سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هادي يترك أمر قيادة القوات الخاصة معلقًا.. وإيكال مهمة الإيقاع بهم إلى القاعدة واللجان الشعبية التي تخطف وتقتل "الوسط" تنشر القصة الكاملة لتفجّر الأوضاع في عدن والصراع لإسقاط معسكر الأمن وقائده مستمر
بعد أن رفض العميد عبدالحافظ السقاف العديد من المناصب العليا التي عُرضت عليه مقابل تخليه عن القوات الخاصة، أوقف هادي مختلف الوساطات، تاركًا الأمر للجنة الشعبية لتقوم بما يشبه حرب عصابات ضد أفرادها؛ إذ تقوم عناصر من القاعدة واللجان بعمليات قتل طالت جنودًا وضباطًا في أكثر من منطقة بعدن، بالإضافة إلى ممارسة أعمال ترويع ضد الجنود الذين يرابطون في المنشآت، ومن ذلك خطف 7 جنود تابعين للقوات الخاصة، وتحولت عدن إلى ساحة لتجميع القاعدة، وقامت هذه العناصر - مساء يوم أمس - بإطلاق قذائف على نقطة العريش، مما أدى إلى جرح اثنين من أفراد الأمن قبل أن يلوذوا بالفرار، بعد أن تم الرد عليهم بضرب نار كثيف. وترك هادي أمر تغيير قائد الخاصة معلقًا دون حسم بعد أن تأكد له استحالة القضاء على هذه القوات وتسريحها، كما حدث مع كتائب تابعة للحرس الجمهوري سابقًا، الذي تم ترحيل أفرادها وإهانتهم. وعلمت "الوسط" من مصادر عسكرية موثوقة أن السبب الرئيس في تفجر الصراع، مساء قبل يوم أمس الاثنين، والذي أدى إلى مواجهات بين أفراد الأمن واللجان الشعبية هو قيام هادي بالتوجيه عبر قائد المنطقة الرابعة اللواء 39 في معسكر بدر بضرب معسكر قوات الأمن الخاصة بالدبابات ودكه، وهو ما أدى إلى تمرد الجنود والضباط في اللواء، وكذا كتيبة القوات الخاصة المتواجدة معه، وتطور الأمر إلى ما يشبه التمرد من قِبل أكثر من معسكر في المنطقة الرابعة، لتبدأ بعد ذلك محاولات اللجان الشعبية بالهجوم على المعسكر، والتي لم تستطع الصمود، ما أدى عقب ذلك إلى إعادة سيطرة القوات الخاصة على المطار قبل أن يتم تسليمه إلى كتيبة الخاصة (يوم أمس)، والتي أحكمت سيطرتها على مداخل المطار الخارجية كاملة، كما تم إخلاء مداخل المطار من اللجان الشعبية، وصارت تتواجد خارجه بمسافة بعيدة، وهو ما جعل المطار يعاود عمله بشكل طبيعي ابتداءً من مساء أمس. وأكد مصدر أمني ل"الوسط" عن إلقاء القوات الخاصة القبض على سيارة هايلوكس محملة بالأسلحة والذخائر، ومنها "آر بي جي" تابعة لمسؤول اللجان الشعبية في المطار، المدعو جمال السدح، ويكنى أبو الخطاب المقدشي، وهو أحد المتشددين القاعديين الذين حاربوا في أكثر من بلد. وبحسب المصدر فإنه تم أسره أثناء محاولة هجومه على قوات الأمن الخاصة مساء قبل يوم أمس الاثنين.. هذا وتقوم القوات الخاصة بحراسة البنك المركزي والمحافظة والموانئ والمصافي والكهرباء والكثير من المنشآت. إلى ذلك، وفي ما يمكن عدها محاولة لكسب الوقت، بغرض الاستعداد لإسقاط القوات الخاصة، أصدر هادي أمرًا عملياتيًّا موجهًا إلى وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان من غرفة عمليات 22 مايو، وجه فيها بأنه نتيجة