اتهمت أحزاب اللقاء المشترك الحزب الحاكم بإنتاج أزمات خانقة أدت إلى تدهور تدهور للأوضاع المعيشية والاقتصادية وأضرت بمختلف فئات الشعب. وقال المشترك في البيان الختامي للمهرجان الذي أقامه صباح اليوم الخميس في ملعب الظرافي بصنعاء وحضره الآلاف "إن الإجراءات الإقتصادية والمالية والنقدية التي انتهجتها هذه السلطة وأجهزتها الفاسدة لصالح حفنة متخمة من المتنفذين الطفيليين عبر الجرع السعرية المتتالية أدى إلى تدهور مريع للأوضاع المعيشية لمختلف فئات الشعب وأنذر بمجاعة ستطال معظم أبناء الشعب". وقال البيان "ان المشاكل والأزمات التي تعصف باليمن تدل دلالة واضحة على أن هذه السلطة لم تعد قادرة على إدارة شئون البلاد وأنها ماضية بها نحو الكارثة, مما يستوجب الوقوف صفاً واحداً والالتفاف حول مشروع رؤية الإنقاذ الوطني". وفي المهرجان الحاشد، طالب باسندوه في كلمته اليمنيين السعي إلى التغيير وقال "نشعر بالقلق من الحالة الكارثية التي وصلت بها اليمن وإذا لم نعجل بالتغيير وبشكل سريع ونقوم إصلاح جذري فالوطن سائر إلى التهلكة والهاوية". وأضاف "أن أحوال الغالب من الشعب اليمني تسير باتجاه التهلكة بسبب شراء الحزب الحاكم للمنافقين وأصحاب الذمم الخربة ". ووصف باسندوه النظام الحاكم بأبرع نظام في اختلاق الأزمات, داعياً إلى تكريمه بأفضل جائزة بمناسبة إنجازاته في مجال الفساد والإرهاب والقمع لشعبه.
كما طالب المشترك الحزب الحاكم بوقف ما وصفه بالإجراءات القمعية تجاه الحراك السلمي في الجنوب, وإنهاء العسكرة لمحافظتي الضالع ولحج وإطلاق المعتقلين في سجون السلطة, مشيراً إلى أن مهرجان اليوم هو تدشين لمهرجانات قادمة للتضامن مع أبناء الجنوب وللمطالبة بإيقاف الجرع التي تنفذها السلطة.
فيما حذر باسندوه قيادات وأتباع الحراك في الجنوب من بعض العناصر التي وصفها ب"السيئة", والتي قال بأنها تريد أن تشوه صورة الحراك السلمي وتزجهم في قتال فيما بينهم, مشيراً إلى أن السلطة هي الوحيدة المسئولة عن معاناة اليمنيين في شمال اليمن وجنوبه. وأشار إلى أن أزمات اليمن لن تحل إلا عن طريق حوار يشترك فيه كافة الأطراف بما فيهم الجنوبيين, وقال" نطالب الحزب الحاكم بالتحلي بالحكمة والتعاطي مع القضية الجنوبية كقضية أساسية كونها تشكل أهم وأخطر الأزمات في أزمات اليمن لارتباط مصيرها بمصير اليمن سيما واستخدام العنف مع الجنوبيين لن يولد إلا العنف".
واتهم البنك المركزي اليمني بتخفيض سعر العملة الوطنية بشكل متعمد, وهو الأمر الذي قال بأنه سبب فقدان الموظف الحكومة لما يقرب من 15% من حاجياته بسبب تدهور العملة الوطنية, واصفاً الحكومة ب"المسطولة" كونها تنفذ الجرع وتسبب الأزمات ولا تلتفت إلى شعبها.
من جهته شن رئيس أحزاب المشترك بمحافظة صنعاء علي سيف النعيمي هجوماً على السلطة وقال "أن الأزمات المتتالية التي ينتهجها الحزب الحاكم لمجموعة من المتطفلين والناهبين, وقد قامت الدولة بفرض رسوم زيادة على المتطلبات المعيشية لتؤمن المال لتجار الحروب وسفاكين الدماء".
