لن نشرب من البحر المالح هتاف أعلن رفض المواطنين لخيار رئيس الجمهورية الذي عرضه في مهرجان الحسينية قبل أسابيع لمعارضيه كما لخص الهتاف رسالة أحزاب اللقاء المشترك الموجهة إلى السلطة عبر مهرجانها الذي حضره عشرات الآلاف اليوم أمام رئاسة الوزراء بأمانة العاصمة. في المهرجان الذي نظمه المشترك للتنديد بالارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية..أضاف المواطنون المشاركون.هتافات وهتافات أخرى منها يا حكومة الفساد أين ثروات البلاد،و" لو كان الفقر رجلا لقتلته"،إضافة إلى لافتة "نحن والشرطة والجيش شركاء في رغيف العيش"،كما رفعوا شعارات أين وعود الرئيس الصالح ،وفرعون هرب من البحر, مطالبين السلطة بإيقاف سياسة الجرع والتجويع وتنفيذ الوعود الانتخابية بالقضاء على الفقر والبطالة. "معالجة قضايا الجنوب من بوابة الإصلاح الوطني الشامل" كانت إحدى اللافتات التي ربطت بين الحراك الجماهيري في المحافظات الشمالية والجنوبية،وإضافة إلى اللافتة عبر المهرجان عن تضامنه مع الحراك الجماهيري في المحافظات الجنوبية والحقوق المهدرة لإخوانهم المواطنين هناك، داعيين السلطة إلى حل قضايا السطو على الأراضي والإقصاء من الوظائف العسكرية المدنية للآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية. وندد الآلاف ممن امتلأت بهم "ساحة الحرية ", بالتفجيرات التي استهدفت مدرسة 7 يوليو في أمانة العاصمة وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 13 طالبة. وأكد بيان صادر عن مهرجان مشترك العاصمة أن ما تما رسه السلطة من سياسة التجويع وإرهاب المواطن وقمعه يعد مخالفة كبيرة لأهداف الثورة اليمنية ومبادئ إعلان الوحدة اليمنية والدستور والقوانين النافذة التي تعطي الشعب الحق في حياة كريمة آمنة والحق في النضال السلمي، مؤكدا على مشروعية النضال السلمي وتضامنه الكامل مع أخوانهم في جميع محافظات الجمهورية وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية والشرقية. ودان البيان كافة الممارسات غير المسئولة التي تمارسها السلطة وملاحقة الباعة المتجولين وأصحاب الحرف البسيطة ومضايقتهم في أرزاقهم ومصادر عيشهم دون إيجاد البدائل المناسبة بما يحفظ لهم كرامتهم. وأضاف: إن المهرجان هو تعبير عن آلام وأمال سكان العاصمة الذين يئنون من أساليب القهر والإرهاب السلطوي ومضايقة أصحاب الرأي العام والفكر ومحاكمة الصحفيين وحجب المواقع الالكترونية واستمرار الاختطافات وتدني الخدمات وإظهار أمانة العاصمة وكأنها مجموعة من القرى النائية التي تسمع فيها الإنفجارات في أكثر من مكان, مستغرباً تصنيف السلطة لتلك الانفجاريات بأنها أعمال صبيانية والتماسات كهربائية. ودعا محمد عوض الحربي رئيس أحزاب المشترك بأمانة العاصمة صنعاء إلى مؤتمر وطني واسع لمناقشة الأوضاع والأزمات التي تمر بها البلد والخروج بحلول سليمة لإنقاذ اليمن من الانهيار الوشيك. وخلال المهرجان قال الدكتور محمد السعدي - الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح - إن اللقاء المشترك يرى بأن الحل لجميع المشكلات القائمة تبدأ بالحلول السياسية، مشيرا إلى أن تلك المشكلات ليست قدراً وإنما هي بفعل النظام والسياسات الخاطئة القائمة على حماية الفساد. وأضاف السعدي: إن أسلوب معالجة السلطة في معالجة القضايا يؤدي في الأغلب إلى تفاقم المشكلات وتعقيدها وصناعة الأزمات إلى درجة يصعب تناولها .. لقد تراكمت السياسات المصدرة للإحباط وأصبح الكثير من أبناء الوطن يرون أن المستقبل بلا ملامح حيث يسير النظام بالوطن في نفق مظلم وفق سياسات تنمي العنف وتدعو إليه. وأكد مساعد الأمين العام للإصلاح أن الاختلالات الأمنية التي أصبحت من الأخبار المتكررة يومياً تدل على الانفلات وضياع الضبط والتوسع في الجريمة, معتبراً كل ذلك محصلة للفساد وتغوله في جميع مرافق الدولة. ودعا السعدي إلى عدم الانجرار إلى الدعاية غير المسئولة والتي ترى أن المعادلة تقوم على بقائها بالسلطة أو أن الخيار الآخر هو الصوملة. وأكد على نهج اللقاء المشترك في النضال السلمي ومراهنته على تنمية وعي المجتمع، واصفا تجربة المشترك بأنها " أخذت منحى تصاعديا منذ بداية تشكيله قبل حوالي 10 سنوات وكبر إحساسه بالمسؤولية يوما بعد يوم وتطور خططه البرامجية وفق رؤية واضحة ووسائل ناجحة". وتحدث السعدي عن محاولات للسلطة لتفكيك كيان اللقاء وسعيها الحثيث نحو إفشال تجربته الرائدة على مستوى المنطقة العربية، مؤكدا تجاوز المشترك لتلك المحولات وفرض وجوده كمعبر عن إرادة الشعب، مذكرا بمبادرة ورؤية لقاءه للإصلاح السياسي التي قدمها للسلطة في عام 2005م ورفض السلطة التام لتلك المبادرة، إضافة إلى تصويرها لأصحابها بأنهم أصحاب انقلاب على النظام السياسي. وتأسف السعدي لعدم خروج المشترك مع الحزب الحاكم عبر الحوار بأية نتيجة سوى فرض الهيمنة وعودة إنتاج نفس الوجوه والحلول وتعامل الحاكم مع الحوار على نحو لا يسمح بإحداث تطور ملموس في العملية السياسية الجارية.