مع انتظار أن تكشف الأيام القليلة القادمة عن نتائج مباحثات يمنية أمريكية تجري حاليا في كل من صنعاء وواشنطن –وفقا لتأكيدات مصادر موثوقة ل(الوطن)-حول المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو لعودتهم إلى اليمن أو تأجيل ذلك الأمر إلى زمن ووقت غير محددين ،لاسيما مع استدعاء الرئيس على عبدالله صالح السفير الامريكى بصنعاء ستيفن تشس وسلمه رسالة إلى الرئيس الامريكى جدد فيها المطالبة بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين فى جوانتانامو وتسليمهم للحكومة اليمنية كما طالبت بتسليم اليمنيين الذين يقضون عقوبات فى السجون الامريكية بموجب احكام قضائية وذلك لاستكمال فترة العقوبة فى السجون اليمنية ووفقا للأحكام الصادرة بحقهم وفى مقدمتهم الشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد. إلا أن هذه القضية الطاغي اهتمامها على كل اليمنيين خرجت خلال الثلاثة أيام الماضية لتتحول الى مادة للمهاترات الإعلامية المليئة بالمكايدة السياسية بين تأكيدات من قبل المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) وحكومته بتفجير مفاجئة حول هذا الأمر ، وتشكيك حزب(الإخوان) التجمع اليمني للإصلاح المعارض مستدلا بدلائل أمريكية. يوم الجمعة الماضية بث موقع الحزب الحاكم (المؤتمر نت) تأكيدات القيادي المؤتمري وعضو اللجنة العامة(المكتب السياسي) محمد علي أبو لحوم نجاح مساع وجهود حثيثة للحكومة اليمنية ومباحثات لدى السلطات الأمريكية للإفراج عن معظم معتقلي اليمن بمعتقل غوانتانامو. وقال أبو لحوم-رئيس دائرة العلاقات الدولية بالأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام- إن جهود ا حثيثة بذلتها الحكومة اليمنية ممثلة بوزارتي الخارجية وحقوق الإنسان خلال السنوات الماضية للمطالبة باليمنيين المعتقلين في غوانتنامو أثمرت مؤخرا في التوصل لاتفاق مع السلطات الأمريكية للإفراج عن 70 معتقلاً يمنياً في القريب العاجل كمرحلة أولى.منوهاً بجهود أخرى في هذا الصدد لعدد من المحامين اليمنيين وغير اليمنيين.معلنا جاهزية اكتمال إجراءات الإفراج عن المعتقلين وكذا جاهزية الحكومة اليمنية لاستقبالهم في القريب العاجل. وسرعان ما جاء رد حزب الاصلاح سريعا لتظهر من تلك التصريحات للمؤتمر بأنها غير صحيحة وليست إلا مزايدات مستدلة بتصريح لوزارة الخارجية الأمريكية . حيث نشر موقع الحزب (الصحوة نت ) خبرا قال فيه أن وزارة الدفاع الأمريكية نفت صحة الخبر الذي أورده إعلام الحزب الحاكم وبعض وسائل الإعلام الرسمي حول نجاح حكومة المؤتمر الشعبي العام في الإفراج قريبا عن 70 يمنيا معتقلا في جوانتناموا . وبحسب الصحوة نت فقد" أكدت وزارة الدفاع الأمريكية في تعليق لها على الخبر أنها لا تخطط لإطلاق 70 سجينا يمنيا معتقلين في جوانتناموا ، وقال المتحدث بإسم البنتاجون جيفري جوردون بأن التصريح الذي قاله قيادي في المؤتمر الشعبي العام بأن الولايات المتحدة الامريكية أكدت لليمن أنها ستنقل 70 معتقل غير صحيح وان البنتاجون يعترض على عودة اليمنيين لأن الحكومة اليمنية لم تتخذ خطوات كافية لضمان عدم