ودعا المواطنين في المحافظات الجنوبية للتصدي لما وصفها بالأزمات التي تقوم بها السلطة عن طريق الحراك السلمي, مطالباً في الوقت نفسه الحزب الحاكم بإيقاف الفساد والقمع في المحافظات الجنوبية ورفع الأجور والمرتبات لجميع موظفي الدولة. ورحب بيان المشترك بتوقيع اللجنة التحضيرية للحوار الوطني اتفاقاً مع الحوثيين, مطالباً السلطة بالشروع في خطوات عاجلة لمعالجة القضايا والمشكلات والأزمات التي تعاني منها اليمن. داعياً إلى وقف كافة الإنتهاكات القمعية للناشطين والسياسيين والحقوقيين والحراك السلمي في المحافظات الجنوبية، ورفع المظاهر العسكرية الاستثنائية وحالة الطوارئ الغير معلنة وإيقاف الحصار العسكري المفروض على عدد من طرق وقرى محافظتي لحج والضالع وإطلاق المعتقلين والمخفيين قسرياً على ذمة الحراك السلمي وحرب صعده. كما دعا بيان المشترك السلطة إلى الوفاء بالتزاماتها ووعودها المعلنة للشعب بالقضاء على الفقر والبطالة والأمية, ومكافحة المفسدين والفساد وتحسين مستوى المعيشة وإيقاف الجرع السعرية, ورفع الأجور والمرتبات لكافة الموظفين في الدولة. وطالب بإيقاف أي تعديل دستوري يعزز من سلطة الفرد والاستبداد أو ينتقص من الحقوق والحريات أو يلتف على التعددية السياسية والتداول السلمي. وشدد على ضرورة الإهتمام بشريحة الشباب وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية. ودعا إلى حل عدد من القضايا الراهنة التي تشهدها البلاد.
وفي محافظة تعز شارك الالاف اليوم في المسيرة التي دعت لها أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة والتي انطلقت من أمام النقطة الرابع وصولا إلى أمام مبنى المحافظة.
وقال البيان الصادر عن المسيرة " تأتي هذه المسيرة الجماهيرية رفضاً لسياسة الإفقار والتجويع ورفضاً للظلم والفساد اللذين غرقت فيهما السلطة إلى الأذقان. ورفضاً لناهبي الثروة الوطنية وناهبي الأراضي في عموم الجمهورية ممن استحلوا ممتلكات المواطنين ظلماً وعدواناً".
وأضاف البيان" لقد أثبتت الأيام أن سلطة الفساد القائمة اعجز من أن تقدم لهذا الشعب أبسط الخدمات وأنها اعجز من أن تقود أي تنمية حقيقية شاملة, فضلاً عن أن تملك القدرة على قيادة التحولات الإستراتيجية التي يطمح إليها المواطن ويتطلع إليها الشعب... إننا نقول ذلك من خلال الواقع المتردي الذي صنعته السلطة بجهلها وفسادها وفشلها وها هي تسوق البلاد إلى مصير مجهول وتفرض حياة معيشية بالغة السوء, بما تمارسه من إجراءات خاطئة وسياسات اقتصادية جائرة تُحمل فيه المواطن أعباء متزايدة تسرق بها حبة الدواء منه, وتنتزع من خلالها لقمة العيش من فمه".
كما دعت أحزاب مشترك تعز من وصفتهم عقلاء السلطة لتحمل مسؤليتهم التاريخية والعمل جنباً إلى جنب مع أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني وكل القوى السياسية الخيرة والشخصيات الاجتماعية لإيقاف ما وصفته بالتدهور المفجع في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
كما حذر مشترك تعز السلطة من المضي في سياسة الجرع وزيادة الأسعار والتضييق على المواطن في لقمة عيشه وانتهاك الحريات لما لهذه السياسة من عواقب وخيمة سيتحملها الفاسدون وسيدفعون ثمنها آجلاً أم عاجلاً .