قال مسؤولون في وزارة الزراعة اليمنية أن الفرق الميدانية التابعة للوزارة تعمل على مكافحة انتشار دودة الجيش الإفريقي التي هاجمت المحاصيل الزراعية في العديد من المحافظات منذ شهر مايو/أيار. ودودة الجيش الإفريقي هي عبارة عن يرقة تتطور إلى فراشة تستطيع بعدها أن تهاجر لعدة آلاف من الكيلومترات، قاطعة حوالي 100 كلم في الليلة الواحدة، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة. وتقوم هذه الدودة بمهاجمة الحبوب والمراعي وقصب السكر. وأخبر شهاب الشميري، المسؤول رفيع المستوى بوزارة الزراعة في تصريح صحفي أن فرق الوزارة قامت برش محافظات تعز والضالع ولحج وإب. ووصف انتشار الآفة على أنه كبير دون أن يتمكن من إعطاء فكرة عن الحجم الحقيقي للوباء. ولكنه أشار إلى أن "الفرق الميدانية تستعمل أكثر من 25 مركبة لمحاربة انتشاره في المناطق المذكورة". وأوضح الشميري أنه إذا لم يتم القضاء على دودة الجيش الإفريقي في أسرع وقت فإنها ستشكل خطراً حقيقياً على محصول الحبوب بما فيها الذرة والقمح والدخن. وحتى الآن لم تتسبب هذه الدودة في أضرار بليغة ولا يزال الوضع تحت السيطرة، وفقاً للمسؤولين. من جهته، أفاد عبد السلام ناجي، وهو أحد العلماء بوزارة الزراعة، أن الحشرات أتت إلى اليمن من دول مثل تنزانيا وكينيا حيث "شجعت الظروف الملائمة مثل غزارة الأمطار وكثرة النباتات على انتشارها". ووفقاً لناجي، تستعمل الفرق الميدانية المبيدات لمكافحة دودة الجيش الإفريقي، "ففي تعز وحدها انتشر الوباء في 10 إلى 15 مديرية من مديريات المحافظة التسعة عشر. وقد قامت الفرق الميدانية برش 650 هكتاراً من الأراضي وتخطط لتغطية 900 هكتار في تلك المنطقة". أما إسماعيل محرم، مدير هيئة الأبحاث الزراعية بالوزارة، فقد أفاد أن دودة الجيش الإفريقي تهاجر إلى اليمن مرة واحدة في السنة على الأقل خلال موسم الأمطار، مشيراً إلى أنها " تسببت خلال العشر سنوات الماضية بإلحاق أضرار بليغة بمحاصيل الحبوب". كما أوضح أن الدودة تلحق الأضرار بالحبوب في المراحل الأولى من نموها أما "بعد أن تتعدى محاصيل الحبوب هذه المرحلة [أول شهر ونصف] فإن انتشار الدودة لا يتسبب بأية أضرار". ووفقاً لإحصاءات وزارة الزراعة لعام 2007، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالذرة الشامية حوالي 453,000 هكتار والدخن حوالي 82,276 هكتار والقمح 27,745 هكتار. وتستورد اليمن 75 بالمائة من احتياجاتها الغذائية و95 بالمائة من احتياجاتها من القمح.