فيما دشنت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الحملة الوطنية التعريفية بأخطار مرض السرطان في اليمن بالتعاون مع برنامج المستشفي السعودي الألماني لخدمة المجتمع والغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة.أكدت دراسة يمنية حديثة أن متوسط الإنفاق الشهري لمريض السرطان يبلغ حوالي 70 ألف ريال يمني في حين يبلغ متوسط التكلفة الإجمالية لمعالجة مريض السرطان الواحد 350 ألف ريال. وأوضحت الدراسة التي شملت 977 مريضا بالسرطان في مستشفيات أمانة العاصمة خلال الفترة من ديسمبر 2006م إلى مايو 2007م وقدمها عشرة خريجون اليوم في المؤتمر العلمي التاسع عشر لأبحاث التخرج بكلية الطب والعلوم الصحية جامعة صنعاء، أن إجمالي تكاليف المعالجة ل 58 ر 16 بالمائة من المرضى تجاوزت المليون ريال. الدراسة التي هدفت إلى اضاح العبء المالي والأعباء الاجتماعية المصاحبة للمصابين بمرضى السرطان بالاعتماد على نموذج أمانة العاصمة، قالت أن 72 بالمائة منهم اضطروا للاستدانة لتغطية نفقات العلاج إلى جانب مدخراتهم، وأن 46 بالمائة اضطروا لبيع ممتلكات، وأن 18 بالمائة استعان بمساعدة الآخرين، ولجأ 7 بالمائة من المرضى لطرق أخرى لتغطية النفقات منها جهة العمل والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان. وبحسب الدراسة فقد تفاوت الدخل الشهري للمرضى حيث كان دخل 33 بالمائة من المرضى ما دون 20 ألف ريال، بينما كان دخل 19 بالمائة أقل من 10 آلاف ريال ومثل ذوي الدخل غير المنتظم نسبة 15 بالمائة من المرضى، في حين بلغت نسبة من يتجاوز دخلهم 60 ألف ريال 4 بالمائة. وذكرت الدراسة أن 14 بالمائة من المرضى سافروا إلى الخارج وتصدرت قائمة الدول مصر تليها الأردن فالسعودية ثم الهند، وأن متوسط إجمالي تكاليف السفر مليون و 25 ألف ريال. في حين قامت المستشفيات الحكومية بتغطية ما نسبته 70 ر 98 بالمائة من المرضى وأن مركز الأورام كان الأكثر استقبالا بنسبة 74 بالمائة. وبينت الدراسة أن نسبة الذكور إلى الإناث متقاربة في الإصابة بالسرطان حيث بلغت 1ر50 بالمائة و9 ر 49 بالمائة على التوالي. وأوصت الدراسة بضرورة زيادة مخصصات مرض السرطان في إطار موازنة القطاع الصحي وإنشاء مراكز متخصصة لعلاج الأورام في عواصم المحافظات يتوفر فيها كافة الفحوصات والمعالجة مجانا. من جهة ثانية تهدف الحملة الوطنية لمكافحة السرطان التي تستمر للفترة من 5 الى 30 مارس الجاري إلى تعريف الجمهور وأصحاب القرار بحجم المشكلة التي تعاني منها اليمن نتيجة انتشار مرض السرطان مقارنة بالمشاكل الأخرى وكذا التعريف بالحلول الموجودة والحلول المطلوب تواجدها وحجم تأثيرها على محاربة انتشار السرطان. ويتضمن برنامج الحملة لقاءات ميدانية وتلفزيونية بمهتمين ومستهفين ومختصين بالاضافة الى حفلات فنية توعويه لحشد الدعم الشعبي للمصابين بهذا المرض الفتاك ويقام على هامش الحملة يوم مفتوح في التلفزيون للتوعية والتبرع والذي سيبث على ثلاث قنوات فضائية وقناة أرضية بالإضافة إلى نحو عشر قنوات إذاعية في عدد من محافظات الجمهورية فضلا عن أربع صحف يومية ورسائل الجوال . وتستهدف الحملة توصيل الرسالة التحذيرية من أخطار السرطان ومسبباته إلى 50% من سكان الجمهورية على الاقل أي إلى أكثر من 10.000.000 مواطن وكذا توصيل التوعية والنصائح الطبية اللازمة لأكثر من 