المتعارف عليها، في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأحداث، وتتواصل مع كافة القوى ومكونات الثورة الجنوبية الأخرى. وأكد البيان أن العمل جارٍ من أجل وحدة الصف، وإيجاد قيادة جنوبية تقود شعبنا وتُمثّله أمام العالم من خلال مؤتمر وطني (المؤتمر الجنوبي الجامع للتحرير والاستقلال)، واستكمال كافة الترتيبات الضرورية لعقده. ودعا البيان الجنوبيين المشاركين في سلطة صنعاء إلى الاتعاظ مما يجري، والالتحاق بثورة شعبهم ومشاركتهم الفعالة لانتصار أهداف ثورة الجنوب التحررية. كما جددت قوى الحراك الجنوبي رفضها المطلق لكافة المشاريع المنتقصة، ومنها مشاريع الفيدرالية، الاستفتاءات أو الانتخابات التي رفضها شعبنا في كل مراحلها السابقة. وحيّت جماهير شعب الجنوب الصامدة في المخيمات وساحات الاعتصام في عدن والمكلا، وأهابت بهم إلى المزيد من التصعيد الثوري السلمي، والثبات في ميادين الشرف والبطولة . وناشدت قوى الثورة الجنوبية التحررية دول مجلس التعاون الخليج وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي وبقية دول العالم الوقوف إلى جانب شعبنا وقضيته العادلة ليتمكن من تحقيق كافة أهدافه وتطلعاته المشروعة. وفي إطار تواصل التصعيد الجنوبي لاستعادة الدولة شهدت ساحة الاعتصام بعدن - أمس الثلاثاء - مسيرة جماهيرية رمزية تقدمها عدد من القيادات والنشطاء الجنوبيون المرابطون في ساحة الاعتصام.. المسيرة التي جابت مخيمات الاعتصام مرورًا بالشارع العام، وقوفًا أمام منصة الاعتصام، حيث رددت الشعارات الثورية المطالبة للمجتمع الدولي والإقليمي بالتدخل لإنقاذ شعب الجنوب من القتل والتشريد، وقصف المدن وترويع السكان الآمنين في المنازل من قِبل قوات الاحتلال اليمني.