ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس، نقلا عن وثائق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين هدد بقصف "إسرائيل" بسلاح كيميائي وباغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، بينما ذكرت دراسة جديدة أعدتها وزارة الدفاع البنتاجون أن عدي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين خطط لاغتيال زعيم المعارضة العراقية في لندن أحمد الجلبي في إبريل/ نيسان من العام 2000. ونقلت "هآرتس" عن وثائق البنتاجون، التي تم السماح بنشرها الأسبوع الماضي، نص حديث بين صدام حسين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 1990 وقال خلاله صدام إنه يعتزم قصف تل أبيب بصواريخ وأنه لن يتردد باستخدام سلاح كيميائي ضدها. وقالت الصحيفة إن وثائق البنتاجون تظهر أن المخابرات العراقية التابعة لصدام جمعت معلومات عن مواقع "إسرائيلية" كثيرة بينها مواقع بنية تحتية ومطارات ومواصلات وأماكن دينية ومراكز أبحاث "على ما يبدو أنها كانت بهدف تنفيذ عمليات" وأن الحرس الرئاسي الفلسطيني "القوة 17" كان مصدرا مهما لجمع هذه المعلومات. وبحسب وثائق البنتاجون، فإن نظام صدام وضع خطة مفصلة في العام 2001 تقضي بإطلاق النظام العراقي أسرى في سجونه محكومين بالسجن لفترات تتراوح ما بين ثلاث إلى عشرين سنة في حال وافقوا على التطوع لتنفيذ هجمات ضد "إسرائيل". وتحدثت إحدى الوثائق عن أمر صادر من قائد فرقة "جيش القدس" العراقية وموجه إلى لواء "كربلاء" ويقضي ببناء نموذج لبلدة "إسرائيلية" بهدف التدرب على احتلالها. ويظهر في الوثائق شريط فيديو يوثق اجتماعا بين صدام وعرفات عقد في 19 أبريل/نيسان ،1990 أي قبل أربعة أشهر من احتلال الكويت، ويهدد فيه صدام باغتيال بوش الأب. وبحسب "هآرتس" قال صدام لعرفات في الشريط إنه "ربما لا نقدر على الوصول إلى واشنطن، لكن بإمكاننا إرسال أحد ما مع حزام ناسف ليصل إلى واشنطن ويرمي بنفسه على سيارة بوش". وتبين الوثائق أن جواسيس عراقيين تعقبوا نشاط "إسرائيل" في الأردن والفلبين، وتشير إلى أن ممثلين عن حركة حماس، بينهم القيادي في الحركة عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتالته "إسرائيل"، توجهوا للمخابرات العراقية لتنسيق تنفيذ هجمات ضد أهداف أمريكية و"إسرائيلية" لوضع مصاعب أمام الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003. وقالت البنتاجون إنه عثر في يوم 13 أبريل/نيسان ،2003 أي بعد أربعة أيام على احتلال الجيش الأمريكي لبغداد، على ملف لدى المخابرات العراقية كُتب عليه "سري للغاية" وشمل 223 صفحة تضمنت تفاصيل بشأن الأهداف في "إسرائيل" بينها محطات حافلات ركاب في مدن بئر السبع والقدس وأسدود وديمونا وعسقلان و"كريات جات" ورحوفوت واللد و"ريشون لتسيون" ومحطتا القطار في تل أبيب وحيفا وغيرها من المواقع. وتم الإشارة على "خارطة "إسرائيل"" إلى ملاعب كرة قدم رئيسية في "إسرائيل" وأماكن دينية بينها مساجد وكنس ومراكز طبية ومقار الوزارات وبرك سباحة. وجمعت المخابرات العراقية معلومات بشأن "56 مطارا و18 مسار إقلاع" في "إسرائيل" إضافة إلى قواعد سلاح الجو وأسماء شركات تعمل في المطارات وخارطة لقاعدة سلاح الجو "الإسرائيلي" "رامون". وتشير الوثائق الموجودة في أيدي البنتاجون إلى ما تقول إنه نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة وبينها انتقال نشطاء من حركة فتح في الضفة إلى العمل في خدمة حزب الله. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "صندي تايمز" أمس، أن دراسة جديدة أعدتها البنتاجون واستندت إلى وثائق صودرت خلال الحرب على العراق كشفت عن أن عدي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين خطط لاغتيال زعيم المعارضة العراقية في لندن أحمد الجلبي في إبريل/نيسان من العام 2000. وقالت الصحيفة إن مؤامرة الاغتيال التي أُجهضت دعت إلى إرسال وحدة من فدائيي صدام لاغتيال الجلبي زعيم المجلس الوطني العراقي المعارض المقيم في لندن في وقتها ووردت تفاصيلها في وثائق رسمية عراقية تضمنت معلومات عن دعم صدام حسين لشبكة واسعة من الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط من بينها حركات إسلامية على علاقة بتنظيم القاعدة". غير أن الصحيفة أشارت إلى عدم وجود أي دليل على أن صدام أقام صلات مع القاعدة، والذي استخدمته إدارة الرئيس جورج بوش كأحد مسوغات غزو العراق، ونسبت إلى مسؤول بريطاني قوله "لم نر أي شيء يبدّل موقفنا قبل الحرب بأنه لم تكن هناك أي علاقة بين صدام حسين وأسامة بن لادن". (يو.بي.آي)