منحت جامعة صنعاء الباحث والناشط السياسي الفلسطيني ممثل الجبهة الشعبية في اليمن محمد رجب جرادة درجة الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر تناول فيها موضوع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ونشأتها وتطورها من عام 1947 وحتى 1967. وقد تم تقسيم الدراسة التي تقدم بها الباحث جرادة إلى ستة فصول بدأت بتمهيد عن القضية الفلسطينية من حيث نشأتها وتطور عملية سلب فلسطين إرضاء للأطماع الصهيونية العالمية. وتناولت الدراسة بعد ذلك إطار نشأة مشكلة اللاجئين، والأسباب التي وقفت وراءها، وكيفية تطورها بدءاً من وضع فلسطين تحت الانتداب إلى سنة 1967. ثم استعرض مدعماً بالخرائط والجداول الإحصائية توزيع اللاجئين جغرافياً في داخل الوطن المحتل أو في الأراضي الفلسطينية التي بقيت خارج الاحتلال، أو في الأقطار العربية، أو أقطار خارج الوطن العربي. والوقوف على أوضاعهم في مراكز اللجوء من النواحي القانونية، وموقف المحافل العربية والدولية من المشكلة. كما استخدم في إعداد هذه الأطروحة المصادر التي تخدم بنائها، بما توفر معلومات أساسية تعكس الواقع المادي للموضوع، ووجهات النظر المختلفة حول تفاصيله. وعن سبب اختياره لهذا الموضوع أشار الباحث جرادة أن تناول مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والتي تعتبر أحد أهم القضايا التي تعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة وأنها الآن تتخذ بعداً خطيراً في ضوء تطورات ما عرف بالحل السلمي للقضية الفلسطينية بعد أوسلو. وحول مجمل دراسته حول موضوع اللاجئين قال جرادة " لقد ركزت الصهيونية العالمية على تهجير الشعب الفلسطيني ونفذت هدفها بكل الوسائل. وحولت عملية التهجير إلى عملية إبادة لأنها أدركت إن بقاء الفلسطينيين في أرضهم يحول دون تحقيق هدفها فركزت على الإقصاء أولا ثم التوطين ثانيا ثم الإبعاد عن الحدود ثالثا ثم التجريد من أية حقوق أخيراً وصولاً إلى إلغاء الهوية الفلسطينية إذ هؤلاء اللاجئون أساسها الاجتماعي والتاريخي. لقد لاحظ الصهاينة على اختلاف تشكلهم التاريخي( اليهودية الصهيونية أو المسيحية الصهيونية....الخ) إن أي تفكير فلسطيني بفلسطين يعني تهديد أهدافها، وإعادتها إلى نقطة الصفر". وأضاف بأنه ركز في دراسته على مجموعة من الحلول المطروحة التي تعالج مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والظلم الذي تعرض له شعبنا بالإبعاد عن أرضه وإلغاء الذاكرة الفلسطينية في عقله. ولفت جرادة إلى أنه واجه صعوبات جمة في إعداد دراسته تتعلق معظمها بالمصادر حول موضوعه، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي يفترض أن تكون هذه المصادر كثيرة نظراً لخطورة الموضوع وأهميته إلا أن الحصول على هذه المصادر ليس بالأمر السهل، كما أن هناك عدد كبير من المصادر يشوبها عدم الاتفاق على مسالة أساسية في أعداد اللاجئين، والتوثيق الدقيق لأحوالهم ولشكل حياتهم في أماكن اللجوء، مشيراً إلا أن هذه المشكلة والنقص والاختلاف في هذه المصادر دفعه إلى القيام بعملية إعداد قاعدة بيانات خاصة بأعداد اللاجئين وسنوات طردهم وأماكن لجوئهم.