جدد المركز الوطني للأرصاد التحذير من حالة عدم الاستقرار في الجو امتدادا من شرق اليمن والمناطق الساحلية والجنوبية وحتى اقصى الشمال ، متوقعا استمرار هطول الأمطار المتفرقة المصحوبة بالعواصف الرعدية خلال ال12 ساعة القادمة ، وأكدت آخر الإحصاءات الرسمية حتى وقت متأخر من مساء يوم السبت ارتفاع حصيلة الوفيات الى 66 شخصا في محافظات حضرموت والمهرة وفقدان العشرات وتهدم اكثر من 1700 منزل وغمر كثير من الأراضي الزراعية، وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية ، وتشريد الالاف من الاسر، متوقعة ان تسجل هذه الارقام ارتفاعا خلال الساعات القادمة نظرا لحجم الكارثة التي تعد ابرز الكوارث الطبيعية التي تضرب اليمن خلال السنوات القليلة الماضية. وتتواصل جهود الإغاثة عبر الطائرات المروحية بعد تقطع الطرقات الرئيسية التي تربط مناطق محافظة حضرموت ببعضها وبالمحافظات المجاورة ، حيث تحتشد جهود الدوله بكافة إمكانياتها بما فيها القوات المسلحة والطيران للتخفيف من أضرار كارثة الأمطار -التي لم تشهدها المحافظات الساحلية الشرقية منذ عشرات السنين- باشراف مباشر من الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية على سير عمل لجان الطوارئ والإنقاذ والإغاثة للمتضررين وتقديم المساعدات العاجلة للتخفيف من معاناتهم . واكد المجلس الأعلى للدفاع المدني إعطاء الأولوية الكاملة لمواصلة عمليات الإنقاذ والإغاثة والإيواء للمتضررين جراء الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظتي حضرموت والمهرة خلال اليومين الماضيين. ووجه المجلس جميع الوزارات الخدمية بسرعة إعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق والمديريات المتضررة وعلى وجه الخصوص الطرق وضمان حركة النقل للمواطنين وتسهيل مهام فرق الإغاثة الميدانية، مع الأخذ بعين الإعتبار إستخدام طائرات الهيلوكبتر لإنقاذ المواطنين الذين لازالت السيول تحاصرهم في بعض مناطق وادي حضرموت. وأقر المجلس فتح حساب خاص لدى البنك المركزي اليمني والبنوك الأخرى برقم موحد لاستقبال التبرعات والمساعدات المالية من قبل الإخوة المواطنين والقطاع الخاص وتحت إشراف اللجنة العليا للإغاثة، بحيث تقوم السلطات المحلية بتخصيص الأماكن اللازمة لإستقبال المساعدات العينية والمواد الغذائية والإسعافية في المناطق المتضررة وبخاصة سيئون والغيضة ، مع العمل على نقل المواطنين من المباني الطينية المتشربة بمياه الأمطار والسيول إلى مراكز إيواء آمنة ، ولفترة تسمح بالإطمئنان على سلامة تلك المنازل ، وذلك حماية لسكانها في إحتمال تشققها وإنهيارها لاحقا. وفيما لم تتمكن السلطات حتى الآن من تحديد رقم معين للخسائر التي تقدر بالمليارات نتيجة للتدفق الكبير للسيول، وغمر كثير من الأراضي الزراعية، يتركز الاهتمام الحزبي في صراع جبهوي بعيدا عن مآسي ألاف الاسر الواقعة تحت المعانات وحصار المياه ، حيث تحولت جلسة مجلس النواب يوم السبت الى ساحة من المزايدات محورها الكارثة الانسانية الحاصلة بفعل فيضانات الامطار في محاولة لاستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية . وجدد نواب اتهام الحكومة باستغلال الكوارث لغرض( الشحت) من دول الجوار واقترح النائب الاصلاحي زيد الشامي بضرورة إعطاء مهلة للحكومة حتى نهاية الأسبوع لتقديم تقرير مفصل عن حجم الأضرار الذي لحق بالمواطنين والبنية التحتية بمحافظة حضرموت والمهرة جراء هطول الأمطار الغزيرة بسبب المنخفض الجوي الذي تمر به بلادنا. كما طالب النائب الاصلاحي عن محافظ حضرموت د.