عودتهم إلى ممارسة أنشطتهم. واضاف موقع الصحوة ان "المتحدث باسم البنتاجون ارجع عدم انخفاض عدد السجناء اليمنيين في معتقل غوانتناموا بشكل عام لعدة أسباب أهمها حسب قوله اخفاقات الحكومة اليمنية إلى جانب قلقنا من مستوى التهديد الذي سيشكله المعتقلين على المجتمع الدولي". وقال جوردن "إلى أن يكون لنا قدراً من الثقة في أن الحكومة اليمنية ستكون قادرة على إتخاذ اجراءات مناسبة للتخفيف من التهديد الذي يمثله مواطنيها على المجتمع الدولي فإن قدرتنا في نقل اعداد أكبر من اليمنيين ستكون محدودة وأكد جوردن ان هناك ما يقارب من 275 معتقل في غوانتناموا وقد تم التأكد من ان العشرات بالإمكان إعادتهم إلى أوطانهم إلى أن الولايات حاولت جاهدة العثور على حكومات ترغب في أخذهم. وبالرغم من ذلك الرد الإصلاحي بالدلائل على ما نشرة اعلام الحاكم إلا أن الأخير هاجم ذلك الرد هذه المرة على لسان رئيس تحرير موقع الحزب (المؤتمرنت ) عبدالملك الفهيدي في مقالة وصف بها تعاطي موقع حزب الإصلاح مع نفي البنتاجون بأنه تم بصورة "غير مهنية من باب المكايدة السياسية لحكومة المؤتمر الشعبي العام." وقال "كان يمكن للإصلاح وإعلامه أن يواريا سوءاتهما لو أن التعامل مع خبر (ناطق البنتاجون) تم بمهنية خصوصاً وأن ذلك الإعلام لم يتعامل مع خبر مساعي الحكومة اليمنية للإفراج عن (70) معتقلاً يمنياً في "جوانتانامو" . وأضاف "إنه تعاطٍ يعكس صورة نموذجية لكيفية تغليب الموقف السياسي على المعايير المهنية"."وكشف احتفاء الإعلام الإصلاحي بخبر ناطق "البنتاجون" أن المكايدة السياسية للمؤتمر وحكومته من قبل حزب الإصلاح تجعلك لا تستبعد أن تجد هذا الحزب وإعلامه ذات يوم يدافعان عن حق الولايات المتحدة في استمرار احتجاز الشيخ المؤيد ورفيقه زايد – المنتميان للإصلاح – والمحكومان بالسجن في الولايات المتحدة بتهم تمويل الإرهاب في حال نُشر خبر عن نجاح حكومة اليمن في الحصول على موافقة أمريكية بالإفراج عنهما". وتابع "بعيداً عن الخوض في طريقة الابتسار الذي تعامل به إعلام الإصلاح حتى مع خبر ناطق البنتاجون- يمكن المقارنة بين ما أورده موقع "الصحوة نت" وموقع "نبأ نيوز" لذات الخبر - تثار هنا تساؤلات عديدة أمام إخواننا الإصلاحيين من قبيل البحث عن الفرق بين المطالبة بالإفراج عن القياديين الإصلاحيين الشيخ المؤيد ورفيقه زيد، وبين المطالبة بالإفراج عن معتقلي "جوانتانامو".. وبين ذات المطالبة برفع اسم الشيخ الزنداني من قائمة المتهمين بتمويل الإرهاب، أليسوا جميعاً يمنيين ؟.أم أن المكايدة السياسية والنكاية بالمؤتمر وحكومته تصبح مبرراً لدى الإصلاحيين للتعامل مع معتقلي اليمن "بجوانتانامو" وفقاً لأهواء سياسية ينحرف مسارها بنحو (180) درجة عن التعاطي مع قضية المؤيد وزايد، خصوصاً وأن الجميع كانوا – ولا يزالون – محسوبين على تيار الإخوان المسلمين: فكرياً وأيدلوجياً،حتى لدى الأمريكيين الذين كانوا ولا يزالون يرون في الحركات الإسلامية على شاكلة الإصلاح تنظيمات إرهابية، ومع ذلك فقد باتوا لدى إعلام الإصلاح أشبه بالإخوة في الله - فيما أصبح المؤتمر هو العدو اللدود لهم!