حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو سيسفر عن حدوث أزمة عميقة في العلاقات بين موسكو وكييف، في وقت حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اوروبا من انها مضت بعيدا في عملية نزع سلاحها، داعيا اياها الى اعادة بناء دفاعها في فترة يشوبها القلق حول نوايا روسيا. ودعا جيتس في خطاب ألقاه في قصر بلنهايم الذي ولد فيه رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل في وودستوك بمنطقة اوكسفوردشاير الى مزيج من الحزم والاعتدال في العلاقات مع روسيا. وقال امام مجموعة من الخبراء في السياسة الخارجية، ان "احد نجاحات القرن الماضي كان بسط السلام في اوروبا بعد قرون من الحروب المدمرة والدامية". واضاف "لكني اعتقد اننا وصلنا الى نقطة تغيير، لان القسم الاكبر من القارة مضى بعيدا في الاتجاه الآخر". واعتبر جيتس ان "نزع السلاح اصبح عقبة محتملة في البحث عن سلام حقيقي ودائم، لان الضعف سواء كان حقيقيا او محتملا، يشكل دائما مصدرا للقيام بحسابات خاطئة واعتداءات". وكان جيتس شارك في لندن في اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي خصص للنزاع الروسي - الجورجي. وفي اشارة الى آفاق انضمام جورجيا الى الحلف الاطلسي التي تقسم الحلف، قال "يجب ان نتحلى بالحذر مع الالتزامات التي نتخذها، لكن من الضروري ان نكون ايضا مستعدين لاحترام الالتزامات التي اتخذناها في السابق". ومن جهته، اعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش سيتناول في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة النزاع الروسي - الجورجي وسيدعو موسكو الى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بسحب قواتها من جورجيا. وقال ستيفن هادلي مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي للصحافيين ان الولايات المتحدة لا تريد العودة الى زمن الحرب الباردة. واوضح ان بوش سيؤكد على استمرار الدعم الامريكي لجورجيا كما "سيدعو الدول الاخرى الى ان تدعم جورجيا بالطريقة عينها". واضاف ان بوش سيشدد في خطابه على "اهمية التزام روسيا بالضمانات التي اعطاها قادتها باسمها" ولا سيما تلك المتعلقة بسحب قواتها من جورجيا الى خطوط ما قبل اندلاع النزاع في اغسطس/ آب. من ناحية ثانية، قال لافروف في مقالة نشرت في مجلة "2000" الأسبوعية الأوكرانية ان الخطوات التي اتخذتها كييف في الفترة الأخيرة، لا يمكن لموسكو إلا أن تعتبرها كمحاولة منهجية لتخريب مجمل العلاقات القائمة بين الدولتين، وكمحاولة تهدف إلى التملص من المبادئ التي تقوم عليها هذه العلاقات. وأكد أن موسكو تنظر في هذا السياق بالذات إلى مواقف البعض في قيادة أوكرانيا الذين يسعون في سبيل تسريع عملية الانضمام إلى حلف الناتو من دون الأخذ بعين الاعتبار رأي الشعب والقلق الذي عبر عنه الجانب الروسي. وشدد على أن العلاقات بين الدولتين تبقى على الرغم من كل ذلك أعمق وأقوى من كل الطروحات المرحلية، مشيرا إلى أن جهود الدبلوماسية الروسية تهدف بشكل خاص إلى أن تتطور العلاقات بين البلدين باطراد. وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ذكرت نقلا عن مسؤول في البنتاجون ان وزراء دفاع (الناتو) سيناقشون تشكيل قوة رد سريع سهلة الانتشار لإرسالها إلى الدول التي تتعرض للتهديد من قبل روسيا. واعتبرت ان تشكيل مثل هذه القوة سيعيد الناتو إلى موقعه الأساسي كقوة ردع ضد الروس بعد سنوات من تركيز الحلف على مهام في كوسوفو. الى ذلك، أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن مسألة انتشار القوات الروسية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ستحل "بشكل ثنائي" مع الجمهوريتين. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون إن "مسألة انتشار القوات المسلحة الروسية ستحل بشكل ثنائي في إطار القانون الدولي وطبقاً لاتفاقات أبرمت مع هاتين الدولتين"، مؤكداً أن جنود السلام الروس ينسحبون من "المناطق الفاصلة" الى تلك الأراضي. وكالات
