علمت "الوطن" من مصادر امنية مطلعة ان تنسيقا امنا مكثفا بين اليمن والمملكة السعودية يتعلق بتبادل المعلومات وعمليات تعقب واسعة خصوصا في مناطق الحدود القبلية بحثا عن مطلوبين ، وجدد الرئيس على عبدالله صالح تأكيده يوم الاثنين ان امن المملكة السعودية يهم اليمن والعكس ، في وقت شددت اليمن إجراءاتها الأمنية في المناطق الحيوية والمنشئات الاقتصادية والسفارات بعد معلومات تحدثت عن هجمات إرهابية محتملة لتنظيم القاعدة في كل من اليمن والسعودية ، وحذرت السفارة الأمريكية في صنعاء، رعاياها الموجودين على الأراضي اليمنية بتوخي الحذر . وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع إصدار (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) العدد (السابع) من مجلة (صدى الملاحم)، التي كشف من خلالها عن ملامح المواجهة المحتملة القادمة مع حكومات المنطقة، خصوصاً في كل من: اليمن والمملكة السعودية، ويهدد فيها بقطع إمدادات "الحملة الصهيو صليبية" عبر المنطقة ، وعن تشكيل قيادة واحدة للتنظيم في الجزيرة العربية . السفارة الأمريكية بصنعاء اكدت يوم الاثنين تلقيها تقريراً عن "هجوم محتمل" يُعد له ضد مقرها بصنعاء ، وقالت في بيان انها تسلمت "تهديداً ضد مقر السفارة إزاء هجوم محتمل قيد الإعداد لتنفيذه في المستقبل المنظور." ناصحة رعاياها بتوخي أقصى درجات الحذر واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية الضرورية في المناطق التي يرتادهاعادة غربيون، كما طالبتهم بالابتعاد عن الأماكن المكتظة. وكانت الأمير الإقليمي لما يسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) ناصر الوحيشي (أبو بصير) كشف قبل ايام عن تشكيل قيادة واحدة للتنظيم في الجزيرة العربية بعد مبايعة مجاهدي بلاد الحرمين للإمارة في اليمن، وتعيين السعودي العائد من "جوانتانامو" أبو سفيان الأزدي الشهري نائباً للأمير، غير أن مصادر أميركية قالت إن هذا الإعلان الذي يكشف التحاق الأزدي العائد من "جوانتانامو" بالتنظيم، من شأنه أن يعيق عودة بقية المعتقلين إلى بلدانهم، بما فيهم معتقلي اليمن، تنفيذاً للقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما فور تسلمه مقاليد السلطة في البيت الأبيض. وجاءت المجلة الشهرية الإلكترونية «صدى الملاحم» الناطقة باسم تنظيم «القاعدة» وما حملته من وقائع لتؤكد صحة معلومات استخبارية امريكية تحدثت الاسبوع قبل الماضي عن ان 61 معتقلا سابقا من معتقلى غوانتانامو فى خليج كوبا ربما عاودوا ممارسة // الانشطة الارهابية // ، ويقول التقرير الذى صدر قبل أيام على تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه رسميا يوم الثلاثاء الماضى ان 18 معتقلا سابقا تأكدت مشاركتهم فى هجمات وأن 43 اخرين يشتبه بتورطهم فى هجمات أيضا. ويمثل الرقم قرابة 11 فى المائة من ال 529 سجينا ممن أفرج عنهم من المعتقل المثير للجدل والذى كان أول ملف يصدر بشأنه أوباما قرارا باغلاقه فى أول يوم له تحت سقف البيت الابيض وكانت الساحة اليمنية شهد الأسبوع المنصرم جملة من الأحداث والتطورات المرتبطة بما يسمى (تنظيم القاعدة)، وذلك في أعقاب سلسلة من اللقاءات الأمنية شهدتها العاصمة صنعاء بين مسؤولين يمنيين وأميركيين تناولت قضية التعاون الأمني في مكافحة "الإرهاب"، والقرصنة، وقضايا أخرى.. حيث اعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها داهمت شقة سكنية كانت تستخدم كمخزن للأسلحة من قبل خلية تابعة لتنظيم (القاعدة)، كانت سقطت بأيدي أجهزة الأمن في عملية أمنية "خاطفة"، وأسفرت عن مقتل اثنين من عناصر الخلية هما (سالم احمد مقصف) سعودي الجنسية و(بدر صالح مشرع)، والقبض على ثالث اسمه (عبدالرحمن الغرابي) فيما تمكن رابع يدعى (مساعد البربري) من الفرار. الداخلية ذكرت أن الشقة التي تمت مداهمتها تقع في منطقة دارس بأمانة العاصمة وكانت تستخدم من قبل أفراد الخلية كمخزن للأسلحة ووكرا للتخطيط، مشيرة إلى أن عملية المداهمة أسفرت عن ضبط كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة والمتفجرات منها مدافع هاون ورشاشات، وقذائف اربي حي وقذائف أخرى متنوعة. وتقول المعلومات الرسمية ان سالم مقصف سعودي الجنسية الذي لقي مصرعة خلال المواجهة ، كان من ضمن أفراد خلية حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه على أيدي الأمن في مدينة تريم حضرموت في الحادي عشر من أغسطس الماضي . وبدأت السلطات القضائية اليمنية مطلع الاسبوع الجاري التحقيق مع (16) متهماً شكلوا خلية إرهابية خططت لاستهداف منشآت حيوية داخل اليمن بينهم أجانب في كلا من أمانة العاصمة ، وعدن ، حضرموت ، ومأرب. وتضيف المصادر القضائية أن الخلية الإرهابية نفذت هجوما بمقذوفات استهدف مدرسة 7 يوليو القريبة من السفارة الأمريكية بصنعاء وإلقاء قنبلة أمام مبنى الجمارك المجاور للسفارة الإيطالية واستهداف مجمع سكني بحدة في العاصمة يقطنه أجانب ، كما يتهم أفراد العصابة بقتل سياح بلجيكيين بحضرموت ،وتفجير أنبوب نفطي ومحاولة ضرب مصافي البريقة بعدن. وقبض على المتهمين في الحادي عشر من أغسطس العام الماضي في مدينة تريم في محافظة حضرموت. الرئيس صالح: أمن المملكة يهم اليمن والعكس ويُشار إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح اجتمع الاثنين بصنعاء ، مع مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، حيث أكد له، أن أمن المملكة العربية السعودية يهم اليمن والعكس، وذلك لما فيه خير ومصلحة الشعبين اليمني والسعودي. الرئيس صالح الذي تسلم رسالة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية ، أكد على مستوى العلاقات والتعاون القائم بين اليمن والسعودية وعلى مختلف الأصعدة ومنها التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ." وكانت السلطات السعودية أعلنت يوم الاثنين إلقاء القبض على تسعة سعوديين ممن خضعوا (لبرنامج المناصحة) التأهيلي الخاص بالعائدين من معتقل غوانتانامو والاعضاء السابقين في تنظيم القاعدة. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية -منذ بداية برنامج رعاية الموقوفين وحتى تاريخه تم ايقاف تسعة ممن سبق لهم ان شاركوا ببرامج الرعاية حيث تستكمل بحقهم الاجراءات النظامية وبعضهم من العائدين من غوانتانامو-. وجاء كلام المصدر السعودي تعليقا على انضمام اثنين ممن خضعوا سابقا -لبرنامج المناصحة- واطلق سراحهم الى تنظيم القاعدة في اليمن. وكانا سعيد علي الشهري ومحمد العوفي, اللذين خرجا من غوانتانامو وعادا للمملكة وانخرطا في برنامج المناصحة التي تعمل عليه وزارة الداخلية السعودية , اختفيا من منزليهما العام الماضي، بعد إنهاء برنامج المناصحة، وظهر الشهري في التسجيل الذي بثته تنظيم القاعدة عبر "قناة العربية" امس الاول في احدى المناطق الصحراوية كنائب زعيم الفرع اليمني لتنظيم «القاعدة»، كما ظهر في شريط الفيديو أيضا السعودي العوفي الذي قال إنه كان السجين رقم 333 في غوانتانامو، وإنه الآن قائد ميداني للتنظيم .