محمد سالم الجوهي الحكومة بإدراج كلفة الإعمار في حضرموت في الاعتماد الإضافي الذي تقدمت به الحكومة لهذا العام خصوصاً ، كما طالب بتشكيل لجنة من قبل المجلس لمتابعة جهود الحكومة في عمليات الإيواء والتسكين والتعويض ورفع تقارير يومية بذلك. وقال الجوهي إن ما حدث من كارثة طبيعية في محافظة حضرموت لا يعفي الحكومة من القيام بواجبها لمراقبة المنخفض الجوي وتحديد المناطق المعرضة للخطر وتشكيل لجان قبلية لضمان عدم تكرار ما حصل من أضرار في حضرموت والتخفيف منها أسوة بسلطنة عمان الذي حصل فيها المنخفض قبل عامين وتفادت كثير من الأخطار. وحمل الجوهي الحكومة المسئولية عن الأضرار كون الإعلان عن المنخفض تم قبل فترة في وسائل الإعلام وكان بالإمكان التقليل من الأضرار،ونوه الجوهي الى ان ما نشر في وسائل من أضرار لا يساوي 50%. وكان الرئيس صالح قال في تصريح لوسائل الاعلام يوم السبت" أن الدولة تتحمل مسؤليتها في مواجهة اثار هذه الكارثه ونقدر تقديرا كبيرا لكل من اسهم معنا فنحن لم نطلب ولكن من اراد ان يساهم فسنكون شاكرين له سواء كان بشكل فردي او منظمات او دول بإعتبار ان هذه كارثه انسانية" . وأضاف : أن الاضرار كبيرة في الارواح والممتلكات الخاصة والعامة وابرزها الطرقات والجسور ,وأصبح السير على الطرقات مقطوع سواء في مديريات الوادي او مديرات الساحل بحضرموت. واكد الرئيس أن المرحلة الاولى هي أنقاذ البشر وتسخير كافة الامكانيات لتحقيق ذلك .. موضحا أن الطائرات المروحية تقوم بدور اساسي في هذا الجانب كما يتم اعطاء اولوية لعملية الايواء وايصال الخيام والبطانيات والمواد الغذائية والطبية للمتضررين 00 ولفت إلى أنه سيتم فور استكمال هذه المرحلة الانتقال للمرحلة الثانية والمتمثلة في حصر الخسائر البشرية وتقييم الاضرار المادية نتيجة السيول , منوها إلى أن هناك فريق عمل للمتابعه الميدانية سواء من قبل السلطة المحلية او المركزية وذلك من اجل اصلاح الاضرار واعادة الاعمار وبخاصة الطرقات والجسور التى تهدمت مما اوجد صعوبات في عملية التواصل وبخاصة في محافظة حضرموت التى كانت فيه الخسائر كبيرة . وتابع :" لقد تم اليوم فتح طريق المكلا الريان والوضع يتحسن تدريجياً وهناك طرق مقطوعة في الوادي ومنها طريق قهوة بن عيفان - سيئون وهي الشريان الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بالمكلا ولدينا مجهود مستمر للاغاثة ونقل المواد الغذائية والطبية والخيام والبطانيات من صنعاء الى سيئون لتقديمها للمتضررين. وأكد الرئيس أن الحكومة لن تألوا جهداً في عمليات الإنقاذ والإيواء والاغاثة, ونحن على ثقة ان القطاع الخاص سيساهم في مساندة جهود الحكومة في هذا الشأن, مبينا أن عدد من الاخوة المغتربين يتواصلون مع الجهات المعنية ويعبرون عن استعدادهم للتعاون مع اخوانهم المتضررين جراء سيول الامطار التي هطلت على حضرموت والمهرة .