إحتشد الآلاف في العاصمة صنعاء أمس الأول للتنديد بسياسات الإفقار والتجويع التي انتهجتها الحكومة. وجاء احتشاد المواطنين بالعاصمة وعدد من المحافظات استجابة لدعوة أحزاب اللقاء المشترك للخروج في مسيرات ومهرجانات احتجاجية. وأكد المشترك في الاعتصام على أهمية الحوار الوطني الشامل لمعالجة كل القضايا والمشكلات والأزمات التي تعاني منها البلاد. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة في مهرجان المشترك الذي أقيم في ملعب الظرافي بأمانة العاصمة :" إن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج تصعيدي لوسائل النضال السلمي ولتفعيل الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بالسياسات القمعية للسلطة، من أجل تحقيق التغيير المنشود على مستوى الساحة الوطنية". ودعا رئيس تحضيرية الحوار الوطني ما يسمى بالحراك الجنوبي إلى توخي الحذر من العناصر التي قال إنها مندسة وتقوم بزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، مطالباً السلطة برفع الحصار عن المدن في المحافظات الجنوبية، موجهاً حديثه للمواطنين بأن عليهم أن يعوا أن السلطة هي سبب المعاناة وتفاقم الحياة المعيشية الصعبة وعدم استقرار الأمن. وأعلن باسندوة تضامن أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني مع أساتذة جامعة صنعاء والجامعات اليمنية في بقية المحافظات مطالباً بتحقيق مطالبهم، وكذا التجاوب مع مطالب اتحاد عمال اليمن في رفع المرتبات. وحذر باسندوة السلطة من مغبة التمادي في سياساتها والذي وصفها بالفاشلة، داعياً المواطنين وكل الغيورين على الوطن إلى العمل على التغيير الجذري بشكل سريع قبل أن تحل الكارثة. وقال: نخشى على مستقبل الأجيال القادمة في ظل استمرار معاناة السواد الأعظم من أبناء الشعب وسط تجاهل واضح من قبل السلطة التي عجزت عن توفير مادة الغاز للمواطنين وإصلاح شبكة الكهرباء. وحمل السلطة مسئولية تدهور قيمة الريالة اليمني، مضيفاً أن قرار السلطة برفع التعرفة الجمركية ل (71) سلعة أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني تهوراً ، معتبراً ذلك من قبل السلطة، مستبعداً تحسين أوضاع المواطنين المعيشية والحياتية في ظل السلطة الحالية. وأكد باسندوة بأن الأزمات التي تعصف بالبلاد كفيلة بأن تعطي السلطة أكبر جائزة للفساد والإفساد، مشيراً إلى أن الخروج من النفق المظلم اليوم لا يمكن إلا أن يكون بالحوار الوطني الذي لا يستثنى منه أحد. ودعا السلطة إلى الكف عن استغلال المال العام لشراء الذمم بدلاً عن بناء المشاريع والخدمات الضرورية للمواطنين. وقال البلاغ الصحفي الصادر عن اعتصام المشترك في أمانة العاصمة :"إن الإجراءات الاقتصادية والمالية والنقدية التي انتهجتها السلطة وأجهزتها الفاسدة لصالح حفنة متخمة من المتنفذين عبر الجرع السعرية المتتالية، والتصاعد المستمر لأسعار المواد الغذائية ، أدى إلى تدهور مريع للأوضاع المعيشية والاقتصادية وأنذر بمجاعة ستطال معظم أبناء الشعب"، مؤكداً بأن الاستمرار المتسارع للأزمة الخانقة التي تعيشها بلادنا والتي طالت الجميع جراء الممارسات الخاطئة لسلطة الفساد والاستبداد أوصلت البلاد إلى مآلات كارثية وأدخلتها في نفق مظلم ومصير مجهول. وأكد البلاغ أن المشهد الاقتصادي يؤكد وجود سياسات تجويعية وإفقارية ممنهجة تقوم بها السلطة، والتي كان آخرها فرض رسوم إضافية تصل نسبتها إلى 15% على (71) سعلة أغلبها سلع غذائية استهلاكية ضرورية للغالبية العظمى من المواطنين، في الوقت الذي تنفق فيه هذه السلطة ثروات البلاد لتمويل صفقات الفساد والحروب العبثية والصراعات الدموية التي تثيرها لتصفية حساباتها مع خصومها. واتهم المشترك السلطة بنهب وتبديد ثروات البلاد وإنفاقها على أزلامها ومحاسبيها وشراء الذمم والولاءات حتى اتسعت رقعة الظلم في جميع أنحاء البلاد. وطالب بلاغ المشترك السلطة بالوفاء بالتزاماتها ووعودها المعلنة للشعب بالقضاء على الفقر والبطالة والأمية ومكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين وتحسين مستوى الحياة المعيشية للناس وإيقاف الجرع السعرية القاتلة وحل مشاكل الكهرباء والماء والغاز والتعليم والصحة ورفع الأجور والمرتبات لكافة موظفي الدولة المدنيين والعسكريين.