تظاهر الآلاف من أنصار المعارضة اليوم أمام مقر الحكومة منددين بسياستها الاقتصادية التي وصفوها بسياسة " الجرع والتجويع مطالبين تنفيذ الوعود الانتخابية بالقضاء على الفقر والبطالة. التظاهرة التي غاب عنها الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري ونظمها حزب الإصلاح الإسلامي بأمانة العاصمة صنعاء بالنيابة عن تلك الأحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك المعارضة ،تحولت إلى استعراض عضلات للإخوان المسلمين ورسائل موجهة صوب رئيس الجمهورية . مساعد الأمين العام لحزب الإصلاح ( الدكتور محمد السعدي) فيما افرده من مساحة لخطابة التثويري لتأكيد الاختلالات الأمنية التي قال بانها أضحت متكررة و تدل على الانفلات وضياع الضبط والتوسع في الجريمة, معتبراً كل ذلك محصلة للفساد وتوغله في جميع مرافق الدولة. منوها إلى ان المستقبل أضحى بلا ملامح ويسير النظام بالوطن في نفق مظلم وفق سياسات تنمي العنف وتدعو إليه. منتقدا المعادلة التي تقوم على بقاء طرف بالسلطة أو أن الخيار الآخر هو الصوملة. السعدي اتهم السلطة بمحاولة تفكيك كيان اللقاء المشترك وسعيها الحثيث نحو إفشال تجربته الذي وصفها ب" الرائدة على مستوى المنطقة العربية، مؤكدا تجاوز المشترك لتلك المحولات وفرض وجوده كمعبر عن إرادة الشعب. إما الشعارات والهتافات للحاضرين في التظاهرة "السلمية" التي افسحت السلطة امنيا المجال لها ، فتوجهت غالبيتها نحو الرئيس صالح في خطابه بمهرجان الهجن بالحسينية، والقليل نحو ورغيف الخبز، إضافة إلى ما يسمى بالإختلالات الأمنية والإقتصادية ولكن وفقا للتراث الإسلامي . ففيما ردد المشاركين ورفعوا لوحات مفادها " لن نشرب من البحر المالح .. أين وعود الرئيس الصالح" حملت لافتت حزب الإصلاح جمل من التراث الاسلامي تعود للخليفة عمربن الخطاب وعلي بن أبي طالب " لوكان الفقر رجلا لقتلته"، لو أن بغلة عثرت في العراق .." ، إضافة إلى لافتات طالبت برحيل الفاسدين حتى يعيشوا بسلام، وخاطب في لافتة أخرى الجيش والشرطة بب"( نحن والشرطة والجيش شركاء في رغيف العيش). وباستثناء لافتة يتيمة للقطاع الطلابي للحزب الإشتراكي دعت إلى " معالجة قضايا الجنوب من بوابة الإصلاح الوطني الشامل"بدت لافتات المتظاهرين الإخوان أكثر قساوة حيث اتهمت إحداهن رئيس الجمهورية ببيع الساحل والبحر وتساءلت أخرى" أين ثروات البلاد ياحكومة الفساد". وقد طالب منظمو التظاهرة في بيان ختامي السلطة بتنفيذ وعودها الإنتخابية والقضاء على الفقر والبطالة وإيقاف ما سماه ب" سياسة التجويع والجرع "، معتبرا سياسة التجويع وإرهاب الناس وقمعهم حسب قوله " مخالفة كبيرة لأهداف الثورة اليمنية ومبادئ إعلان الوحدة اليمنية والدستور والقوانين النافذة التي تعطي الشعب الحق في حياة كريمة آمنة وحقهم في النضال السلمي"، مؤكدا على مشروعية النضال السلمي وتضامنه الكامل مع أخوانهم في جميع محافظات الجمهورية وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية والشرقية. واعتبر البيان أن تلبية تلك المطالب تعد مدخلا حقيقيا للإصلاح السياسي والوطني الشامل لأوضاع الوطن ووحدته أرضا وإنسانا، مشيرا إلى أن المهرجان " تعبير عن الآم وآمال سكان أمانة العاصمة اللذين يئنون من أساليب القهر والإرهاب السلطوي ومضايقة أصحاب الرأي والفكر ومحاكمة الصحفيين وحجب المواقع الإلكترونية واستمرار الإختطافات وتدني الخدمات وإظهار أمانة العاصمة وكأنها مجموعة من القرى النائية". البيان عبر عن إدانته لكافة الممارسات غير المسؤوله التي تمارسها السلطة ومنها ملاحقة الباعة الجوالين وأصحاب الحرف البسيطة دون إيجاد البدائل المناسبة بما يحفظ لهم كرامته.