للظروف التي تمر بها البلاد، وللحفاظ على القوات المسلح والأمن وممتلكاتها تقرر منع أي تنقلات أو استبدال أو سحب أو إرسال أية وحدات عسكرية من وإلى المنطقة العسكرية الرابعة وبقية المناطق الأخرى إلا بعد التنسيق معنا مسبقًا، وحاول البعض إيهام أفراد المعسكر من أن القرار ينطبق على قائدهم السقاف أيضًا، وهو ما لم تشر إليه البرقية، وإنْ تلميحًا. وعلى ذات السياق أكد مصدر موثوق ل"الوسط" أنه، وعقب فشل إسقاط الخاصة، أطلق شقيق الرئيس ناصر منصور يد لجان أبين الشعبية لتمارس القتل والخطف ضد شماليين.. واستبدل هادي قراره بتعيين بديلاً لقائد قوات الأمن الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف، والذي رفضه ضباط وجنود، حيث أخبر شهود عيان مراسل الصحيفة بأن عشرات المواطنين الشماليين خطفوا خلال اليومين الماضيين، ومن هؤلاء ما يقارب ال15 مواطنًا شماليًّا تم خطفهم بمجرد وصولهم إلى مديرية دار سعد عبر حافلة تتبع النقل البري، وتم اقتيادهم إلى أماكن مجهولة. هذا وأرغم صمود قوات الأمن الخاصة وقائدهم العميد السقاف، رغم الترهيب والترغيب الذي مورس عليهم، هادي بتغيير قراراته أكثر من مرة. ويعد بقاء القوات الخاصة السبب الأهم بعدم سقوط عدن بيد الفوضى التي تم التخطيط للوصول إليها من خلال جلب المسلحين تحت مسميات مختلفة اختفت تحتها القاعدة، وكل من أراد أن يضرب المدينة كرمز للمدنية والتعايش. وتصاعدت حدة الأحداث عقب إصدار هادي قرار تعيين قائد عسكري هو ثابت جواس كقائد لقوات الأمن الخاصة بدلا عن العميد عبدالحافظ السقاف قبل أن يعود ويتراجع هادي عن تعيين جواس واستبداله بعدلان حتيس حين رفض السقاف المعين الجديد؛ خوفًا على جنوده من أن يُسرحوا ويهانوا كما حصل مع كتائب عسكرية سابقة.. وشهدت الأيام القليلة الماضية وساطات عدة لثني السقاف عن قراره بعدم القبول بإسقاط المعسكر لصالح اللجان الشعبية، من خلال تسليمه لقائد آخر مصحوبة بحملة إعلامية شرسة من قبل إعلام نجل هادي واتهامات بالتخوين والتهديدات بدك المعسكر واقتحامه، إلا أن ذلك لم يؤثر على القائد أو على جنوده الذين انتشروا خارج المعسكر لمواجهة أية محاولة لهجوم من قبل اللجان الشعبية. وكانت جرت مفاوضات مكثفة قادها محافظ عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وناصر منصور وآخرون في مقابل ضغوط وتهديدات باقتحام المعسكر. بالمقابل سعى ناصر ومن معه إلى فرض 500 من اللجان الشعبية على معسكرات عدة في المنطقة الرابعة بموازاة الإعلان عن تجنيد 40 ألف جندي من الجنوب بتمويل سعودي في محاولة لخلق قوة بديلة لقوات الشمال. وتحول قرار إبعاد قائد قوات الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف إلى قضية رأي عام طوال الأيام الماضية، ومثار اهتمام تجاوز عدن التي عاش سكانها قلقًا مضاعفًا من احتمال تفجر الوضع، وبالذات بعد انتشار جنود المعسكر خارج أسواره بالتوازي مع محاولة اللجان الشعبية محاصرة المعسكر قبل أن يتطور الأمر إلى نشر دبابات على مقربة من المعسكر.