8.000.000 مواطن وزيادة وعي المجتمع وحثه على زيادة الإنفاق الشعبي والحكومي ووضع الحلول اللازمة للمشكلة. إلى ذلك أعلنت إدارة المستشفى السعودي الألماني بصنعاء التزامها بمعالجة 1000حالة مرضية سرطانية مجانا خلال 2008م . و يوجد في اليمن مركزين لمعالجة السرطان في العاصمة صنعاء وفي محافظة عدن وتجاوز اجمالي المبالغ التي انفقتها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان على انشاء وحدات للمعالجة وشراء أدوية لمرضى السرطان 100 مليون ريال منهما 50 مليون ريال لإنشاء وحدة لمعالجة الأورام بمحافظة عدن والتي تم افتتاحها خلال شهر نوفمبر من العام المنصرم . وتعتزم اليمن انشاء السجل السرطاني الذي بموجبه ستتمكن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان من حصر وتسجيل جميع الحالات المصابة بالسرطان في اليمن لمعرفة نسبة تزايدها او انخفاضها واثر الاجراءات التوعوية على الوقاية منها . وكانت وحدة معالجة الاورام بمحافظة عدن سجلت خلال شهر يناير الفائت 108 حالة جديدة ترددت على الوحدة للعلاج ، وهو ما يشير الى تزايد عدد الحالات المصابة في السرطان بشكل مخيق . وينظر إلى أمراض السرطان في اليمن بكونها من الأمراض الخطيرة الآخذة في الأنتشار وواحدة من المشاكل الصحية التي تواجهها وزارة الصحة حيث يصل عدد المصابين بمرضى السرطان في كل عام إلى 22 ألف شخص، بناءً على تقرير منظمة الصحة العالمية فيما تصل نسبة الوفيات إلى 60 في المائة ويتماثل للشفاء بين (25-30 في المائة) . وتلقى وزارة الصحة العامة والسكان باللائمة على المبيدات الزراعية في تنامي الإصابة بمرض السرطان وتشير إلى أن حالات الإصابة بالسرطان في اليمن ارتفعت من 5 آلاف حالة عام 2005 إلى 20 الف حالة عام 2006. ويقول المسؤولون في وزارة الصحة العامة والسكان إن هناك انتشارا كثيفا للأمراض السرطانية في اليمن جراء تعاطي القات والتدخين والى الاستخدام المتزايد والعشوائي لأكثر من 700 نوعا من المبيدات المتداولة في السوق اليمنية والتي تستخدم معظمها لرش شجرة القات. ويشير هؤلاء إلى أن الدراسات المختبرية والعلمية لبعض المبيدات المتداولة اثبتت أن بعضها من النوع المحظور استخدامه دوليا كونها تؤدي بدرجة أساسية إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بالأمراض السرطانية، وأهمها سرطانات الدم (اللوكيميا)، وسرطانات الغدة الليمفاوية، وبعض سرطانات الكبد والجلد، كما أن لها علاقة بتشوهات الأجنة وإحداث أمراض أخرى في المناعة، وأمراض الكلى والكبد. وتؤكد جمعة مكافحة السرطان أن 70 في المائة من حالات الإصابة بالسرطان تأتي بسبب الأثر المتبقى للمبيدات في المواد الزراعية (القات) . ويمتد تأثير المبيدات الكيمائية غير المطابقة للمواصفات والمقاييس إلى الكثير من الشرائح العاملة في الزراعة بما فيها النساء والفتيات الريفيات اللاتي يعتبرن الأكثر عرضة لتأثيرات هذه السموم . وتكشف دراسة ميدانية أجرتها وحدة عمالة الأطفال بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن انتشار أمراض خطيرة بين الفتيات العاملات في الزراعة في اليمن إذ وجد في النتائج أن تأثير المبيدات على الفتيات التي شملتهن الدراسة في مائة حالة من الفتيات دون سن ال 18 أن كافة الفتيات يعانين من التهاب العيون والاختناق وضيق التنفس بسبب تعرضهن الدائم للمبيدات السامة .